تقنية ستساهم في الكشف عن مرض يحصد أرواح 11 مليون سنوياً

تقنية ستساهم في الكشف عن مرض يحصد أرواح 11 مليون سنوياً
توضيحية
يمكن أن تؤدي الإصابات بالعدوى إلى ردود فعل مختلفة ومتعددة في جسم الإنسان، من بينها الإصابة بالإنتان، أو تعفن الدم، التي تهدد مضاعفاته حياة البشر، فيتسبب هذا المرض في وفاة أكثر من 11 مليون شخص حول العالم كل عام، بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.

ووفقًا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Nature Digital Medicine، فإن نظام ذكاء اصطناعياً جديدا تم تطويره في جامعة جونز هوبكنز يعد بإحداث فرق حقيقي في هذا المجال، من خلال اكتشاف الأعراض الرئيسية في وقت مبكر، حسبما ذكر موقع (العربية نت).

يحدث الإنتان أو تعفن الدم نتيجة لعدوى تؤدي إلى استجابة مناعية شديدة في الجسم. يبدأ هذا بسلسلة من الأحداث التي تبدأ بالتهاب واسع الانتشار ويمكن أن تنتهي بجلطات دموية أو تسريب الأوعية الدموية أو فشل الأعضاء أو الموت.

ويمكن إساءة تفسير الأعراض الواضحة مثل الحمى أو نزلة البرد أو أنها أعراض لحالات أخرى، مما يجعل تشخيص الحالة أمرًا صعبًا في مراحله المبكرة.

التشخيص المبكر لحالة تعفن الدم يعد أمرًا بالغ الأهمية، حيث يمكن للمريض الذي يعاني من الإنتان أن يتدهور بسرعة، وهو ما يفسر سبب تعرض حوالي 30% من المصابين بالإنتان للوفاة. ظهرت بالفعل بعض التقنيات الواعدة التي تهدف إلى تحسين الاحتمالات في هذه المواقف من خلال الكشف عن تعفن الدم بوضوح وسرعة، من خلال أجهزة تلتقط المؤشرات الحيوية الرئيسية في الدم في غضون دقائق وأدوات لاكتشاف مسببات الأمراض، التي تقف وراء العدوى الأولية على الفور.

اتخذ فريق باحثي جامعة جونز هوبكنز نهجًا مختلفًا، حيث يتطلع إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي المتقدم لتحديد المرضى المعرضين للخطر. يقوم النظام الذكي بتحليل بيانات تشمل التاريخ الطبي للمريض والجمع بينها وبين الأعراض الحالية والملاحظات السريرية ونتائج تحاليل المختبر. توصف التقنية الجديدة بأنها نظام إنذار مبكر مستهدف في الوقت الحقيقي، إذ يتتبع الذكاء الاصطناعي المرضى من لحظة دخولهم المستشفى حتى لحظة خروجهم من المستشفى. تم تصميم التقنية، بحيث تضمن عدم إغفال أي تفاصيل طبية مهمة، أو يحتمل أن تكون خطرة للحفاظ على حياة المريض.

تم استخدام التقنية في خمسة مستشفيات كجزء من تجربة لمدة عامين، وشارك فيها أكثر من 700 ألف مريض. وبحسب الباحثين، فقد أثبت النظام فعاليته الكبيرة، حيث أدى إلى الكشف عن تعفن الدم في المتوسط بنحو ست ساعات قبل الطرق التقليدية، بنسبة حساسية تصل إلى 82%.

أثمر تطبيق التقنية المبتكرة عن انخفاض كبير في معدلات الاعتلال وتقليل فترة تلقي العلاج داخل المستشفى، والأهم من ذلك، انخفاض معدل الوفيات بنسبة 18.2%. يقوم باحثو جامعة جونز هوبكنز أيضًا بتكييف التقنية المبتكرة لاستخدامها في الكشف عن حالات أخرى، مثل التقرحات أو حالات فشل التنفس الحادة.

وقال سوتشي ساريا، باحث رئيسي في الدراسة إنها "قفزة غير عادية من شأنها أن تنقذ حياة الآلاف من مرضى الإنتان سنويًا. ويتم حاليًا تطبيق هذا النهج لتحسين النتائج في مجالات المشاكل المهمة الأخرى التي تتجاوز الإنتان".

التعليقات