لجنة السينما في "شومان" تعرض الفيلم الأميركي "باناناز" للمخرج وودي الين

رام الله - دنيا الوطن
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء الموافق 19 تموز، الساعة الثامنة مساء، الفيلم الأميركي "باناناز" للمخرج وودي الين، وذلك في مقر المؤسسة بجبل عمان.

فيلم "باناناز" (1971)، هو الثاني في مسيرة وودي الين السينمائية، وقد تم وصف الفيلم بالساخر، فهو لا يهدف إلى الإضحاك فقط، لكنه يسخر من الأنظمة الشمولية، ومن "الديموقراطية" الأميركية المزيّفة، ومن معارضيها، ومن الإعلام والجمهور، ومن كل شيء تقريبا.

يلعب وودي الين فيه دور (فيلدينغ ميليش) الشخصية المحورية التي يندر أن نرى مشهدا ليست فيه، تشاركه البطولة زوجته لويز لاسر بدور صديقة ميليش الناشطة (نانسي)، والممثل كارلوس مونتبلان بدور الجنرال (فارغاس) الديكتاتور الذي يحكم الدولة الصغيرة المتخيلة (سان ماركوس) التي ترد بوصفها "جمهورية موز"، من بلدان العالم الثالث في أميركا الجنوبية.

تستند حبكة الفيلم في أجزاء منها إلى رواية (دون كيشوت الولايات المتحدة الأميركية)، وتحكي قصة الأميركي النيويوركي الساذج ميليش، الذي تهجره صديقته الناشطة المهتمة بشأن مصير الثوار في جمهورية سان ماركوس، فيختار أن يتورط في الثورة هناك، لكي يثبت لها أنه جدير بإعجابها. بعد أن كان يؤدي وظيفة مراجع منتجات غربية في نيويورك، يكتسب أهمية قصوى في جمهورية سان ماركوس، فقط بسبب كونه مواطنا في الولايات المتحدة، إذ يأمر الديكتاتور الذي يخاف دعم المخابرات الأميركية لمعارضيه من الثوار باغتيال ميليش بطريقة تجعل النظام في الولايات المتحدة يوقف دعمه للثوار، ويدعمه هو.

ينضم ميليش بطريقة اعتباطية إلى الثوار، ويحقق نجاحات بطريقة سخيفة، وبعد نجاح الانقلاب يظهر جنون قائد الثوار، فيقرر الثوار أن يجعلوا ميليش قائدا لهم، ويعود إلى نيويورك متنكرا طالبا الدعم، ويقابل صديقته في النهاية.

تنفذ هذه الحبكة الساخرة بأسلوب يسخر من أنماط سينمائية كانت شائعة في ذلك الوقت، وربما لم يزل بعضها حاضرا في السينما التجارية الأميركية. ومن يشاهد الفيلم وهو ينتبه فقط إلى الكوميديا الحاضرة في المواقف والحبكة، يكون ذا نصيب أقل من الضحك والتأثر ممن ينتبه إلى السخرية الشديدة من الأنماط السينمائية الشائعة.

منذ المشهد الأول، الذي يؤسس بدوره للمشهد الأخير المماثل له في أسلوبه الفريد اخراجيا، يعلن وودي الين للمشاهدين كيف يرى التغطيات الإخبارية التي تجعل من كل شيء عرضا رياضيا تنافسيا سخيفا، وقد يقرأ تأخير ظهور الشخصية المحورية لصالح أحداث هذا المشهد كإعلان عن هوية الفيلم الساخرة من السياسة في جميع أبعادها، أكثر من كونه فيلما كوميديا معتادا.

بالتأكيد، ليس من الصعب رؤية السخرية الحادة من كل الأطراف الفاعلة سياسيا على أنها نوع من العبث، لكن دعوى الين العبثية تمتد إذ تطال أعرافا سينمائية راسخة، وهذا يقرأ أيضا في باب التجريب والتجديد، فجرأة وودي الين على كل شيء تتعدى كل الحدود.

هذا التعقيد في تركيب الفيلم يفترض من مشاهده أن يستحضر الجمهور الذي يتوجه الفيلم إليه في الأساس، أي مواطني الولايات المتحدة، الذي ينادي فيهم الفيلم أن يكفوا يد حكوماتهم عن التدخل في العالم تحت زعم محاولة إصلاحه.

موسيقا الفيلم من أعمال الموسيقار الأميركي مارفن هاملستش، الحائز على عدد كبير من الجوائز الكبرى في قطاع الموسيقا التصويرية، والذي يلتقط رؤية وودي الين، ويوظف الموسيقا لتكون أداة سخرية أيضا.

التعليقات