اختتام فعاليات المخيمات الصيفية "أطفال على درب العودة"

اختتام فعاليات المخيمات الصيفية "أطفال على درب العودة"
رام الله - دنيا الوطن
نظّمت دائرة شؤون اللاجئين واللجان الشعبية، وتحت رعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبإشراف من عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، د. أحمد بو هولي، المهرجان الوطني الكبير لتخريج المخيمات الصيفية "أطفال على درب العودة ".

وحضر المهرجان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أحمد حلس، ومفوض عام التعبئة والتنظيم بالمحافظات الجنوبية، ورئيس جامعة الأزهر الأستاذ الدكتور عمر ميلاد، وممثلي فصائل العمل الوطني والمخاتير والوجهاء ولجان الإصلاح ورؤساء وأعضاء اللجان الشعبية والمشاركين في المخيمات من الأشبال والزهرات وذلك في قاعة الرياض بجامعة الأزهر في مدينة غزة.

وفي كلمته التي ألقتها الزهرة لمى رمضان بالإنابة عن رئيس دائرة شؤون، د. أحمد أبو هولي، قال: "لقد جاءت فكرة المخيمات الصيفية، لإنعاش ذاكرة أطفالنا بكل مكونات القضية الفلسطينية وبخاصة قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة والقرارات الدولية المتعلقة بقضيتنا".

وأضاف أبو هولي أن هذه الشريحة من المشاركين من الأشبال والزهرات شريحة هامة تُبنى عليها أسس المستقبل في حال تم استثمار واستغلال أوقات فراغهم بشكل صحيح وسليم، ودمجهم عبر التعلم النشط بالقضايا الوطنية المُلحة والهامة، وتوعيتهم وتثقيفهم ونشر المعرفة والمعلومة، إلى جانب تنفيذ أنشطة ترفيهية وأنشطة الدعم النفسي، للترفيه عن الأطفال وإدخال الفرحة والسعادة إلى قلوبهم.

وتقدم بالشكر والتقدير للرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" راعي هذه المخيمات الصيفية والشكر كذلك لكل من خطط وأعدّ وسهر من أجل هذه إنجاز هذه المخيمات، لما قدموه من جهود حثيثة وكبيرة من أجل إنجاحها واعتبر د. أبو هولي أن رؤية المخيمات الصيفية التي نظمتها الدائرة برعاية كريمة من السيد الرئيس محمود عباس، والذي يُولي اهتمامًا كبيرًا بأطفال فلسطين بشكل عام وأطفال قطاع غزة بشكل خاص تكمن في بناء الإنسان واكتشاف مواهبه، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة حق العودة.

وأردف أبو هولي قائلًا: " لم يكن اختيار عنوان "أطفال على درب العودة" من باب المصادفة لهذه المخيمات بل ليحمل اسمًا أدبيًا لامعًا، وقبل كلّ ذلك ليحمل رسائل مختلفة وصريحة أبرزها بأن الأطفال يسيروا على درب الآباء والأجداد ويحافظوا على موروثهم النضالي والإرثين الوطني والتاريخي، وتراثهم الحي في الذاكرة والوجدان، وكذلك ليأخذ هؤلاء الأطفال دورهم الطليعي والطبيعي ليكونوا امتدادًا للأجيال السابقة في صون وحفظ القضية الفلسطينية وصون الثوابت الوطنية كافة، ودحض الرواية الصهيونية المزيفة بأن (الكبار يموتون والصغار ينسون)".

وأوضح أبو هولي أن دائرة شؤون اللاجئين ولجنتها المشرفة على المخيمات الصيفية دأبت إلى وضع أهداف ورؤى ورسائل لهذه المخيمات، ووضعت أيضًا معايير لاختيار المنشطين، واختيار شعار المخيم والألوان والزي بعناية شديدة، وصولاً إلى إخضاع المنشطين إلى دورات تدريبية تأهيلية تمكنهم من فهم منهجية وفلسفة العمل ووضع زوايا المخيمات والإشراف عليها وكيفية التعامل مع الأطفال والكثير من الجوانب الذي تعلمها المنشطين، ونقلوها للأطفال المشاركين في المخيمات، والذين عبروا بأقلامهم وكتبوا قصص اللجوء والعودة، وتعرفوا على البلدان والقرى، ورسموا بريشتهم خارطة الوطن التاريخية والقدس والقبة الصخرة، وحفروا في عقولهم بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للكل الفلسطيني.

وشدّد أن دورنا الحقيقي يكمن في تربية جيل ناشئ قادر على فهم قضاياه الوطنية المختلفة، وانتمائه إلى وطنه وأرضه وهويته، وأن يشعر بالمسؤولية ويصبح قائدًا في المجتمع، خاصة وأن أطفالنا يعانون من حرمانهم من حقوقهم كافة، والتي أبسطها العيش بأمان وسلام وحرية، مشيرًا إلى أن ما حدث بعد اليوم الأول من المخيمات الصيفية من شنّ عدوان صهيوني ضروس على قطاع غزة تزامنًا مع انطلاق المخيمات الصيفية، وضعنا أمام اختبارا حقيقيا في تحدي هذا الاحتلال.

واختتم أبو هولي أراد الاحتلال أن يكسر شوكة شعبنا بارتكابه المجازر البشعة وقتل الرجال والنساء والأطفال الذين اُستهدفوا بصورة مباشرة من طائرات الاحتلال، فكان التحدي الأبرز هو الاستمرار بهذه المخيمات رغم الألم ورغم مرارة الفقد والغياب، حتى أصبحت دموع هؤلاء الأطفال المشاركين في المخيمات أصواتًا تصدح بالحق، ترفع رأسها عاليةً شامخةً، وتعيد تكوين أطفالنا نفسيًا ومعنويًا وثقافيًا ووطنيًا، لنستمر في نقل الرسالة إلى هذا الاحتلال: "صوت أطفالنا أقوى من طائراتكم الهشة".