التعليم لـ "دنيا الوطن": محاولات الاحتلال السيطرة على المنهاج ليست وليدة اللحظة

التعليم لـ "دنيا الوطن": محاولات الاحتلال السيطرة على المنهاج ليست وليدة اللحظة
توضيحية
خاص دنيا الوطن- مدلين خلة
أكدت ديما السمان، مدير عام وحدة شؤون القدس بوزارة التربية والتعليم، أن محاولات الاحتلال لفرض المنهاج الإسرائيلي على المدارس في مدينة القدس "ليست وليدة اللحظة وإنما من سنوات مضت".

وقالت السمان في حديثها لـ"دنيا الوطن": إن "محاولات الاحتلال للسيطرة على التعليم بدأت منذ العام 1967، مشيرة إلى أن هناك تجربة سابقة للمقدسيين وذلك عندما فرض الاحتلال المنهاج الإسرائيلي إلا أن أولياء الأمور رفضوا ذلك".

وأضافت: عندما رفض أولياء الأمور ادخال أبنائهم إلى المدارس عم الإضراب في أرجاء القدس وتم فتح المدارس من قبل وزارة الأوقاف الإسلامية، والتي استوعبت جميع طلبة القدس، مشيرة إلى أن إسرائيل اضطرت بعد تفريغ مدارسها من الطلبة المقدسيين إلى إعادة المنهاج الأردني للمدارس وانتصر المقدسيين في ذلك الوقت.

وأوضحت أنه ومن خلال ما يجري على أرض الواقع يتضح أن الاحتلال يعيد ذات الكرة بوسائل مختلفة، فمن الممكن أن يضع المنهاج الإسرائيلي داخل المدارس الضعيفة إلا أنه وعندما توصل إلى قناعه بعدم ادخال المناهج الإسرائيلية، توجه إلى تحريف المنهاج ويعيد طباعة الكتب الفلسطينية ويحدث تغيير في الانتماء الفلسطيني ويضيف ما يخدم مصالحهم.

وبينت أن الاعتراض اليوم علي فرض المناهج الفلسطينية المبتورة المشوهة علي المدارس المقدسية والتي تم تهديدها بالإغلاق إذا لم تدرس المناهج المزورة والمشوهة، وهذه خطوة لتركيع المقدسيين وخطوة أولية للوصول إلى أهدافهم.

وشددت السمان على أن الإضراب نجح بنسبة 90% حيث التزمت جميع المدارس به، وهذه رسالة تقول بأن المقدسيين يرفضوا منهاج غير المنهاج المحرف، وأنه لن يسمح بتدريس أبنائه  منهاج غير المنهاج الفلسطيني.

وأشارت مدير عام وحدة شؤون القدس بوزارة التربية والتعليم أن المناهج الفلسطينية المزورة أكثر خطورة من المناهج الإسرائيلية، حيث "أننا نعرف تماماً ان المنهاج الإسرائيلي يحمل رسالة يرفضها المجتمع المقدسي والفلسطيني بشكل عام".

وبينت أن تدريس المنهاج المحرف يتسبب بتشويش الطالب المقدسي ويحدث بلبلة بأن يثق بهذا المنهاج أو لا يثق، فكل ما تم وضعه وإضافته يتمحور نحو التطبيع أولا ، وثانيا إشعار الطالب المقدسي أنهم أقلية وأن إسرائيل صاحبة الأرض.

وأكدت السمان على رفض ما يحاول الاحتلال فعله في المنهاج الفلسطيني في مدينة القدس، موضحة أن هناك ضرورة ملحة لوجود وحده وطنية على مستوي فلسطين أجمع بكل مكوناته المقدسي والفلسطيني للتصدي لهذه الخطوة التي تسعي إلى محو الهوية الفلسطينية وفرض أمر واقع يرفضه الفلسطيني ويشوش على إدراك الطالب المقدسي.

وأشارت إلى أن المطلوب شعبيا اتحاد مجلس أولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية لرفض هذه الممارسات بحق التعليم وبحق الطالب وبحق ولي أمر الطالب  الذي يحق له اختيار المنهج الذي يناسب أبنائه.

وأضافت: أما على المستوي الرسمي فقد أعلنت وزارة التربية والتعليم أنها لن تترك هذه المدارس لوحدها في الساحة، وإنما ستدعهما بكل الوسائل الممكنة، مشيرة إلى أن هناك تعاون بين المستوي الرسمي وغير الرسمي لإنجاح مساعينا والتصدي لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي.

وكان الإضراب الشامل عم صباح أمس الاثنين، مدارس القدس المحتلة، رفضا لمحاولات حكومة الاحتلال الإسرائيلي، فرض المنهاج الإسرائيلي وما يحتويه من تزييف وتحريف للرواية التاريخية.

وكانت القوى الوطنية والإسلامية دعت في بيان مشترك أولياء أمور القدس، ومدارس القدس للالتزام بالإضراب، وطالبت المؤسسات الدولية بالوقوف عند مسؤولياتها ومنع تغول الاحتلال واذرعه التنفيذية على مدارس القدس، لحماية المؤسسات التعليمية في المدينة والطلبة.

وجددت القوى موقفها الثابت والرافض لكافة محاولات فرض المنهاج المزيف أو المستحدث على الطلبة في جميع المدارس على اختلاف مرجعياتها الأكاديمية، وأنها لا تقبل إلا المنهاج الفلسطيني لتعليم الطلبة.

في نهاية تموز/يوليو الماضي، أصدرت ما تسمى وزارة المعارف في حكومة الاحتلال"، قرارا يقضي بسحب الترخيص الدائم من 6 مدارس في مدينة القدس، لمدة عام، بحجة "التحريض في الكتب المدرسية على دولة الاحتلال وجيشها"، ويشمل القرار الكلية الإبراهيمية في الصوانة، ومدارس الإيمان بكافة أفرعها في بيت حنينا في القدس.

وخلال أغسطس/آب المنصرم، أرسلت وزارة المعارف في حكومة الاحتلال رسالة لعدة مدارس في مدينة القدس عنونت "كتب مدرسية تحتوي على محتوى تحريضي في مدارس القدس الشرقية"، حيث هددت بسحب ترخيصها في حال "العثور على مؤسسة تعليمية تقوم بالتدريس في الكتب المدرسية التي تحتوي على مواد تحريضية"، على حد تعبيرها.

التعليقات