مباشر | تغطية صحفية | آخر التطورات

الذكرى الخامسة لاستشهاد المسعفة رزان النجار

الذكرى الخامسة لاستشهاد المسعفة رزان النجار
رام الله - دنيا الوطن
يوافق اليوم الذكرى الخامسة لاستشهاد المسعفة رزان النجار، والتي استشهدت رمياً برصاصة متفجرة لقناص إسرائيلي اخترقت صدرها وخرجت من ظهرها، وذلك عقب تواجدها رفقة زملائها المسعفين على بعد حوالي 100 متر من الشريط الحدودي، بعد محاولتهم إسعاف اثنين من المصابين، المحاصرين من قبل الاحتلال، شمال غربي مخيم العودة باحتجاجات غزة الحدودية 2018 شرقي خزاعة بمحافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

تقدمت لإسعاف المصابين وإخراجهم رفقة زملائها المسعفين، عند الخامسة والنصف من مساء يوم الجمعة، فتوجهوا معلنين سلميتهم، مرتدين ملابس عليها شعار هيئة الإغاثة المحمية ببروتوكولات دولية، فتقدموا إلى نقطة الصفر، في هذه اللحظة كان يوجد خمسة جيبات عسكرية، اثنان منها تركيزها عليهم، فجأة خرج جنديان من الجيب العسكري ووجها قناصتهما تجاههم هم الأربعة، أطلقا النار عليهم، وبعد دقائق تمكنوا من إخلاء المصابين المحاصرين، ليتراجعوا للخلف ما يقارب الـ 20 متراً عن السياج الفاصل، عندها أطلقت عليهم قنابل الغاز، وبعدها أتت رصاصات الغدر فأصيبت رزان برصاصة متفجرة في شريانها الأبهر، وتم نقلها على وجه السرعة وتسليمها للطواقم الطبية لإسعافها، وبعد وصولها إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس، أعلن الأطباء عن وفاة رزان في حوالي الساعة 7:00 مساءً، وقد أصيب زميلها المسعف رامي أبو جزر بعيار ناري في الرجل اليسرى، وشظايا في الرجل اليمنى واليد اليسرى، والمسعف ومحمود فتحي عبد العاطي، بشظايا متناثرة في ساقيه، والمسعف محمود قديح، والمسعفة رشا قديح باختناق بالغاز.

تعتبر رزان أول مسعفة فلسطينية متطوعة ميدانياً بقطاع غزة، وكانت الابنة البكر لأسرة متواضعة وفقيرة مكونة من أب وأم وأختين و3 أشقاء، وقد عانوا من الديون المتراكمة على أبيهم أشرف النجار منذ هدم محله لبيع قطع الدراجات بصواريخ في حرب غزة 2014 ما زاد وضعهم سوءا، وبعد انهائها مرحلة الثانوية العامة، درست بجامعة الأزهر تمريض عام لكنها لم تكمل دراستها، فباشرت بأخذ دورات تدريبية وميدانية حول الإسعاف الأولي، وحصلت على عدد من الشهادات في الإسعاف على مدار عامين، وحاولت كسب خبرات بتطوعها بمجمع ناصر الطبي بدون أي مقابل، وبسبب نشاطها وتفاعلها الكبير تطوعت وعدد من زملائها ضمن الإغاثة الطبية في مسيرات العودة مع جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، شاركت الطواقم الطبية عملهم منذ انطلاق مخيمات العودة ومسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة في الذكرى السنوية الثانية والأربعين ليوم الأرض الفلسطيني الموافق للثلاثين من مارس، وبسبب قلة المعدات الطبية بالميدان اضطرت لبيع ما تملكه من هاتف وخاتم حتى تبتاع مستلزمات الإسعاف الأولي وتحملها معها خلال عملها في اسعاف الجرحى، فكانت مثالاً في التضحية وحب الحياة والناس، فواصلت الحضور يوميا من السابعة صباحا إلى العاشرة مساءا وهي تبحث عن مصابين، فما أن ينقل الشبان أحد المصابين حتى كانت تهرع إليه، رفقة زملائها لتقديم الإسعافات الأولية له قبل تحويله عبر سيارات الإسعاف إلى أقرب مستشفى، حيث أسعفت رفقة زملائها أكثر من 70 مصاب فلسطنيني منهم 15 حالة اصابة بالرأس، وكانت قد أصيبت أكثر من 10 مرات خلال مسيرات العودة، ولم يمنعها هذا الأمر من مواصلة مشوارها لأداء رسالتها الطبية السامية طوال 10 اسابيع متواصلة، دون أن تغادر ميدان عملها الاسعافي التطوعي خلال مسيرات العودة، وفي حديث سابق لها مع مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، قالت النجار إنها اختارت هذه المهمة كونها تعشق خدمة أبناء شعبها الذين يشتبكون مع جنود الاحتلال في الميادين كافة. أشارت إلى أنها تطوعت للمساعدة في علاج وإسعاف مصابي أحداث مسيرة العودة التي دعت لها الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار.

استمرت النجار في عطائها لأبناء شعبها بإمكانيات بسيطة، لكنها كانت تمتلك طاقة دفعتها برفقة طاقم المتطوعين لإيصال رسالتهم التي حضروا من أجلها، وكانت قد باشرت في دورة تحاليل طبية، في عزيمة منها لدراسة التخصص الذي تحبه، ولكنها استشهدت قبل استلام شهادتها في هذه الدورة، لتنتهي أحلامها التي كانت ترسمها لمستقبلها وتنتهي هذه الرحلة المعطائة، باستشهادها صائمة مرابطة في مخيم العودة المقام على أراضي خزاعة شرقي خان يونس.

أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان مكتوب إنه سيحقق في مقتل المسعفة الفلسطينية رزان النجار على يد قوات إسرائيلية أثناء احتجاجات على الحدود مع قطاع غزة يوم الجمعة. قال مسؤولو الصحة الفلسطينية وشهود عيان إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص المسعفة المتطوعة رزان النجار، عندما ركضت للوصول إلى مصاب قرب السياج الحدودي شرقي مدينة خان يونس جنوب القطاع.

خَلَّفَ مقتل المسعفة رزان موجة سخط عارمة في غزة والضفة الغربية، وفي وسائل الإعلام العربية والأجنبية والمنظمات الحقوقية ومواقع التواصل الاجتماعي خاصة حسابها الخاص.

عقب هذا قال مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف على تويتر "الموظفون الطبيون ليسوا أهدافا". وأضاف: "على إسرائيل ضبط استخدامها للقوة وعلى حماس أن تمنع وقوع حوادث عند السياج. التصعيد لا يؤدي إلا إلى فقد المزيد من الأرواح".

وعبر أيضا: "رسالتي إلى الفلسطينيين في غزة: نحن نسمع محنتكم ونشعر بمعاناتكم، وسوف نبذل قصارى جهدنا لضمان مستقبل تعيشون فيه بحرية وازدهار وسلام، مستقبل تكونون فيه أسياد مصيركم".

أعربت الأمم المتحدة، عن الغضب إزاء مقتل المسعفة الفلسطينية رزان النجار علي يد قوات الأمن الإسرائيلية، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوجريك بمقر المنظمة الدولية في نيويورك إن رزان النجار هي فتاة ذات 21 ربيعاً تطوعت للعمل كمسعفة وقتلت أثناء قيامها بواجباتها الإنسانية، كما أصيب ثلاثة أشخاص آخرين في فريقها".

وأشار الي أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أصدروا بيانا مشتركا أكدوا فيه أن "قتل موظفة طبية معروفة بشكل واضح جانب قوات الأمن خلال مظاهرة، أمر يستحق الشجب بشكل خاص ويتعارض مع التزام إسرائيل بضمان رفاه سكان غزة."

وحذر البيان من أن "الهجمات التي تستهدف الفرق الطبية في غزة لا تعرض حياة وسلامة الموظفين والمرضى للخطر فحسب، بل تقوض أيضا القدرة الكلية للنظام الصحي في القطاع".

بدورها، طالبت جامعة الدول العربية، المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بإجراء تحقيق بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وملاحقة المسؤولين عنها ومحاسبتهم. وطالبت الجامعة، منظمة الصحة العالمية، وأطباء بلا حدود، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والأطر الصحية إلى عدم التغاضي عن هذه الجريمة، وملاحقة المتورطين فيها، وإجبارهم على احترام المعاهدات الدولية الخاصة بعمل الأطباء المسعفين.






التعليقات