شهداء الثلاثاء العظيمة ومحطة جديدة في مقاومة الاحتلال

شهداء الثلاثاء العظيمة ومحطة جديدة في مقاومة الاحتلال
سمير دويكات
شهداء الثلاثاء العظيمة ومحطة جديدة في مقاومة الاحتلال

د. سمير دويكات

لم نكن نعرف الشهيد ابراهيم النابلسي كثيرا، ولكن تردد اسمه في وسائل الاعلام وخاصة العبرية عقب اغتيال عدد من رفاقه في البلدة القديمة في نابلس في محاولتين سابقتين لاغتياله، وهناك كان الفارق في بروز الشاب المقاتل وهو رجل مؤمن ومن عائلة عريقة يعيش في البلدة القديمة في نابلس وهي التي اسست منذ الاحتلال الانجليزي لمقاومة شرسة ضد الاحتلال وكان الابرز ايضا في حرب ثمان واربعون وسبعة وستون والانتفاضة الاولى والثانية والتي اعتبرت المحطة الثانية الاشرس في المقاومة مع مخيم جنين الصامد، وكون ان الناس الذين يقطنون تلك الاماكن برزت عليهم منذ وقت مبكر معالم ووجوه غير الوجوه في مناطق اخرى، وكون ان المنطقة أي البلدة القديمة فيها تحصين مختلف عن المناطق الاخرى في نابلس وفي الضفة الغربية، ايضا العامل الاهم وهو جانب التدين وقوة الشخصية التي يتمتع بها هؤلاء الابطال وعائلاتهم في مقاومة الغازين بل تكاد تكون كيانات مستقلة يصعب الهيمنة عليها حتى من اعتى القوى.

بعد الفجر وفي صباح يوم الثلاثاء استيقظ العالم اجمع وليس فقط نابلس ومحيطها على اجتياح كبير لقوات الاحتلال لمدينة نابلس وقد تركزت قوى الاحتلال في الجانب الشرقي للمدينة، وطوقت ومنذ الساعة الاولى في حدود السابعة البيت الذي تواجد فيه المقاتلان ابراهيم النابلسي واسلام صبوح وهم من قيادات كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح وقد روج الاحتلال ان القائد النابلسي ينتمي للجهاد وربما هو كان نوع من التعاطف معهم في حربهم الاخيرة في غزة.

هؤلاء الابطال كانوا ندا لقوات الاحتلال التي استباحت مناطق السلطة الفلسطينية فهي تقوم على الاعتقال والقتل والجرح والتدمير كما تشاء دون محاسبة، فتكلفة العملية العسكرية على نابلس والتدمير الذي حصل للبيوت والتعطيل وغيره ربما تتجاوز الخمسين مليون دولار، وهي مسائل لم تراعيها السلطة الفلسطيني في التعامل مع الاحتلال والاشتكاء الى الجنايات الدولية وباقي المؤسسات.

هي محطة من محطات النضال ضد الاحتلال الصهيوني لم ولن تهدأ او تقف يوما وبقيت مفتوحة على مصراعيها، وحتى اثناء عز المفاوضات بين السلطة واسرائيل، ولكن اليوم نتحدث عن جيل شاب قادر على صنع الحدث، وخاصة ان العدد لسكان الكيان المحتل والفلسطينيين يتساوى واذا ما علمنا انه قد شارك حوالي اكثر من ستمائة جندي وعلى راسهم الارهابي لبيد اثناء العملية فانك ستجد ان المقاومة الفلسطينية بخير وان استشهاد الابطال لم يكن الا حلقة جديدة في الصراع ستستمر الى ان ينتهي الاحتلال كله عن فلسطين، لكن كان يجب على المواطن الفلسطيني ان يهب لنجدة هؤلاء المقاومين وان لا يتركهم فريسة سهلة للاحتلال وقد تصدى الشباب الصغار لقوات الاحتلال بالحجارة وهي مقاومة الى يوم الدين لن توقفها السلطة الوطنية طويلا لان الامر اصبح لا يطاق على جميع الصعد.

التعليقات