سعدة المجدلاوي.. مواطنة تبتكر سائل "ستيفيا" بديل السكر الأبيض

سعدة المجدلاوي.. مواطنة تبتكر سائل "ستيفيا" بديل السكر الأبيض
رام الله - دنيا الوطن
لميس الأسطل

أبحاث علمية كثيرة، تبقى مجرد حبر على ورق، قلما ما يتم تطبيق نتائجها على أرض الواقع، لكن وحدهم أصحاب الإرادة من يوظفون شغفهم ورغبتهم في خدمة مجتمعهم، ساعين بشتى الوسائل والإمكانيات المتاحة للعمل على تحقيق أهدافهم، لتثبت المهندسة سعدة المجدلاوي جدارتها، بتصنيع منتج سائل "ستيفيا" بديل السكر الأبيض في قطاع غزة.

المجدلاوي، البالغة من العمر (38 عاماً)، حاصلة على بكالوريوس تقانة إحيائية من الجامعة المستنصرية في العاصمة العراقية "بغداد"، وماجستير زراعة أنسجة نباتية، عملت في وزارة الزراعة بمدينة غزة 2009 - 2016، وانتقلت بعد ذلك للعمل كمحاضرة أكاديمية في الكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا.

تبادرت إلى ذهن سعدة فكرة المنتج انطلاقًا من تعلقها الواسع بتخصص زراعة الأنسجة النباتية، ورغبتها في توفير نباتات ذات جدوى اقتصادية غير متوفرة في قطاع غزة، وكان من ضمنها نبات "ستيفيا".

تقول المجدلاوي: "أردت العمل على الإكثار المرستيمي لنبات الستيفيا بتقنية زراعة الأنسجة، كونه يحوي الكثير من الفوائد، كالمركبات الغير سكرية، ومضادات الأكسدة، وتعزيزه لجهاز المناعة، وتثبيطه البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان، وغيرها الكثير".

وتضيف: "نجحت تجربتي في إكثار نبات الستيفيا، لكنني ارتأيت أن النبتة بشكلها الخام لا تعطي المذاق الحلو المطلوب عند وضعها على المشروبات".

وتستكمل المجدلاوي حديثها قائلة: "من هنا بدأت العمل على استخلاص المادة الفعالة من النبات، ومحاولة الوصول إلى تركيبة يمكن إضافتها للمشروبات الباردة والساخنة، كبديل عن المحليات الصناعية الضارة بحياتهم".

وتتابع: "ابتكرتُ دفيئة زراعية مساحتها 70 متر داخل بيتي، محولةً جزءًا منه إلى أجهزة مخبرية، تساعدني في الوصول إلى المنتج المراد، وتكللت العملية بالنجاح بإيجاد سائل بديل عن السكر الأبيض، خالٍ من السعرات الحرارية والجلوكوز، بشهادة فحص تحليل مركز الأغذية في جامعة الأزهر بغزة".

وتوضح أن من الصعوبات التي واجهتها في إنتاج كميات وفيرة من النبات هو الحاجة إلى أجهزة ذات تكلفة مرتفعة، مؤكدةً على أنها تغلبت عليها بتصميم أجهزة استخلاص محلية الصنع والاعتماد عليها بشكل كبير، ما أتاح إنتاج الكميات المرادة.

وتختم المجدلاوي حديثها قائلة: "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، فبرغم كافة التحديات التي نواجهها لا بد من تقوية إيماننا بأنفسنا، والمضي قدمًا دون السماح للإحباط بأن يتسلل إلى قلوبنا وعقولنا معًا".