متى يستحب للناس تناول الرخص بالشرع؟

متى يستحب للناس تناول الرخص بالشرع؟
تعبيرية
رام الله - دنيا الوطن
يتساءل أحدهم أريد أن أعرف سبب كثرة استحباب الناس لتناول الرخص في الشرع، وخاصة الجمع بين الصلوات، علماً أن الرخصة هي علاج وليست مزاجاً، وهي منوطة بالفرد وليس بالجماعة، فكل إنسان أعلم بنفسه هل تنطبق عليه شروط الأخذ بالرخصة أم لا، فأصبح الجمع عادة بين كثير من الناس، علماً أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ»؟


دار الإفتاء الفلسطينية أجابت بأن "مسائل الجمع بين الصلاتين (بسبب المطر) من مسائل الخلاف بين العلماء، فعلينا ألا نعطي هذه المسائل حجماً أعظم مما ينبغي، فينشأ عن ذلك خلاف بين المصلين".

وأضافت: أما "الفوضى الناشئة عن الجمع أو عدمه، فهذا يأمر الإمام بالجمع، وذاك ينهاه عن الجمع، فلا يجوز ذلك؛ لأن الإمام هو سيد الموقف، وهو يتحمل المسؤولية عن فعله أمام الله".

وأوضحت أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: "الْإِمَامُ ضَامِنٌ؛ فَإِنْ أَحْسَنَ فَلَهُ وَلَهُمْ، وَإِنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهِ وَلَا عَلَيْهِمْ".

وأشارت إلى أن من أخذ بالقول بجواز الجمع فليصل جمعاً، ومن أخذ بالقول بعدم جواز الجمع على مذهب أبي حنيفة؛ فله أن يصلي معهم، وينوي الصلاة الثانية نفلاً تطوعاً، أو أن ينصرف صامتاً هادئاً.

وبينت أن الجمع بين الصلاتين جماعة في المسجد في المطر رخصة، ويجوز أخذ الجماعة بالرخصة كما يجوز للفرد، والله يحب أن تؤتى رخصه، لما رواه عبد الله بن عمر، أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ".

وشددت على أنه قد ثبت عنه أنه جمع في المدينة بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، جماعة وبيته ملاصق للمسجد، كما ورد في البخاري عن ابن عباس، "أنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى بِالْمَدِينَةِ سَبْعًا وَثَمَانِيًا، الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، فَقَالَ: أَيُّوبُ لَعَلَّهُ فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ".

التعليقات