شاهد: كيف تبدو بيوت العزاء في بيت لاهيا شمال القطاع؟

شاهد: كيف تبدو بيوت العزاء في بيت لاهيا شمال القطاع؟
جانب من أحد بيوت العزاء في بيت لاهيا
خاص دنيا الوطن-محمد عوض
للوهلة الأولى، تشعر بأنهم يحملون عجيناً ويذهبون للمخبز، أو يقفون على طابور طويل اعتادوا عليه طيلة الوقت، يحملون فوق رؤوسهم الأطباق الخشبية، بداخلها طعاماً يتجهون فيه إلى مكانٍ ما، والجميع يعلم أين يقف وما يعده داخل طبقه المختلف شكله ولونه وحجمه.

يحاول سكان بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة الحفاظ على الموروث الديني والاجتماعي، والذي ورثوه عن الآباء والأجداد والمتمثلة في الوقوف مع اهل المتوفي، من خلال صنع الطعام للمعزين، لانشغال أهل المتوفي بالعزاء، ثم للتخفيف عنهم مالياً وراحتهم جسدياً بعدما يتعرضون للتعب الشديد بسبب وقوفهم لاستقبال المعزين والمواسين لهم.

يقول رئيس بلدية بيت لاهيا، د. علاء العطار، بأن ما يحدث من وقوف الناس مع بعضهم البعض، هو امتثال لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين قُتِل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في غزوة مؤتة قال: "اصنعوا لآلِ جعفر طعاماً، فقد أتاهم أمرٌ يشغلُهُم".

ويواصل د. العطار قوله: " لازالت بلدة بيت لاهيا تحافظ على هذا الإرث الاجتماعي وهو مواساة اهل الفقيد في صنع الطعام لهم للتخفيف عن كاهلهم في إعداد الطعام، وهي سنة حسنة مازالت موجودة بيننا، والجميع يشارك في مواساة اهل المتوفي، حيث يقوم كل بيت في المنطقة، بصنع طبق خاص من الطعام من صنع المنزل، ولا يكلف نفسه بطعام جاهز، وما تيسر من داخل البيت وتقديمه لأهل العزاء لانشغالهم في استقبال المعزين"

من جانبه، قال أبو محمد المصري، بأن سكان بيت لاهيا يقفون مع الجيران وسكان البلدة من خلال مؤازرتهم وتقديم واجب الضيافة للمعزين، وان هذه العادة قد ورثوها عن ابائهم واجدادهم منذ ان سكنوا بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

ويقول المصري: "هذه العادة موجودة في بعض مناطق قطاع غزة، ولكن تتركز في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، لأن سكان هذه البلدة تربطهم صلة قرابة ونسب أكثر من أي منطقة أخرى، الأمر الذي عزز وجود هذه السنة الحسنة بيننا، وهو امتثالاُ لقول نبينا في دعوته لإعداد الطعام لأهل المتوفي.


 


التعليقات