الوزان يدعو للالتزام بمواثيق الشرف وتقديم خطاب إعلامي واقعي يحصن المجتمعات العربية

الوزان يدعو للالتزام بمواثيق الشرف وتقديم خطاب إعلامي واقعي يحصن المجتمعات العربية
رام الله - دنيا الوطن
دعا الأستاذ الدكتور عبد الكريم الوزان رئيس لجنة الإعلام باتحاد الجامعات الأفروآسيوية والأمين العام لمؤتمر "الإعلام الجديد ودوره في تعزيز الأمن المجتمعي والتنمية الاقتصادية"، إلى تقديم خطاب إعلامي واقعي ومنطقي ينأى عن الكراهية والبغضاء ويدعو للمودة والوئام دون المساس بعادات الشعوب وتقاليدها، مطالباً وسائل الإعلام العربية بالتزام العمل وفق مواثيق الشرف الإعلامية، منوها لدور السياسيين العرب في الحيلولة دون تطبيق تلك المواثيق.

وأكد الأستاذ الدكتور الوزان في لقاء مع قناة "اليمن اليوم"، ضرورة أن يعد الخطاب الإعلامي بعناية تامة من قبل قائم باتصال، يكون مهيئاً علميا ومهنيا وقانونيا وتكنولوجياً من أجل الاستعداد لتقديم خطاب واقعي منطقي ينأى عن الكراهية والبغضاء ويدعو للمودة والسلام دون المساس بالعادات والتقاليد.

وأكمل القول " مهم جدا أن يقوم الإعلام الجديد بتصميم الخطاب بناءً على دراية تامة بعيدا عن المصالح الخاصة ودون الإساءة للمجتمع والحضارات ويدعو لتوعية مجتمعية واقتصادية".

وقال الوزان، إن تحقيق ذلك يكون بوجود سياسة إعلامية مواحدة وقوانين واضحة وتحسين السياسات العليا في البلد العربي للقضاء على البطالة؛ مؤكداً ضرورة معالجة تلك العوامل لتحقيق الأثر الإيجابي للرسالة الإعلامية، وصولاً لتحقيق الحصانة الفكرية للمجتمع.

ويرى الوزان أن السياسات هي الأساس لوجود خطاب إعلامي بناء؛ فحينما تكون الدولة رشيدة حينها توجد سياسات إعلامية صادقة ومخلصة تخدم للمتلقي والجمهور وتفيد القائم بالاتصال بحيث تكون رسالته واضحة وصريحة وأمينة وبمنأى عن التضليل والمبالغة، أما إذا كانت السياسة الكبرى تريد أن تنشغل بالمصالح وتوجه الواردات واقتصاد البلد إلى الحروب ولا تريد أن توسع مدارك المتلقي كي لا يصبح رأي عام معارض لتلك السياسات بهذا يؤدي إلى عواقب وخيمة.

ونوه إلى تحول الرأي العام في العالم العربي من خامل إلى نشط ومن باطن إلى ظاهر، ولم تعد هناك خشية بسبب الوعي والإعلام الجديد، لافتاً إلى قدرة وسائل الاعلام ذات النمط الإيجابي والملتزمة بالمهنية العالية على توجيه الرأي العام للضغط على صناع القرار.

وفي معرض تفصيله عن تأثيرات الإعلام الجديد على المجتمع والرأي العام، قال الوزان "إن موضوع الإعلام الجديد حساس للغاية ويعتمد على عوامل إيجابية وسلبية تتحكم فيه بحكم التكنولوجيا الهائلة التي أتاحتها شبكة الانترنت وتفاعلت مع وسائل إعلام متطورة جدا".

وزاد الشرح بقوله " العوامل الإيجابية تتمثل في سرعة إيصال الأفكار وتحقيق الأهداف وتحقيق المنفعة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والتقارب بين الحضارات والأفكار البناءة"، فيما تتركز العوامل السلبية في الاستغلال وانتهاك الخصوصيات والعزلة الاجتماعية والتأثير على الأمن القومي والتماسك الاجتماعي.

وأكد الوزان ضرورة تفعيل مواثيق الشرف الإعلامية لضبط الخطاب الإعلامي، وأضاف "توجد مواثيق إعلامية عربية عدلت خلال لقاءات عديدة لوزراء الإعلام؛ وهذه المواثيق استفادت من التجارب السابقة وعدلت، استجابةً لتطور الإعلام المستمر، ولا بد من الاستفادة منها".

ونوه إلى عدم التزام مؤسسات إعلامية عربية بمواثيق الشرف، وعزا أسباب ذلك لعوامل عدة، أهمها سيطرة السياسيين على الإعلام في العالم العربي.

وقال الوزان، إن المؤسسات الإعلامية الخاصة أصبحت أقوى من إعلام الدول، مردفاً "الإعلام في أرقى الدول لا يمكن السيطرة على التدفق الاخباري فيه لكن مطلوب الالتزام بعوامل أقرب للضبط مثل وضوح القوانين والحزم في تطبيقها وزيادة الوعي ووضوح الخطاب الإعلامي".

وفي معرض حديثه عن الضوابط المطلوب توفرها، أوضح "يعتمد ذلك على مقومات كثيرة، أولها وجود سياسة تشريعية تتحكم بالقوانين المنظمة للإعلام، والتشريعات الإعلامية للانتهاكات، والتربية الأسرية وهي الأهم قبل المدرسة".

ولفت الوزان لأهمية إعادة النظر في المناهج التعليمية؛ لأن تدريس الإعلام أصبح لا يقل أهمية عن المواد الأخرى، وتابع "نحن في مؤتمرات عديدة وجهنا بضرورة تدريس مواد الإعلام في الثانويات".

وأشار الوزان إلى دورهم في اتحاد الجامعات الأفروآسيوية في تقديم التوصيات لصناع القرار والمكتبة الإعلامية، من خلال المؤتمرات الدولية التي ينظمونها في دول عديدة بالمنطقة.

وأوضح أن اتحاد الجامعات، سينظم مؤتمرات عديدة حتى نهاية العام الجاري، أقربها في 22-24 أغسطس/ آب في المملكة المغربية؛ الأول سيتناول الإعلام الجديد والمسؤولية الاجتماعية والمؤتمر الثاني عن المرأة.

وقال الوزان "نبحث في المؤتمر الأول عن دور الإعلام في ضبط المجتمع والحفاظ على الجانب الاقتصادي وترشيده والحفاظ على النسيج الاجتماعي ودور الإعلام في نهضة الشباب".

وأشار إلى وصول ملخصات لعشرات البحوث حتى اليوم، وهذا يعكس أهمية الاعلام المجتمعي.

جدير بالذكر أن البروفيسور أشرف الدرفيلي هو المشرف العام للمؤتمر، والبروفيسور عبدالكريم الوزان الأمين العام للمؤتمر، والبروفيسور عبدالرزاق الدليمي رئيس اللجنة العلمية، والدكتورة ماجدة محمود رئيس اللجنة الإعلامية، ويدير المؤتمر الدكتور محمد عبد العزيز.

التعليقات