إقامة ورشة للفنون اليابانية التقليدية من تقديم إماراتيات للمرة الأولى

رام الله - دنيا الوطن
فصل الإمارات بتقديم ورشة ثقافية مشتركة لتعليم طقوس الشاي الياباني "تشادو" وتنسيق الزهور اليابانية "كادو" أو إيكيبانا في المجمع الثقافي يوم الأحد الماضي الموافق 13 نوفمبر 2022, حيث وللمرة الأولى تم تقديم الورشة باللغة العربية من قبل  طالبات إماراتيات شغوفات بالثقافة اليابانية وممن قاموا بدراسة هذه الفنون العريقة لمدة سنوات. تم تنظيم هذه الورشة احتفالا بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات واليابان.

طريقة الشاي او "تشادو" حيث "تشا" تعني الشاي و"دو" تعني طريقة، تعود بجذورها للقرن السادس عشر؛ وتعتمد الأخيرة على أربعة مبادئ وهي "وا" الانسجام، "كاي" الاحترام، "ساي" النقاء، "جكو" الهدوء. لا تطبق هذه المبادئ فقط مع الضيف والمستضيف، ولكن مع كل ما يحيط غرفة تقديم الشاي الياباني من أدوات واغراض وحتى صوت غليان الماء في "الكاما" وهو وعاء غلي الماء. طريقة الشاي او تشادو كما يطلق عليها باللغة اليابانية، ترحل بمقيميها الى عالم بعيد كل البعد عن شكليات الحياة الخارجية ومظاهرها؛ وتحط رحالها بهم في عالم يملأه التجانس والصفاء حيث المصاعب تكاد تتلاشى

يعود تاريخ  الإيكيبانا أو فن تنسيق الزهور الياباني إلى ما قبل 600 عام، ويركز على البساطة والجمال الغير متناسق والعناصر الموسمية. ويتميز الإيكيبانا عن الفنون الأخرى المتعلقة بتنسيق الزهور حول العالم باهتمامه بجمالية المساحة الخالية. 

شهدت الورشة حضور ومشاركة فعالة من 7 إماراتيات مهتمات بالثقافة اليابانية. استهلت الورشة مع فريق التشادو حيث تم التعريف بتاريخ مدرسة اوراسينكي، والتشادو، و مجموعة اوراسينكي ابوظبي. بعد ذلك، قدمت فايزة المباركي وفاطمة السويدي طريقة من طرق تقديم الشاي العدة وتسمى "اوسوتشا هاكوبي" حيث كانت فايزة المباركي هي المستضيفة وفاطمة السويدي هي الضيفة. بعد مد وجزر بين غليان الماء وتنظيف أدوات الشاي وتقديم الشاي للضيفة، انتهى التقديم. لإدماج الضيوف في الورشة، شرحت فاطمة السويدي طريقة "البونرياكو" شرحا تفصيليا وخلال شرحها قام الضيوف باتباع الخطوات تحت اشراف فايزة المباركي، وسلامة الرميثي، وليلى النعيمي. ذهل فريق التشادو بمدى انسجام الضيوف مع خطوات تحضير الشاي على طريقة "البونرياكو" حيث كان الهدوء يعم المكان. شارف تحضير الشاي على الانتهاء وبدأ الضيوف بخلط مسحوق "الماتشا" مع الماء الساخن وخلف هذا نقاءا منقطع النظير. انتهى الضيوف من إعداد الشاي حيث كان لون الشاي والرغوة التي تعلوه شيئا بعث السرور في قلوبنا.

 تم تخصيص الشق الثاني من الورشة لفن تنسيق الزهور الإيكيبانا. حيث تعرف الحضور على تاريخ الإيكيبانا وأصوله المستمدة من فلسفة الزن وتم استعراض أهم مميزات تنسيقات إيكيبانا والتي  تجعلها فريدة عن التنسيقات المتعارف عليها, قامت الآنسة أماني الشحي, أول إماراتية تحصل على اعتماد "معلمة" من مدرسة أوهارا للإيكيبانا باستعراض طريقة "التنسيق العمودي" وهو أول أسلوب تنسيق يتم تعلمه في المنهج الخاص بمدرسة أوهارا للإيكيبانا, حيث يتم تنسيق الزهور لإبراز جمالية طول الأغصان عبر اتباع بعض القواعد الهندسية. وقام الحضور بعمل تنسيقاتهم الخاصة باتباع نفس القواعد مع اختلاف النتائج لتعكس شخصية كل مشاركة.

قام السفير الياباني لدى دولة الإمارات سعادة أكيو إيسوماتا وحرمه بتشريف الورشة بحضورهم. حيث ألقى السفير كلمة ترحيبية وأثنى على الجهود القائمة على تنظيم الورشة الأولى من نوعها والتي تساهم في تعزيز الروابط بين الإمارات واليابان عن طريق إقامة حوار ثقافي بين البلدين.

فايزة المباركي وفاطمة السويدي

سعدنا كثيرا لدى اختيارنا لأول مرة من قبل مدرستي اوراسينكي لنكون الوجهين المقدمين للتشادو في هذا الحدث كطالبتين مهتمتين بالثقافة اليابانية عامة وطريقة تقديم الشاي الياباني خاصة. لم يكن الامر سهلا، حيث اننا نكن كل الاحترام والتقدير للتشادو؛ ولكن تحت اشراف مدرساتنا وبالعمل الدؤوب المتواصل حققنا هذا الامر.سنسعى دائما لان نكون جزءا من تقوية العلاقات الإماراتية الايابانية بصفة او باخرى؛ ونشكر ثقة المرسة العريقة اوراسينكي على ثقتهم بنا. الشكر موصول أيضا لسعادة السفير "اكيو ايسوماتا" على حضوره الورشة والحدث، وعلى دعمه الدائم للطاقات الشابة الإماراتية المهتمة بالثقافة اليابانية

حول مدرسة اوراسينكي

تأسست مدرسة اوراسينكي على يد "ريكيو سن" خلال القرن السادس عشر، ويعتبر هذا الأخير الاب الروحي لكل محبي التشادو ودارسيه. بنى "ريكيو سن" اسسا خلاقة ومبهرة لعلام الشاي الياباني وطرق تحضيره، تبعه في ذلك طلابه واحفاده ليوصلوا لنا ما نتعلمه اليوم. الحفيد الحالي وهو الخبير الأكبر لاوراسينكي "سوشتسو سن" كان من بدا بنشر ثقافة التشادو خارج العالم والان توجد مدارس اوراسينكي في جميع انحاء العالم، ومن بين هذه المدارس، مدرسة اوراسينكي ابوظبي والتي كانت هدية من الخبير الأكبر "سوشتسو سن" سنة 2009 لولي العهد آنذاك "الشيخ محمد بن زايد" ورئيس الدولة حاليا.

حول مدرسة أوهارا للإيكيبانا

تأسست مدرسة أوهارا على يد أونشين أوهارا في أواخر القرن التاسع عشر عندما انفتحت اليابان على العالم الغربي. ابتكر أونشين مشهد موريبانا، وهو التعبير المميز لمدرسة أوهارا. لقد صمم الحاوية الضحلة والواسعة الأكثر ملاءمة لترتيبات الموريبانا. الموريبانا، وهي التي يتم ترتيبها في حاويات منخفضة وعريضة، و هيكا، التي يتم إنشاؤها في مزهريات أسطوانية طويلة، هما الطريقتان الأساسيتان لترتيب الزهور في مدرسة أوهارا.

اليوم، تستمر المدرسة في الازدهار تحت إشراف المدير الحالي والخامس هيروكي أوهارا. تمتلك مدرسة أوهارا مكاتب في طوكيو وأوساكا مع 144  فرعًا في اليابان وأكثر من 134 فصل ومجموعات دراسية دولية تضم أكثر من 300,000 عضو في جميع أنحاء العالم.