لبنان المفلس وفلسطين الغنية

لبنان المفلس وفلسطين الغنية
سمير دويكات
لبنان المفلس وفلسطين الغنية

بقلم: سمير دويكات

يعد لبنان من اكثر الدول العربية وغيرها تأثرا في القضية الفلسطينية، وهو الاكثر دفاعا عنها وهو البلد العربي الاخر المحتل اراضيه من قبل الاحتلال الصهيوني، وهو بلد يحتاج الدعم ولا يوجد فلسطيني لا يحب لبنان وهو الذي يضم اكثر من مليون لاجئ فلسطيني منذ احتلال فلسطين من قبل الصهاينة على ارضه. وهو البلد العربي الذي يحوي عدادا كبيرا من الامتيازات وخاصة الجغرافية وهو المفروض ان يكون البلد ذا الوجهة السياحية الاولى من قبل الفلسطينيين والعرب والعالم اجمع.

من منا لا يحب زيارة لبنان؟ اكاد اجزم كذلك انه لا يوجد احد منا لا يحب ان يزور لبنان وان يتمتع في الطبيعة الخلابة الموجودة فيه وان يطل على فلسطين من هناك، وهو البلد الشريك لفلسطين في المعاناة والاحتلال والقتال وتكاد تكون الطبيعة السياسية متشابهة كثيرا.

لكن لو اردت ان تزور لبنان، فانت كفلسطيني ليس مرحبا بك وتحتاج الى موافقة امنية وان يكون لديك بعض الاشتراطات لتحقيقها وربما لا تدخل على الجواز الفلسطيني الا ببالغ الاجراءات المعقدة، وهو نقطة مهمة في العلاقة مع لبنان ولا نعرف اساسا سبب هذه المشكلة وربما تعود الى سنوات الثمانينات بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وهناك بعض الكتائب والحركات تتهم الفلسطينيين بالكثير وخاصة ما يتعلق باللاجئين هناك، وان سبب تقييد حركة الفلسطينيين في لبنان يعود الى ضغط صهيوني على الحلفاء من اجل ان يبقى الفلسطيني بعيدا عن الكثير من الامور.

في الوقت الذي تعلن فيه لبنان انها قد افلست هناك سياسات خاطئة منذ اربعة عقود على الاقل، هي السبب في خراب لبنان ومنها عدم الاستفادة من الايدي العاملة الفلسطينية، وعدم السماح للفلسطينيين في العمل في لبنان وبالمقابل هناك مئات والوف من الفلسطينيين الذي خرجوا من المخيمات وذهبوا لبلاد اخرى ومنها الخليج وكندا وغيرها كان لهم بصمات كبيرة ومؤثرة في الاقتصاد والطب وكافة المجالات وهي لو تم توظيفها في لبنان الشقيق لكان سببا في زيادة الدخل اللبناني الى ما يزيد عن خمسين في المائة، هي واقع وليس توقع وليست تأملات ويمكن القياس على ذلك في المانيا التي استوعبت اللاجئين واستثمرت فيهم، وان سبب رفاهية امريكا وكونها عظمى ايضا استثمرت في اللاجئين وكافة الدول الغربية وايضا بريطانيا وهذا ما تقوله الارقام عن المهاجرين.

منذ اواخر وحتى بداية القرن الثامن عشر كان وضع لبنان ايضا حزين عندما خرجت العقول اللبنانية مهاجرة الى العرب وبنت هناك دول وترك لبنان يصارع الافلاس والخراب وغيره، فبرز هناك مجموعة من المفكرين الذين كان لهم الاثر الاكبر، ايضا لم تستفد لبنان من اللاجئين السوريين وهو امر ينطبق على جميع الدول العربية التي لم تستفد من هذا الامر سوى الامارات التي استقطبت الخبراء واستفادت منهم في مختلف المجالات منذ وقت مبكر وايضا الكويت التي استفاقت من جديد في جلب المعلمين الفلسطينيين كما اول مرة. وقبل الاحتلال الصهيوني كانت فلسطين مرتع للبنانيين دون قيود.

وايضا في الوقت الذي تعلن فيه لبنان افلاسها وسيادة الفوضى فوق اراضيها تركيا تعلن انها استقطبت فوق أربعمائة مليون سائح ويعني ذلك مليارات من الدولارات، لو ان لبنان قد فتحت ابوابها للفلسطينيين وغيرهم لكانت هذه المليارات او جزء منها من نصيب لبنان وبقية الدول العربية.

زرت بعض الدول العربية وفيها يستقبل الفلسطيني ليس كما باقي البشر بل وفوق انه يوجد معه رقم تنسيق امني فهو يتم التحقيق معه في المطارات والمعابر ويعامل معاملة الحيوانات ولا اخجل ان اوردت هذا القول لانهم يعاملونا باسم العروبة والوطنية كما الحيوانات، اما الزائرين من الدول الاخرى وخاصة الاجنبية يدفع عشرون دولار ويدخل البلاد كما الملوك، فماذا يخشى لبنان وخاصة في الثلاثين عام الاخيرة من الفلسطينيين وايضا ماذا يخشى العرب الفلسطينيون؟ أليسوا صاحبي القضية المركزية الاولى، ام هي الكذبة الاولى عربيا، افيقوا قبل فوات الاوان وافتحوا الحدود للسياحة والتجارة كي تقفوا مرة اخرى على اقدامكم، وازيدكم معلومة ان دولة الكيان الصهيوني تسمع للفلسطينيين العبور يوميا بالآلاف على الرغم من وجود العمليات الفدائية وعدم رضا السلطة للمحافظة على اقتصادها وسياحتها وانتم تغلقون في وجوهنا كل الابواب.

التعليقات