حوار الفصائل.. هل تنجح الجزائر في لم الشمل الفلسطيني بعد 15 عاماً من الانقسام؟

حوار الفصائل.. هل تنجح الجزائر في لم الشمل الفلسطيني بعد 15 عاماً من الانقسام؟
الرئيس عباس وهنية مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
خاص دنيا الوطن- هاني الإمام
يعيش الشارع الفلسطيني هذه الأيام، حالة من الترقب لما سينتجه لقاء الفصائل في دولة الجزائر، بعدما فقدوا الأمل من أن تكون هناك ثمار جيدة متمثلة في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة بين الأطراف كافة.

هذا ووصلت إلى دولة الجزائر، الوفود من مختلف الفصائل والتنظيمات بدعوة من الرئيس عبد المجيد تبون في إطار المحافظة على بقاء ملف المصالحة مفتوحًا أمام الجميع لعله ينتج هذه المرة وحدًة وطنيًة تعيد الأمل الضائع إلى حضن الشعب الفلسطيني.

فيما انقسم المحللون السياسيون في أرائهم حول اللقاءات بالجزائر، فهناك من يقول إنها "لقاءات روتينية لا جديد فيها وشبيهة بما دارت في السابق"، وآخرون يرون أنها "فرصًة حقيقيًة لتقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف"، أما الجزء المتبقي عبر عن عدم تفاؤله لنتائجها.

جلسات روتينية 

في السياق، قال المحلل السياسي رياض العيلة، إنه "وفقًا لرؤيتي أن الدورات والجلسات الحالية في الجزائر كما كانت في جلسات سابقة بدءً من التي كانت في الشاطئ بقطاع غزة إلى مكة وصولًا لنهايتها بالجزائر، ونأمل أن ينتهي الانقسام خلال الدورة الحالية".

وأضاف العيلة في حديث لـ "دنيا الوطن" أن "هناك مصلحة للإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي في استمرار الانقسام، وأيضًا بعض الدول العربية المُطبعة، كما وأن الفلسطيني للأسف أصبحت القضية تشغل تفكيره بنسبة 10% إزاء الوضع الذي يعيشه".

وتابع: "لكن عمليًا الذهاب إلى الجزائر هل سيفضي إلى عملية إنهاء الانقسام؟، ووفق تصوري أنه لا يوجد لدى حكومة غزة النية لإنهاء هذه الانقسامات، وبالتالي عمليًا طالما لا توجد نية والرؤية الكاملة سيكون الذهاب للجزائر إدارة لهذا الملف من قبل الأطراف بغزة والضفة".

وزاد العيلة: "مثلما تعودنا على مدار 15 عامًا وشاهدنا وفودًا تخرج وتعود من وإلى قطاع غزة بهدف ما وصفه (شمات الهوا الممتازة لهم)، والتي لا تنظر للشعب ولمصلحته في ظل الوضع الاقتصادي السيئ للغاية ومعدل البطالة العالي".

وتساءل: من المسؤول عن ارتفاع نسب البطالة إلى 90% في قطاع غزة، وكذلك الوضع الاقتصادي السيئ هو الذي يحكم القطاع، كما ونلاحظ زيادة في الضرائب، وبالتأكيد كيف سنصل إلى عملية وحل لإنهاء هذا الانقسام الأسود؟

وأكمل العيلة: "نأمل أن ينتهي هذه الانقسام الأسود وعلى وفدي حركتي فتح وحماس أن تكون لديهم قناعة بأنهم ذهبوا للجزائر لإنهاء الانقسامات وليس عملية إدارة لها".

فرصة جديدة

من جانبه، عقب الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا على لقاء الجزائر بالقول: "كل لقاء يجمع الفرقاء الفلسطينيين بأي مكان يمثل فرصة جديدة لتقريب وجهات النظر، ومحاولة حقيقية لتجاوز الماضي الذي خسر فيه شعبنا كثيرًا من الموارد والأصدقاء نتيجة هذا الانقسام الذي طال أمده وزادت آثاره سواء على المستويين الداخلي والخارجي".

وشدد الظاظا في حديثه لـ "دنيا الوطن" أن "الأوضاع الفلسطينية الحالية وحالة الاستقطاب الحادة والسلوك الذي تمارسه السلطة على الأرض في الضفة الغربية لا يتيح فرصة حقيقة لتجاوز سنوات الماضي بهذه السهولة، ما لم تكن هناك مبادرات ذاتية داخلية تتجاوز أسباب هذا الانقسام الفلسطيني".

وأضاف: "بتقديري لا توجد فرصة سريعة ولا في المدى المنظور لتجاوز هذه السنوات خاصة وأن هناك تصدعات كبيرة حدثت داخل الفلسطينية وتحديدًا الحديث عن حركة فتح، فهناك تصدع داخلي التي لا تضع الحركة في وضع يمكنها من تغيير القيادات التي لا ترى أن عودة العلاقات واللحمة الفلسطينية بين غزة والضفة الفرصة الجيدة والمناسبة لمناصبهم التي عملوا على أن تبقى لسنوات مضت".

انعدام التفاؤل 

بدوره، عبر المحلل السياسي محسن أبو رمضان عن عدم التفاؤل الكبير لدى المراقبين في الشارع السياسي، بسبب اتساع الهوة وتزايد حدة التراشق الإعلامي بين الطرفين (فتح وحماس) بالآونة الأخيرة، ونحن كمراقبين لا توجد لدينا حالة من التفاؤل خاصة في ظل عدة اتفاقات للمصالحة الوطنية ولكن لم تنفذ عمليًا على الأرض، ويوجد خارطة فلسطينية متفق عليها على المستوى السياسي سواء الإداري والانتقالي وإجراء الانتخابات.

وقال أبو رمضان في حديثه لـ "دنيا الوطن" إنه "من الواضح أن شق الخلافات يتزايد مع الأسف الشديد ويترجم ذلك بحالة التراشق الإعلامي الشديد بالفترة الأخيرة بين الإعلام التابع للحركتين".

وتابع: "إذا تم تجميد بعض تداعيات الانقسام مثل وقف التراشق الإعلامي والاتفاق على هيئة للمقاومة الشعبية، وعلى سبيل المثال أيضًا التجميد لبعض القضايا التي تتعلق بالموظفين في غزة، وإعادة معالجة ملفاتهم، وكذلك الاتفاق على أسس من الشراكة بين الطرفين، وحكومة انتقالية لا تتضمن شروط الرباعية وتؤدي لإعمار القطاع وتوحيد الأجهزة والهيئات، وحال تم الاتفاق ربما يتم التوصل لإنهاء الانقسام في الفترات اللاحقة".

وأكد أبو رمضان أنه "بعد 15 عامًا من الانقسام هناك تجذر ومأسسة لتلك الحالة بصورة كبيرة بين الطرفين، فالوحدة الوطنية مطلوبة وكذلك إنهاء الانقسامات وهي مطلب وطني فلسطيني، ولكن للأسف الشديد توجد حالة من التباين والخلاف يزداد اتساعًا يومًا بعد يوم، والسبب هو اختلاف الرؤية والتوجهات، وأيضًا عدم وجود نوايا للتنازل كلٌ للطرف الآخر في مسار الوحدة الوطنية".

التعليقات