قطاع غزة: ماذا نعرف عن عملية "تدوير النفايات" وعوائدها؟

قطاع غزة: ماذا نعرف عن عملية "تدوير النفايات" وعوائدها؟
توضيحية
خاص دنيا الوطن- هنادي أبو جبة 
في محاولة  لضمان استمرار العمل، ولتخطي الصعوبات التي فرضها الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من (12 عاماً)، ومواجهة للقيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على استيراد المواد الخام، لجأ عدد من أصحاب المصانع في غزة إلى إعادة تدوير النفايات البلاستيكية.

وتتم عملية التدوير عن طريق تصنيف وفصل المخلفات على أساس المواد الخام الموجودة بها، ثم إعادة تصنيع كل مادة على حدة لتتحول إلى منتجات قابلة للاستخدام.

وأفادت سلطة المياه وجودة البيئة خلال إحصائية لها، خلال الشهر المنصرم، أن كمية النفايات الصلبة المنتجة يوميا في قطاع غزة تبلغ نحو 1700 طن يوميا بمعدل إنتاج يومي للفرد يقدر بنحو 0.8 كجم، لافتًا إلى أن النفايات العضوية تشكل الجزء الأكبر من هذه الكمية بنسبة تبلغ نحو 58%.

وأوضحت أن نسبة تغطية خدمة جمع النفايات الصلبة تبلغ نحو 97% من النفايات البلدية، يتم جمع وترحيل 80% منها لمكبات مرخصة و20% منها لمكبات عشوائية.

من جانبه، كشف منسق مبادرة (سلة بلدنا)، أكرم طموس، أن" قطاع غزة ينتج يومياً 2000 طن من النفايات الصلبة وفي الغالب لا يحدث لها تدوير، ناهيك عن المشاكل في عدم إيجاد مساحات كافية لوضع هذه النفايات في المكبات.

وقال طموس في حديثه لـ"دنيا الوطن":" إنه لا يوجد مكبات ذات مواصفات عالمية سوى مكب الفخاري في رفح ومكب جحر الديك"، لافتا إلى أنه ومع تقدم الزمن يلزمنا مساحات واسعة لكب النفايات فيها، لذلك يجب تعزيز ثقافة إعادة التدوير للتخفيف من كمية النفايات التي تنتج بشكل يومي.

وأضاف:" تم الاتفاق مع الدكتور يحيى السراج من الجامعة الإسلامية بغزة آنذاك على عمل دراسة نوعية على برج سكني وتم وضع ثلاث حاويات بألوان مختلفة حيث يعبر كل لون عن نوع النفايات التي ستوضع به، (فالحاوية ذات اللون الأخضر للنفايات العضوية)، (وذات اللون الأزرق نفايات غير العضوية)، (أما التي تحمل اللون الأصفر نفايات تالفة).

وتابع "على إثر نجاح هذه التجربة تم التبرع من أحد المساهمين بقرض حسن قيمته 6000 شيكل، تبعها إجراء ذات التجربة على عشرة أبراج سكنية وبعد طرح المشروع تم الحصول على تمويل مالي بقيمة 25 ألف دولار من صندوق روى".

وأوضح أنه وبعد نجاح تجربة العشرة أبراج تم شراء مجرشة بلاستيك وتصميم تطبيق إلكتروني والدخول على 20 برج في منطقة (تل الهوى)، مشيراً إلى أنه لم يتم تفعيل التطبيق على أرض الواقع.

وبين منسق مبادرة "سلة بلددنا"، أنه تم إنشاء شراكات مع كافة الأطراف المتداخلة بالمشروع (بلدية غزة، مجالس إدارة الأبراج، الجامعة الإسلامية، شركات إعادة التدوير)، وتوريد جميع المستلزمات والأدوات للمبادرة، حيث بدأت الحملات التثقيفية لجميع الأبراج المستهدفة، وتوزيع الحاويات على السكان، ومتابعة عمليات الفرز، ونقل النفايات التي سيتم إعادة تدويرها إلى شركات إعادة التدوير.

وعن أهمية إعادة تدوير النفايات قال طموس:" تكمن أهمية إعادة التدوير في أنها تقلل نسبة النفايات التي يتم تصريفها للمكب، وبالتالي يتم تصغير نسبة المكب، وإعطاء منظر حضاري للمجتمع، وتوفير فرص عمل ونمو العجلة الاقتصادية في البلد.

ونوه إلى أنه يوجد بعض العوائق لنجاح المشروع والتي تتمثل بأنه لا يوجد تصريف لنفايات العضوية بنسبة 64%، لذلك يجب تدخل حكومي بمنع استيراد جميع أنواع الأسمدة وذلك مقابل بيع الأسمدة الداخلية.

ولفت إلى أن البلدية قامت باحتضان ودعم المبادرة وتحويلها لشركة ناشئة، لأن نجاح المبادرة هو نجاح للبلدية بحيث تقل كمية النفايات المتراكمة وتخفض تكاليف النقل، مبيناً أن البلدية ساهمت بتوفير مساحة 200 متر مربع داخل مكب اليرموك لتكون منطقة مخصصة للجمع والفرز الثانوي.

وأردف قائلاً: "شاركت البلدية في عملية توعية المواطنين من خلال المثقفات التابعات لقسم الارشاد السلوكي التابع لإدارة الصحة والبيئة وأيضا أبدت استعدادها لخصم فاتورة النظافة على الشقق السكنية التي تقوم بالفرز بالشكل الصحيح ".

وتشير إحصائية التدوير إلى أن، " تم استخلاص هذه النتائج من خلال دراسة نفايات 20 برج في قطاع غزة، نسبة النفايات العضوية (64%)، نسبة النفايات التالفة (12%) ونسبة النفايات غير العضوية (24%) ".

بدوره، قال المسؤول في وزارة الاقتصاد بغزة، صلاح الصادي، إن "التدوير يخدم الاقتصاد في قطاع غزة بشكل كبير جداً ويسد الاحتياجات المحلية ويوفر فرص عمل، لأن مخلفات القطاع كثيرة ومتنوعة تتمثل فيه قطاع الألمنيوم، قطاع المخلفات البلاستكية والزجاجية والقطاع الزراعي ".

وأضاف الصادي في حديثه لـ "دنيا الوطن" أن التدوير يقلل من النفايات التي تضر بالبيئة والتي تكون عبئاً عليها، فالنفايات تأخذ مساحات كبيرة وتحرم المواطنين من حقهم بالأراضي.

وشدد على أن التلوث الناتج عن حرق هذه المخلفات يضر بالبيئة، والتدوير يقلل نسبة التلوث ويوفر فرص عمل لأن مشروع التدوير يحتاج إلى طاقم كامل من العمال، لبقائه واستمرارها.

وأشار إلى أن التدوير يعمل على سد الحاجة لبعض المواد المحلية التي يحتاجها القطاع مثل الزارعة عن طريق انتاج سماد محلي من المخلفات الزراعية بواسطة مكونات صديقة للبيئة لا تضر.

ونوّه مدير دائرة في وزارة الاقتصاد بغزة، إلى أنه" يتم إعادة تدوير قطاع المياه، وتنقية مياه الصرف الصحي التي تستخدم كمياه للري، مشيراً إلى أن القطاع على مشارف الصيف والذي يعتبر أكثر فصل نحتاج فيه للمياه.

وفي ذات السياق، قال فريد أبو عابد صاحب مصنع بلاستيك في مدينة غزة، إنه " يتم تدوير مادة البولي إثلين وإعادة تصنيعها بغزة، حيث تستعمل بخراطيم المياه الزراعية، وللأعمال الباطون، مشيراً إلى أن التكلفة متفاوتة وأحياناً تكون المواد نظيفة وتكلفتها قليلة أما المواد غير النظيفة تكون تكلفة التدوير عالية ".

وأضاف أبو عابد أن " بعض الصعوبات التي يعاني منها القطاع وهي مشكلة التيار الكهربائي والسوق الذي يعاني من مشاكل مادية".

التعليقات