لماذا زادت كثافة الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا خلال الأيام الأخيرة؟

لماذا زادت كثافة الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا خلال الأيام الأخيرة؟
جانب من القصف الإسرائيلي لمحيط مطار دمشق
خاص دنيا الوطن- مدلين خلة 
لأول مرة منذ إعلان بدأ العمل به يخرج مطار دمشق الدولي عن العمل وذلك بعد عدد من الضربات الصاروخية الإسرائيلية التي وجهت له، أسفرت عن تضرر مدارجه بصورة كاملة.

وقال المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي:" إن المطار الدولي تحوّل منذ سنوات إلى "محطة لتهريب الأسلحة الإيرانية من طهران إلى حزب الله اللبناني"، مؤكداً " أن هذا أسلوب يتبعه الحزب اللبناني لنقل الأسلحة الاستراتيجية، من إيران إلى مناطق نفوذه".

وأضاف أن "نقل الأسلحة يتم على متن رحلات مدنية من إيران إلى مطار دمشق الدولي، لضمان الحفاظ على السرية، ما يعرض المدنيين إلى خطر محدق"، حسب تعبيره.

ورجح كاتبان ومحللان سياسيان أن السبب الرئيس في زيادة كثافة الضربات والهجمات الصاروخية الإسرائيلية لسوريا النشاط العسكري الإيراني، سواء الوجود المباشر أو بواسطة القوى الحركات التي تتبع لها، مؤكدان أن ضرب إسرائيل لمطار دمشق الدولي والسعي الى تعطيل المدرجات لحرمان إيران من الاستفادة منه في نقل المعدات العسكرية.

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي فراس فحام أن عودة كثافة الضربات الاسرائيلية في سوريا سببها الأساسي أن النشاط العسكري الإيراني توسع منذ شباط 2022 نتيجة تغير الاولويات الروسية نتيجة الخلافات الروسية الإسرائيلية حول موقفها من الحرب الأوكرانية.

وقال فحام في حديثه لـ"دنيا الوطن":" يتضح أن هناك تغاضي متعمد من روسيا عن النشاط الإيراني وذلك لإتاحة الفرصة لها لتوسيع نفوذها في سوريا كنوع من الضغط على إسرائيل وباقي الأطراف الدولية الأخرى".

 وأضاف:" إن إسرائيل تقوم الان برد فعل بزيادة كثافة الهجمات على الأماكن والمناطق الحيوية الإيرانية والتي تطورت باستهداف مطار دمشق الدولي والسعي الى تعطيل المدرجات لحرمان ايران من الاستفادة منه في نقل المعدات العسكرية المتمثلة في الأنظمة الالكترونية المتطورة لرفع قدرة المنظومة الصاروخية ورفع دقتها من خلال الطائرات الى الجنوب السوري".

وأشار فحام إلى أن إيران تفضل أن تستخدم الجبهة السورية في المواجهة مع إسرائيل كنوع من الابتعاد عن المواجهة المباشرة ولذلك فهي ومنذ شباط من العام الحالي تعزز من مواقع قواتها في الجنوب السوري على مقربة من خط فض الاشتباك عام 1974 في ريف القنيطرة.

 وبين أنه لا يوجد ضمانات في أن لا تتجه الأمور الى مواجهة مباشرة خاصة إن كان هناك نوع من القبول الدولي بحدوث هذه المواجهة في ظل تعثر الاتفاق النووي بين إيران والأطراف الدولية.

 وشدد عل أن قيام ايران بنزع كاميرات وكالة الطاقة الذرية ينذر بتوسع في المواجهات والضربات المباشرة في عمق ايران والتي تفضل دائما أن يكون ردها من خلال الجبهتين السورية واللبنانية والتي تحرص جيدا على استغلالهما وبشكل جيد.

وأوضح أنه لا يوجد أمام بشار الأسد خيارات وذلك لان ايران مهيمنة وبشكل كبير على صنع القرار وهذا واضح من خلال عدم قدرة النظام السوري بالاستجابة للمطالب الأردنية بوقف زحف القوات الإيرانية جنوب سوريا بالرغم من كل التواصلات ومحاولات الأردن وقف عمليات التهريب ووقف التوسع الإيراني في الجنوب السوري.

ونبه على أنه لا يوجد أي خيار أمام النظام السوري وذلك بسبب سيطرة القوات الإيرانية على مفاصل القرار السوري وتزايد نفوذها في سوريا منذ زيارة علي مملوك الى طهران واستقبال إيران للرئيس بشار الاسد والحديث عن عدد من التفاهمات والاتفاقات بين الطرفين في ظل تراجع الاهتمام الروسي في سوريا أو التراجع في زخم الدعم العسكري الروسي لسوريا في ظل انشغالها في الحرب الأوكرانية.

بدوره، قال الكاتب الفلسطيني ساري عرابي:" إن سبب القصف الإسرائيلي في سوريا متعلق حصرا بالوجود الإيراني فيها، سواء الوجود المباشر أو بواسطة القوى الحركات التي تتبع لها".

وأضاف في حديثه لـ"دنيا الوطن": إسرائيل لا تريد أن تتوسع ايران داخل الأراضي السورية وأن ترسخ وجودها ولا تريد لها أن تنقل أسلحتها وقواعدها العسكرية أو أسلحة قادرة على إحداث الاضرار في العمق الإسرائيلي لا سيما بعض الصواريخ المتطورة وكذلك هي أيضا لا تريد لإيران وحزب الله إنشاء القواعد العسكرية داخل سوريا.

وأكد عرابي أنه وحتى هذه اللحظة غير واضح من سيباشر بالرد خاصة وأن إسرائيل تضرب سوريا منذ فترة طويلة وبالرغم من ذلك يبدو أن هذه الضربات تأتي بالتوافق الضمني بين روسيا وإسرائيل.

وأشار إلى أنه لم تكن إسرائيل لتقصف سوريا بهذا الشكل المتكرر وفي أماكن حيوية دون أن يكون هناك نوع من الاتفاق مع روسيا والتي لا يعرف أنه سيثبت على ما هو عليه أم سيتغير فيما هو قادم.

وأوضح أن الحروب قابلة لأن تتدحرج وتتصاعد الا أن هذا الامر لا يتعلق بالحرب الأوكرانية بقدر ما يتبع للموقف الروسي والذي لا يبدو أن تفاهماته مع إسرائيل بخصوص الملف السوري.

وبين أنه واذا ما ردت إيران فهذا يتعلق بطبيعة ردها كيف وأين ومتى سيكون؟ وكذلك موقف القوى الغربية الداعمة لإسرائيل وإن كانت ستسمح لها بالتوسع أم ستبقى الأمور في حيز ضيق.

التعليقات