عاجل

  • مصادر في مستشفيات غزة: 42 شهيداً في غارات إسرائيلية على مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم

  • (القناة 12) الإسرائيلية: تستعد إسرائيل لإرسال وفد إلى الدوحة

  • استهداف من الطيران الحربي الإسرائيلي شرق خان يونس

"بدي ابني حتى لو ميت"..والدة غريق الهجرة مصطفى السماري تتحدث عن تفاصيل وفاة ابنها

"بدي ابني حتى لو ميت"..والدة غريق الهجرة مصطفى السماري تتحدث عن تفاصيل وفاة ابنها
والدة الشاب الغريق
خاص دنيا الوطن-عبد الحي الحسيني
لا يوفر شبابنا أي سبل ليحظوا بحياة كريمة، يتركون أرضهم، يهجرون أهاليهم، ويؤجلون أحلامهم، لم نتصور يومًا أن تكون قوارب الموت أقل خطورة عن غيرها، فهناك الهجرة عبر السباحة وهي طريقة جديدة ينتهجها الشباب بقطع عشرات الأميال تحت ظروف شاقة واحتمالية ضئيلة للنجاة.

ثلاث عائلات فلسطينية من قطاع غزة فقدوا أبناءهم غرقًا أثناء سعيهم للوصول إلى بر الأمان، لينعموا بحياة هانئة لهم ولعائلاتهم، "مصطفى السماري، خالد شراب، وصخر الأسطل" كانوا ضحايا لغدر البحر والواقع المرير، حيث تنتظر أمهاتهم جثامينهم، ليطبعن قبلة الوداع على جبهاتهم قبل مواراتهم الثرى.

بقلب يعتصر ألمًا، وعينان تذرفان الدموع، تقول والدة غريق الهجرة، مصطفى السماري، إن "الظروف المعيشية الصعبة هي التي أوصلت ابني لهذا الطريق، وعندما اتخذ قرار السفر عبر البحر، لأنه يريد انتشالنا من الفقر، لم يفكر بشيء آخر".

وتضيف أم مصطفى، وهي جالسة بين النساء اللواتي جئن ليقدمن واجب العزاء في منزلها: "كلمني مصطفى الأحد الماضي الساعة التاسعة صباحًا، وأخبرني أنه سيسافر من تركيا إلى اليونان عبر البحر، أخبرته بأنني أخشى عليه فالأجواء باردة وظروف البحر مقلقة، فطمأنني بألا أقلق وأن معنوياته مرتفعة، فهو يسعى ويخاطر ليمنحنا حياة كريمة كما نحلم".

بتنهيدة حبست معها دموع القهر والأسى، تتابع أنه "بعد سيره في الرحلة مع اثنين من أصدقائه، كنت اطمئن عليه من خلال رسائل عبر الانترنت على مدار عدة أيام بالرغم من عدم اتصاله، ولكن كنت أصبّر نفسي، مترقبةً وصولهم إلى الأراضي اليونانية بسلام، حتى وردني إشعار يوم الجمعة على هاتفي مفاده خبر بوصول ثلاثة شبان إلى اليونان ولكن للأسف جثثًا، هنا تصلبت نظراتي واستشعرت بأن شيئًا اُنتزع من قلبي".

وبصوت يرتجف شوقًا، مطلقةً زفيرًا حادًا، تكمل أم مصطفى،: "شعرت في هذا اللحظات بأن مصطفى من ضمن هؤلاء الشبان، وأصبحت أصدح على إخوانه وأخواته وقلبي يعتصر خوفًا وألمًا"، مرددةً "مصطفى ذهب ولم يعد"، وللأسف تأكد فيما بعد صحة الخبر وصدق إحساسي من خلال إرسال صورًا للجثة".

وبنبرة تعتليها الأمنيات، وملامح يظهر عليها التعب، تقول: "كنت أود أن يكون قد احتُجز داخل السجون التركية قبل أن يدخل البحر، ولكن لا اعتراض على حكم الله".

"بدي ابني، صار له سنتين ونص متغرب، أنا نفسي أشوفه لآخر مرة حتى لو كان ميت، طول عمره طيب وشايل المسؤولية من صغره، ووالده توفى قبل شهر، كان السند إلنا"، بهذه العبارات تختتم أم مصطفى بعد عجزها عن مواصلة الحديث حول الحادثة.

وتُكمل شقيقة مصطفى الحديث واصفةً اللحظات الأولى لتلقيها خبر غرق أخيها، قائلةً: "شعرنا بصدمة كبيرة عند تلقينا الخبر، بالبداية لم أصدق الأمر، كان مصطفى يحلم بالاستقرار والزواج ولم شملنا".

وفي جولة داخل غرفة مصطفى على سطح المنزل، يقول شقيقه، أيمن السماري، وهو يستعرض صورًا تذكارية تجمعهما معًا في مرحلة الطفولة، إن مصطفى قد أخبره بأنه سيسافر من تركيا إلى اليونان، من أجل تأمين حياتهم بعد معاناتهم في بلاد الفقر والحروب.

ويناشد أيمن بحرقة الرئيس الفلسطيني والمسؤولين، قائلًا: "بدي أشوف جثة أخويا وأودعه وأدفنه بإيدي، وأمي مريضة سرطان (كانسر) ومش حِمل التعب والزعل".


 











التعليقات