هل يُشعل موسم الأعياد اليهودية كافة الجبهات بوجه الاحتلال؟

هل يُشعل موسم الأعياد اليهودية كافة الجبهات بوجه الاحتلال؟
شرطة الاحتلال تحيط بالمصلين في باحات المسجد الأقصى
خاص دنيا الوطن - شيماء عيد
أكد محللون وخبراء سياسيون فلسطينيون، أن ما يحدث بالمسجد الأقصى من اقتحامات ومخططات بالتزامن مع بدء موسم الأعياد اليهودية المزعومة، وفرض أداء الطقوس التوراتية في الحرم القدسي والتي كان آخرها محاولات نفخ البوق سيدفع المنطقة كلها إلى زاويةٍ حرجة، لافتين إلى أن موقف المقاومة والشعب الفلسطيني ما زال واضحًا بأنها "لن تمر".

بدوره، قال المحلل السياسي، حسن لافي، إن "ما يحدث في المسجد الأقصى عبارة عن زيادة وتيرة الاقتحامات بالمسجد تحت ذريعة الأعياد الدينية من أجل فرض أمر واقع جديد ومختلف عمّا كان في السابق".

وأضاف في حديث خاص لـ"دنيا الوطن"، أنه "على الرغم من أن الاقتحامات يومية، لكن واضح جدا أن هناك نية إسرائيلية بزيادة العدد وإدخال بعض الشعائر التلمودية الجديدة مثل نفخ البوق وهذا ما يتم حاليا التسويق له".

وتابع: "أعتقد أن موقف المقاومة الفلسطينية بل موقف الشعب الفلسطيني كله واضح بأن هذا الموضوع لن يمر" موضحًا أنه "لا يمكن الحديث عن جبهة فلسطينية واحدة تمتلك حق الرد، فنحن نتكلم عن الكل الفلسطيني وخاصة أن الجبهات الفلسطينية كلها الآن في حالة إمكانية أن يكون هناك رد سواء على المستوى الشعبي في أراضي الـ48 أو مستوى العمليات الفدائية في الضفة الغربية والقدس، أو مستوى العمل العسكري المُنظّم من قِبل قطاع غزة".

ولفت المحلل السياسي في حديثه، إلى أن "هناك سيناريو آخر قد يكون الموضوع له علاقة بكل وحدة الساحات".

ورجّح أن "إسرائيل في الظروف التي تمر بها الآن  تدرك أن هذه الخيارات ليست مريحة بالذهاب إلى تصعيد كبير مع الفلسطيني في هذا الوقت ليس من صالح الإسرائيلي لأنه هناك جبهات أكثر حساسية بالإضافة إلى فترة الأعياد والانتخابات الإسرائيلية".

وزاد أن "إسرائيل من الممكن جدًا إذا تلقت رسالة حقيقة من قِبل الشعب الفلسطيني أن تعدل عن هذا المخطط في هذا التوقيت الحساس أمنيًا لدى إسرائيل".

وحول الرسالة التي أرادت  المقاومة الفلسطينية إيصالها من خلال الصواريخ التجريبية نحو البحر، قال لافي، إن "التجارب الصاروخية لا تتوقف، هناك رسائل سياسية، قد يكون لها علاقة بالتوقيت التي أعلنت عنه إسرائيل نيتها زيادة أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى كرسالة ردعية، وأيضًا له علاقة بما أعلنت عنه الفصائل نيّتها المطالبة بالحق الفلسطيني في غاز البحر المتوسط وقضية الممر البحري، قد تكون هذه الصواريخ تحمل رسائل في هذه الاتجاهات".

وأضاف أن "هذ التجارب الصاروخية من أجل تطور بنى المقاومة، وبها أيضًا رسائل سياسية للإسرائيلي". معتقدًا أن "الإسرائيلي في ظل الحساسة الأمنية التي يمر بها الشارع الإسرائيلي في فترة الأعياد وعلى مقربة من الانتخابات ستكون أكثر إمكانية فهم وغدراك هذه الرسائل".

من جابنه، قال المحلل السياسي، أيمن الرفاتي، إن "المخططات التهويدية للمسجد الأقصى أخذت منحنيات خطرة خلال الفترة الماضية، وهو ما يشير إلى نية الاحتلال تثبيت وقائع على الأرض في الحرم القدسي، وتقسيمه زمانياً ومكانياً".

وتابع: "في الآونة الأخيرة، زادت الانتهاكات ضد المسجد الأقصى بعدما اتفقت جماعات الهيكل والأحزاب اليمينية في حكومة الاحتلال على فرض أداء الطقوس التوراتية في الحرم القدسي، عبر تثبيت عمليات الاقتحام اليومي، وآخرها محاولات نفخ البوق التوراتي داخل الحرم القدسي، في محاولة معنوية لإحياء فكرة إمكانية بناء الهيكل المزعوم فوق المسجد الأقصى".

وبيّن أن الانتهاكات والخطط التهويدية المتسارعة للعدو نابعة من تقديرات لديه بأنّ المقاومة لا ترغب في فتح مواجهة عسكرية من قطاع غزة خلال الفترة الحالية". 

وأكمل "هذا الأمر خاطئ وغير واقعي بدرجة كبيرة، نظراً إلى تحرر المقاومة من أي قيود داخلية أو خارجية. وبناء عليه، فإنّ الواقع يقول إنّ استمرار المخططات ومحاولات تمريرها سيدفع المنطقة كلها إلى زاوية حرجة وانفجار كبير".

وأشار إلى أن "الفلسطينيون ينظرون إلى خطوات الاحتلال الخبيثة في المسجد الأقصى ومدينة القدس بأنّها من أخطر الخطوات التي يمكن أن تفجر الأوضاع". 

وختم الحديث: "هذا الأمر ربما أبلغت به الفصائل الفلسطينية الوسطاء خلال الفترة الأخيرة. ومع ذلك، فإنّ إبلاغ الوسطاء ما هو إلا مرحلة قصيرة سيتبعها فعل مفاجئ للمقاومة لتثبيت معادلة القدس مجدداً".

أما المحلل السياسي، عماد أبو عواد، فيرى أن "الأوضاع تتصاعد لكن لا تتدحرج، فنحن نشهد منذ سبع سنوات حالة من التصعيد المستمر الذي يراكِم على نفسه بطرق جديدة ووسائل مبتكرة من قِبل الفلسطينيين".

وقال عواد، إن "الحالة الفلسطينية اليوم هي حالة مقاومة جمعية، والذي يقوم بها عدد قليل من الأفراد، هؤلاء الأفراد في الغالب ليسوا مؤطّرين بشكل تنظيمي واضح و، لكن لديهم بُعد فكري واضح المعالم وهي المظلة الفكرية المقاومة".

وأضاف أن "هناك قدرة لدى ذلك الجيل المؤطر فكريًا "لا تنظيميًا"، بأن يواجه بمفرده وينظّم نفسه بنفسه ويخطط، حيث باتت هذه الحالة تنتقل من منطقة لمنطقة ومن فرد لفرد، فأوجدت جيلًا كاملًا محتمل أن ينفذ كل فرد عمل مقاوم ضد الاحتلال".

وتابع عواد بأن "كل الاحداث التي تحدث اليوم في المسجد الأقصى، تؤدي إلى المراكمة على التصعيد الموجود أصلًا في الساحة لفلسطينية".

وفيما يتعلق بقطاع غزة، قال عواد إن "الجميع مدرك تمامًا بأننا أمام حرب قادمة، السؤال متى ستكون الحرب، هل بعد سبع سنوات أو أقل".

وتابع أن "المجمع عليه أن هناك حالة من تصاعد المقاومة في قطاع غزة وزيادة حالة التسلح الموجود. لافتًا إلى أن "هذا الموضوع مقلق إسرائيل إلى الحد الذي يدفع إسرائيل للتفكير بشكل جدي ومستمر إلى ضرورة تقليص هذه القوة".

وزاد: "من جانب آخر هناك حالة تحدٍ واضحة من قطاع غزة، وهناك هدف ألا هو تقليص مساحة الاحتلال الموجود في الأراضي الفلسطينية".

وأكمل : "لا أحد يقول إن قطاع غزة بمقدوره وحده منفردًا أن يحرر البلاد، لكن على الأقل هو يُشغل جبهة، يراكم قوة ويبعث فِكر، وبالتالي هذه القضية بحد ذاتها محورية".

وقال المحلل السياسي، إن "قطاع لا يًشكل إلا أقل من 1.5% من مساحة فلسطين التاريخية يصنّف أنه خطر إستراتيجيي في مراكز البحث الإسرائيلية. مشيرًا إلى أن "غزة لا تُصنف أنها خطر تكتيكي بل إستراتيجي ليس بمنسوب القوة التي تمتلكها بل بالفكر الذي تبعثه، فبالتالي نحن أمام حالة من التصعيد مستمرة وأمام حرب قادمة عل غزة لكن لا أحد يعلم متى".

التعليقات