غزة: مركز حقوقي يكشف تفاصيل جديدة بشأن وفاة مريض منعه الاحتلال من السفر للعلاج

غزة: مركز حقوقي يكشف تفاصيل جديدة بشأن وفاة مريض منعه الاحتلال من السفر للعلاج
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
 يُدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان استمرار عرقلة قوات الاحتلال الإسرائيلية سفر مرضى قطاع غزة، وحرمانهم من الوصول إلى المستشفيات الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة أو المستشفيات الإسرائيلية، لتلقي أو استكمال العلاج فيها.  

وفي تطور خطير، تُوفي المريض جهاد موسى حميدان القدرة، (55 عاماً)، الذي يعاني من سرطان أنفي بلعومي.  

وكان المريض قد حصل على تحويلة لاستكمال علاجه في مستشفى المطلع بمدينة القدس المحتلة، وتقرر له إجراء صورة مسح نووي في مستشفى أصدقاء المريض بمدينة نابلس، وقدمت دائرة التنسيق والارتباط في وزارة الصحة عدة طلبات للسماح له بالسفر، كان آخرها طلبين بتاريخ 29/5/2022، و22/6/2022، غير أن سلطات الاحتلال قامت بالرد على هذه الطلبات بأنها "قيد الدراسة".   

ووفقا لتحقيقات المركز، عانى المواطن القدرة من مرض السرطان في الأنف والبلعوم منذ آذار/مارس 2020، وتلقى علاجه الكيميائي والإشعاعي في مستشفى المطلع بمدينة القدس المحتلة. 

وفي شهر نيسان/إبريل من العام الحالي، قرر الأطباء إجراء صورة مسح نووي له في مستشفى أصدقاء المريض بمدينة نابلس في الضفة الغربية بتاريخ 26/4/2022، حيث تقدم بطلب لدائرة التنسيق والارتباط في وزارة الشئون المدنية للحصول على موافقة إسرائيلية لاجتياز معبر معبر بيت حانون/ إيريز والوصول إلى المستشفى، ولكن الاحتلال الإسرائيلي رد قبل الموعد بيوم بأن الطلب "قيد الدراسة".  

وكرر المريض الطلب بعد الحصول على مواعيد من المستشفى بتاريخ 29/5/2022 و 22/6/2022 للحصول على موافقة إسرائيلية، واستمر الرد بأن الطلب "قيد الدراسة"، ما أعاق وصول المريض إلى المستشفى، وأدى إلى تدهور حالته الصحية، ونُقل على إثر ذلك إلى مستشفى ناصر في مدينة خانيونس وأُعلن عن وفاته بتاريخ الرابع من تموز/يوليو الجاري. 

ووفقاً لمتابعات المركز، فقد عرقلت سلطات الاحتلال منذ بداية العام الحالي، سفر 2900 مريض من قطاع غزة للعلاج خارج مستشفيات قطاع غزة، وغالبية هؤلاء المرضى يعانون من أمراض السرطان والدم والقلب، ولا يتوفر لهم علاج في مستشفيات القطاع.  

وتتذرع قوات الاحتلال بأسباب وحجج مختلفة تحرم مرضى القطاع من السفر للعلاج، منها أن الطلب قيد الدراسة، واستدعاء المريض للمقابلة الأمنية، ورفض الطلب بسبب وجود قريب مخالف يُقيم في الضفة الغربية أو إسرائيل، أو أن العلاج متوفر في مستشفيات القطاع، وقد تسببت هذه القيود في وفاة 3 مرضى منذ بداية العام الحالي. 

وتترافق هذه القيود مع تدهور المنظومة الصحية في قطاع غزة جراء الحصار المفروض على القطاع منذ 15 عاماً، حيث تعاني مستشفيات القطاع من نقص مزمن في قائمة الأدوية الأساسية، والأجهزة الطبية، ونقص الكادر الطبي المتخصص، وهو ما قوض قدرة هذه المستشفيات عن علاج العديد من الأمراض الخطيرة، وارتفع على إثر ذلك أعداد المرضى المحولين للعلاج في الخارج خلال الأعوام الأخيرة. 

وفي ضوء ذلك فإن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يطالب المجتمع الدولي، بما فيه الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، وكافة أجسام الأمم المتحدة المختلفة والمنظمات الدولية، إلى الضغط على السلطات الإسرائيلية المحتلة لتحمل مسئولياتها القانونية تجاه سكان قطاع غزة، بمن فيهم المرضى، وضمان توفير الآلية الملائمة والأمنة لسفرهم لتلقي العلاج في الخارج.  

ويدعو المركز المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة تماشياً مع قرار مجلس الأمن رقم 1860، والسماح بتوريد الأجهزة المستخدمة في العلاج الإشعاعي والأدوية الكيماوية، والفحوصات والتحاليل الدورية لمرضى السرطان التي لا تتوفر في مستشفيات القطاع.  

التعليقات