الذكرى الثالثة لحرب (2014) على قطاع غزة
رام الله - دنيا الوطن
يصادف اليوم، الخميس، الثامن من تموز/ يوليو، الذكرى السنوية الثامنة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014.
بدأت الحرب، الساعة الواحدة، من فجر الثامن من يوليو، حينما قصفت إسرائيل منزل المواطن "محمد العبادلة"، من بلدة القرارة، جنوبي القطاع.
وتلا ذلك عمليات قصف مكثفة لأنحاء متفرقة من قطاع غزة، قبل أن تعلن إسرائيل عن إطلاق مسمى "الجرف الصامد"، على عمليتها العسكرية الجديدة.
وتصدّت المقاومة الفلسطينية من كافة الفصائل للحملة العسكرية الإسرائيلية.
وقد أدت أحداثا جرت في الضفة الغربية، بالإضافة إلى تشديد الحصار على قطاع غزة، تمهيداً لاندلاع الحرب.
ومن هذه الأحداث، خطف وحرق عدد من المستوطنين الإسرائيليين، للطفل محمد أبو خضير، من مدينة القدس، في 2 يوليو/ تموز من ذات العام.
كما أدى حادث اختطاف ثلاثة مستوطنين يهود في الضفة الغربية على يد مسلحين فلسطينيين، إلى تزايد التوتر بشكل كبير، حيث اتهمت إسرائيل حركة حماس بالمسؤولية عن الحادث، وهو ما نفته الحركة.
وردا على حادث الاختطاف، أعاد الجيش الإسرائيلي احتجاز المعتقلين المحررين ضمن صفقة تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة وإسرائيل عام 2011.
وقال مسؤولون إسرائيليون، في تصريحات مختلفة، إن الهدف من هذه الحملة العسكرية كان تدمير قدرة المقاومة الفلسطينية، وخاصة حركة "حماس".
مجازر وانتهاكات
في أول أيام الحرب، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة، وصفها المواطنون بـ"المروعة"، في مدينة خانيونس، جنوبي القطاع، راح ضحيتها 11 فلسطينياً، وتسبب بجرح 28 آخرين.
وتوالت المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة، إذ تقول تقارير حقوقية إن إسرائيل ارتكبت، خلال الحرب، مجازر بحق 144 عائلة، قُتل من كل عائلة ثلاثة أفراد أو أكثر.
القتلى والجرحى
وحسب تقارير، فإن إسرائيل بسلاحها الجوي والبحري والبري، شنّت قرابة 60 ألفًا و664 غارة في مناطق متفرقة من القطاع.
وأدت الحرب إلى مقتل 2322 فلسطينيًا، بينهم 578 طفلاً (1شهر-16 عاما) ، و489 امرأةً (20-40عاماً)، و102 مسنًا (50-80عاماً)، وفق إحصائية رسمية صدرت عن وزارة الصحة الفلسطينية.
وتسببت الحرب، بإصابة نحو 11 ألفًا، منهم 302 سيدة، ومنهن 100 سيدة تعاني من إعاقة دائمة، كما وأصيب (3303) من بين الجرحى بإعاقة دائمة، وفق الإحصائية.
وخلّفت الحرب الأخيرة نحو ألفي يتيم، في قطاع غزة، بحسب إحصائية أخرى تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية.
في المقابل، كشفت بيانات رسمية إسرائيلية عن مقتل 68 عسكريًا من جنودها، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً بجروح، بينهم 740 عسكريًا، حوالي نصفهم باتوا معاقين، بحسب بيانات عبرية.
وفي 26 أغسطس/آب 2014، توصلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، برعاية مصرية، إلى هدنة أنهت حرب الـ"51" يوماً، وتضمنت بنود الهدنة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة في غضون شهر واحد من بدء سريان وقف إطلاق النار.
قصف المدن الإسرائيلية
وخلال الحرب، قصفت المقاومة الفلسطينية، وبخاصة كتائب القسام، المستوطنات الإسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة، فيما طال القصف، لاحقاً، مدن رئيسية داخل إسرائيل، أبرها "تل أبيب، والقدس، بئر السبع"، ومنشآت كـ"مطار بن غوريون".
وأطلقت كتائب القسام، مئات الصواريخ على المدن والمواقع الإسرائيلية، ونفذت العديد من الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي، مستخدمة الأنفاق الأرضية.
الهجوم البري
في 17 يوليو/تموز، وبعد 10 أيام من بدء الحرب، بدأ الجيش الإسرائيلي بتوسيع هجومه، ليشمل الغز البري.
وتوغل الجيش لمسافة عدة كليومترات داخل حدود قطاع غزة، تحت ذريعة تدمير نظام الأنفاق في غزة.
وتعرضت القوات الغازية، لمقاومة عنيفة من قبل كتائب القسام أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من جنود الجيش الإسرائيلي، قبل أن تقرر الانسحاب في 5 أغسطس/آب.
أسرى بيد "القسّام"
وفي 20 يوليو/تموز 2014، أعلنت كتائب القسّام، عن أسر جندي إسرائيلي يدعى "آرون شاؤول"، خلال تصدي مقاتليها لتوغل بري للجيش، في حي التفاح، شرقي مدينة غزة.
كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية، عن فقدان جندي آخر في مدينة رفح، قالت حماس في وقت آخر إنه في قبضتها.
وتقول حماس إنها تأسر 4 إسرائيليين، بينهم جندييْن، وترفض إعطاء معلومات بشأنهم قبل إطلاق إسرائيل سراح المعتقلين الذين أعادت توقيفهم في يونيو/حزيران 2014.
مفقودو الحرب
وتؤكد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، أن مصير 19 فلسطينيا ما زال مجهولا، حتّى اللحظة، جرّاء الحرب الأخيرة.
وتقول سهير زقوت، المتحدثة الإعلامية باسم اللجنة في غزة، في حوار سابق مع "الأناضول":" اللجنة بذلت جهودا منذ نهاية الحرب، للكشف عن مصير 19 فلسطينيا فقدوا خلالها.. بصفتنا وسيطا محايداً، تواصلنا مع الجهات المعنية في إسرائيل لتسهيل التعرف على هوية المفقودين، لكننا لم نتلق أي إجابة حتى اللحظة".
آثار الحرب
ورغم انتهاء الحرب إلا أن خوف سكان القطاع من انفجار مخلّفاتها (صواريخ وقنابل)، لا زال قائماً، إذ تقول "أونروا" أن تلك المخلّفات تشكّل تهديداً كبيراً ومستمراً للمدنيين ولعمليات إعادة الإعمار في غزة.
وفي مارس/آذار 2016، أعلنت "أونروا" عن إزالة ما يقارب نحو 3 آلاف مادة متفجرة فقط، من أصل 7 آلاف، منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية صيف عام 2014.
وتقول الوكالة، إن نحو 16 شخصاً فلسطينياً، لقوا مصرعهم وأصيب 97 آخرين، بينهم 48 طفلا، في حوادث مخلفات الحرب القابلة للانفجار؛ منذ عام 2014.
وبحسب دائرة "هندسة المتفجرات"، التابعة لوزارة الداخلية بغزة، إن عدد المنازل المأهولة بالسكان ويشتبه بوجود قنابل وصواريخ إسرائيلية غير منفجرة أسفلها، يبلغ حوالي 40 منزلاً موزعةً على أنحاء القطاع.
المنازل المهدمة
وعلى صعيد قطاع الإسكان، فإن الحرب الأخيرة تسببت بهدم 12 ألف وحدة سكينة بشكل كلّي، فيما بلغ عدد المهدمة جزئياً 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن، بحسب إحصائية، أعدتها وزارة الأشغال ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
وبفعل الحرب، فتحت "أونروا"، مراكز لإيواء النازحين من منازلهم التي استهدفتها الطائرات الإسرائيلية خلال الحرب، إذ استوعبت تلك المراكز نحو 300 ألف نازح، في أكثر من 91 مدرسة، ومنشأة تابعة للوكالة، بحسب بيان صادر عن الأمم المتحدة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2014، تعهّدت دول عربية ودولية بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أمريكي، نصفها تقريباً تم تخصيصه لإعمار غزة، فيما النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين.
ويقول مراقبون إن عملية إعمار قطاع غزة، وترميم ما خلّفته الحرب، عبر مشاريع خارجية (أممية، وقطرية، وتركيا، وعربية)، يسير بشكل بطيء، بسبب المنع الإسرائيلي المُتكرر لإدخال مواد البناء إلى القطاع.
وفي إبريل/ نيسان الماضي، أعلن مفيد الحساينة، وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني، عن الانتهاء من إعادة إعمار 75% من المنازل التي الحرب الأخيرة.
وقال الحساينة، إنه رغم الصعوبات التي واجهت عملية الإعمار، إلا أن الحكومة الفلسطينية قطعت شوطًا كبيرًا.
وبلغ عدد الوحدات السكنية المدمرة كلياً، التي تم إعادة إعمارها حوالي 6280، فيما بلغ عدد الوحدات التي تضررت بشكل جزئي وأعيد إعمارها لنحو 18 ألف وحدة، بحسب الوزارة.
وعلى صعيد القطاع الاقتصادي، فقد قدّرت وزارة الاقتصاد الفلسطينية الخسائر الحرب الإجمالية المباشرة وغير المباشرة، في المباني والبنية التحتية، وخسائر الاقتصاد الوطني في غزة بكافة قطاعاته بـ 5 مليارات دولار تقريباً.
وبحسب الوزارة، فقد تضررت نحو 500 منشأة اقتصادية من المنشآت الكبيرة والاستراتيجية، والمتوسطة والصغيرة.
ويصف ماهر الطباع، مدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية بغزة، الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة بعد مرور ثلاثة أعوام على الحرب بـ"الكارثية" وأنها تزداد سوءاً.
ويقول الطباع، لوكالة "الأناضول"، إن كافة المؤشرات الاقتصادية الصادرة من المؤسسات الدولية والمحلية تحذّر من الانهيار القادم للقطاع.
ولفت إلى أن عملية إعادة إعمار ما خلفته الحرب، في القطاع الاقتصادي، تسير بوتيرة بطيئة ولم تتجاوز 17%، مستكملاً:" ما تم إنجازه في الملف الاقتصادي بلغ فقط نحو 9 ملايين دولار".
وبيّن أن مخلّفات الحرب "الكارثية" واستمرار فرض الحصار على قطاع غزة، أدى إلى زيادة عدد الفقراء و المحرومين من حقهم في الحياة الكريمة، مؤكداً أن معدلات البطالة بلغت 41.1% فيما بلغ عدد العاطلين عن العمل 206 ألف شخص، بينما ارتفعت معدلات الفقر المدقع بغزة لتتجاوز 65%، وفق قوله.
ووفق وزارة الزراعة، فإن الحرب، تسببت بخسائر في القطاع الزراعي، وصلت 550 مليون دولار.
وبفعل الحرب، تعرّض نحو 4 آلاف صيّاد يعيلون أكثر من 50 ألف نسمة، لخسائر فادحة طيلة العدوان، تجاوزت 6 ملايين دولار، بحسب نزار عيّاش، نقيب الصيادين الفلسطينيين في القطاع.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية، أكثر من 20 مستشفىً ومركزًا صحياً، بحسب وزارة الصحة.
وخلال الحرب، دمّرت الطائرات الإسرائيلية 64 مسجداً بشكل كلي، إضافة إلى تضرر 150 مسجدًا بشكل جزئي، وفق وزارة الأوقاف الفلسطينية بغزة.
يصادف اليوم، الخميس، الثامن من تموز/ يوليو، الذكرى السنوية الثامنة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014.
بدأت الحرب، الساعة الواحدة، من فجر الثامن من يوليو، حينما قصفت إسرائيل منزل المواطن "محمد العبادلة"، من بلدة القرارة، جنوبي القطاع.
وتلا ذلك عمليات قصف مكثفة لأنحاء متفرقة من قطاع غزة، قبل أن تعلن إسرائيل عن إطلاق مسمى "الجرف الصامد"، على عمليتها العسكرية الجديدة.
وتصدّت المقاومة الفلسطينية من كافة الفصائل للحملة العسكرية الإسرائيلية.
وقد أدت أحداثا جرت في الضفة الغربية، بالإضافة إلى تشديد الحصار على قطاع غزة، تمهيداً لاندلاع الحرب.
ومن هذه الأحداث، خطف وحرق عدد من المستوطنين الإسرائيليين، للطفل محمد أبو خضير، من مدينة القدس، في 2 يوليو/ تموز من ذات العام.
كما أدى حادث اختطاف ثلاثة مستوطنين يهود في الضفة الغربية على يد مسلحين فلسطينيين، إلى تزايد التوتر بشكل كبير، حيث اتهمت إسرائيل حركة حماس بالمسؤولية عن الحادث، وهو ما نفته الحركة.
وردا على حادث الاختطاف، أعاد الجيش الإسرائيلي احتجاز المعتقلين المحررين ضمن صفقة تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة وإسرائيل عام 2011.
وقال مسؤولون إسرائيليون، في تصريحات مختلفة، إن الهدف من هذه الحملة العسكرية كان تدمير قدرة المقاومة الفلسطينية، وخاصة حركة "حماس".
مجازر وانتهاكات
في أول أيام الحرب، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة، وصفها المواطنون بـ"المروعة"، في مدينة خانيونس، جنوبي القطاع، راح ضحيتها 11 فلسطينياً، وتسبب بجرح 28 آخرين.
وتوالت المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة، إذ تقول تقارير حقوقية إن إسرائيل ارتكبت، خلال الحرب، مجازر بحق 144 عائلة، قُتل من كل عائلة ثلاثة أفراد أو أكثر.
القتلى والجرحى
وحسب تقارير، فإن إسرائيل بسلاحها الجوي والبحري والبري، شنّت قرابة 60 ألفًا و664 غارة في مناطق متفرقة من القطاع.
وأدت الحرب إلى مقتل 2322 فلسطينيًا، بينهم 578 طفلاً (1شهر-16 عاما) ، و489 امرأةً (20-40عاماً)، و102 مسنًا (50-80عاماً)، وفق إحصائية رسمية صدرت عن وزارة الصحة الفلسطينية.
وتسببت الحرب، بإصابة نحو 11 ألفًا، منهم 302 سيدة، ومنهن 100 سيدة تعاني من إعاقة دائمة، كما وأصيب (3303) من بين الجرحى بإعاقة دائمة، وفق الإحصائية.
وخلّفت الحرب الأخيرة نحو ألفي يتيم، في قطاع غزة، بحسب إحصائية أخرى تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية.
في المقابل، كشفت بيانات رسمية إسرائيلية عن مقتل 68 عسكريًا من جنودها، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً بجروح، بينهم 740 عسكريًا، حوالي نصفهم باتوا معاقين، بحسب بيانات عبرية.
وفي 26 أغسطس/آب 2014، توصلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، برعاية مصرية، إلى هدنة أنهت حرب الـ"51" يوماً، وتضمنت بنود الهدنة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة في غضون شهر واحد من بدء سريان وقف إطلاق النار.
قصف المدن الإسرائيلية
وخلال الحرب، قصفت المقاومة الفلسطينية، وبخاصة كتائب القسام، المستوطنات الإسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة، فيما طال القصف، لاحقاً، مدن رئيسية داخل إسرائيل، أبرها "تل أبيب، والقدس، بئر السبع"، ومنشآت كـ"مطار بن غوريون".
وأطلقت كتائب القسام، مئات الصواريخ على المدن والمواقع الإسرائيلية، ونفذت العديد من الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي، مستخدمة الأنفاق الأرضية.
الهجوم البري
في 17 يوليو/تموز، وبعد 10 أيام من بدء الحرب، بدأ الجيش الإسرائيلي بتوسيع هجومه، ليشمل الغز البري.
وتوغل الجيش لمسافة عدة كليومترات داخل حدود قطاع غزة، تحت ذريعة تدمير نظام الأنفاق في غزة.
وتعرضت القوات الغازية، لمقاومة عنيفة من قبل كتائب القسام أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من جنود الجيش الإسرائيلي، قبل أن تقرر الانسحاب في 5 أغسطس/آب.
أسرى بيد "القسّام"
وفي 20 يوليو/تموز 2014، أعلنت كتائب القسّام، عن أسر جندي إسرائيلي يدعى "آرون شاؤول"، خلال تصدي مقاتليها لتوغل بري للجيش، في حي التفاح، شرقي مدينة غزة.
كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية، عن فقدان جندي آخر في مدينة رفح، قالت حماس في وقت آخر إنه في قبضتها.
وتقول حماس إنها تأسر 4 إسرائيليين، بينهم جندييْن، وترفض إعطاء معلومات بشأنهم قبل إطلاق إسرائيل سراح المعتقلين الذين أعادت توقيفهم في يونيو/حزيران 2014.
مفقودو الحرب
وتؤكد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، أن مصير 19 فلسطينيا ما زال مجهولا، حتّى اللحظة، جرّاء الحرب الأخيرة.
وتقول سهير زقوت، المتحدثة الإعلامية باسم اللجنة في غزة، في حوار سابق مع "الأناضول":" اللجنة بذلت جهودا منذ نهاية الحرب، للكشف عن مصير 19 فلسطينيا فقدوا خلالها.. بصفتنا وسيطا محايداً، تواصلنا مع الجهات المعنية في إسرائيل لتسهيل التعرف على هوية المفقودين، لكننا لم نتلق أي إجابة حتى اللحظة".
آثار الحرب
ورغم انتهاء الحرب إلا أن خوف سكان القطاع من انفجار مخلّفاتها (صواريخ وقنابل)، لا زال قائماً، إذ تقول "أونروا" أن تلك المخلّفات تشكّل تهديداً كبيراً ومستمراً للمدنيين ولعمليات إعادة الإعمار في غزة.
وفي مارس/آذار 2016، أعلنت "أونروا" عن إزالة ما يقارب نحو 3 آلاف مادة متفجرة فقط، من أصل 7 آلاف، منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية صيف عام 2014.
وتقول الوكالة، إن نحو 16 شخصاً فلسطينياً، لقوا مصرعهم وأصيب 97 آخرين، بينهم 48 طفلا، في حوادث مخلفات الحرب القابلة للانفجار؛ منذ عام 2014.
وبحسب دائرة "هندسة المتفجرات"، التابعة لوزارة الداخلية بغزة، إن عدد المنازل المأهولة بالسكان ويشتبه بوجود قنابل وصواريخ إسرائيلية غير منفجرة أسفلها، يبلغ حوالي 40 منزلاً موزعةً على أنحاء القطاع.
المنازل المهدمة
وعلى صعيد قطاع الإسكان، فإن الحرب الأخيرة تسببت بهدم 12 ألف وحدة سكينة بشكل كلّي، فيما بلغ عدد المهدمة جزئياً 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن، بحسب إحصائية، أعدتها وزارة الأشغال ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
وبفعل الحرب، فتحت "أونروا"، مراكز لإيواء النازحين من منازلهم التي استهدفتها الطائرات الإسرائيلية خلال الحرب، إذ استوعبت تلك المراكز نحو 300 ألف نازح، في أكثر من 91 مدرسة، ومنشأة تابعة للوكالة، بحسب بيان صادر عن الأمم المتحدة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2014، تعهّدت دول عربية ودولية بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أمريكي، نصفها تقريباً تم تخصيصه لإعمار غزة، فيما النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين.
ويقول مراقبون إن عملية إعمار قطاع غزة، وترميم ما خلّفته الحرب، عبر مشاريع خارجية (أممية، وقطرية، وتركيا، وعربية)، يسير بشكل بطيء، بسبب المنع الإسرائيلي المُتكرر لإدخال مواد البناء إلى القطاع.
وفي إبريل/ نيسان الماضي، أعلن مفيد الحساينة، وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني، عن الانتهاء من إعادة إعمار 75% من المنازل التي الحرب الأخيرة.
وقال الحساينة، إنه رغم الصعوبات التي واجهت عملية الإعمار، إلا أن الحكومة الفلسطينية قطعت شوطًا كبيرًا.
وبلغ عدد الوحدات السكنية المدمرة كلياً، التي تم إعادة إعمارها حوالي 6280، فيما بلغ عدد الوحدات التي تضررت بشكل جزئي وأعيد إعمارها لنحو 18 ألف وحدة، بحسب الوزارة.
وعلى صعيد القطاع الاقتصادي، فقد قدّرت وزارة الاقتصاد الفلسطينية الخسائر الحرب الإجمالية المباشرة وغير المباشرة، في المباني والبنية التحتية، وخسائر الاقتصاد الوطني في غزة بكافة قطاعاته بـ 5 مليارات دولار تقريباً.
وبحسب الوزارة، فقد تضررت نحو 500 منشأة اقتصادية من المنشآت الكبيرة والاستراتيجية، والمتوسطة والصغيرة.
ويصف ماهر الطباع، مدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية بغزة، الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة بعد مرور ثلاثة أعوام على الحرب بـ"الكارثية" وأنها تزداد سوءاً.
ويقول الطباع، لوكالة "الأناضول"، إن كافة المؤشرات الاقتصادية الصادرة من المؤسسات الدولية والمحلية تحذّر من الانهيار القادم للقطاع.
ولفت إلى أن عملية إعادة إعمار ما خلفته الحرب، في القطاع الاقتصادي، تسير بوتيرة بطيئة ولم تتجاوز 17%، مستكملاً:" ما تم إنجازه في الملف الاقتصادي بلغ فقط نحو 9 ملايين دولار".
وبيّن أن مخلّفات الحرب "الكارثية" واستمرار فرض الحصار على قطاع غزة، أدى إلى زيادة عدد الفقراء و المحرومين من حقهم في الحياة الكريمة، مؤكداً أن معدلات البطالة بلغت 41.1% فيما بلغ عدد العاطلين عن العمل 206 ألف شخص، بينما ارتفعت معدلات الفقر المدقع بغزة لتتجاوز 65%، وفق قوله.
ووفق وزارة الزراعة، فإن الحرب، تسببت بخسائر في القطاع الزراعي، وصلت 550 مليون دولار.
وبفعل الحرب، تعرّض نحو 4 آلاف صيّاد يعيلون أكثر من 50 ألف نسمة، لخسائر فادحة طيلة العدوان، تجاوزت 6 ملايين دولار، بحسب نزار عيّاش، نقيب الصيادين الفلسطينيين في القطاع.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية، أكثر من 20 مستشفىً ومركزًا صحياً، بحسب وزارة الصحة.
وخلال الحرب، دمّرت الطائرات الإسرائيلية 64 مسجداً بشكل كلي، إضافة إلى تضرر 150 مسجدًا بشكل جزئي، وفق وزارة الأوقاف الفلسطينية بغزة.
التعليقات