ما هي ضوابط العلاقة بين الجنسين خارج إطار الزواج والمحارم؟

ما هي ضوابط العلاقة بين الجنسين خارج إطار الزواج والمحارم؟
تعبيرية
رام الله - دنيا الوطن
يتساءل أحدهم قائلاً: "أنا متزوج ومضى من عمري 62 عامًا، ولديّ أبناء وأحفاد، وكنت على علاقة مع فتاة تعمل معي في المكتب نفسه، تقتصر على المحادثة بكلمات خادشة عبر الواتساب، وسبق لي أن كنت على علاقة مع أخرى، وفي كلتا المرتين علمت زوجتي وحدثت بيننا مشاجرات كبيرة، وفي المرة الأخيرة أتت إلى المكتب وكلمت الفتاة، وتطلب مؤخرًا الطلاق بسبب ذلك، وقد هجرتني في الفراش منذ أسبوعين، ولا تقوم بواجباتها البيتية، وتخرج من البيت بسيارتي دون إذني،فما توجيهكم بهذا الخصوص؟  

أجابت دار الإفتاء الفلسطينية، إن الشريعة الإسلامية نظمت العلاقة بين الرجال والنساء، وجعلت التعامل مع غير المحارم منوطًا بما تدعو إليه الحاجة، كالعمل، والدراسة، وما إلى ذلك، مع الالتزام بالآداب والأخلاق والاحتشام.

وأشار إلى أنه وعند انتفاء هذه الضوابط أو وقوع خلل فيها تصبح هذه العلاقة محرمة؛ لأنها تفضي إلى محظورات ومحرمات كثيرة، فلا تخلو من سلوك محرم، والله تعالى يقول: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ...﴾.

وأضافت: "ننصح الزوج بالإقلاع عن مثل هذه العلاقات، والتوبة النصوح إلى الله، ولا يرجع بعدها إلى هذا الذنب، فالله تعالى يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ﴾".

وأردفت: "ننصح الزوجة بأن تأخذ بيد زوجها ليترك هذا الذنب، وألا تدع هذا الخلل عاملًا يفسد حياتهما الأسرية، كما أنه لا يجوز لها أن تقصر في حقوق بيتها وزوجها رغم الخطأ الذي وقع فيه الزوج، والرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول: "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا".

وأوضحت أنه يمكن الاستعانة بالأقارب الحكماء لإصلاح ذات بينهما بالمعروف، دون إجحاف بحقوق أحدهما.

التعليقات