إبراهيم ناصر.. "ضبط الإيقاع" أسلوب حياة

إبراهيم ناصر.. "ضبط الإيقاع" أسلوب حياة
رام الله - دنيا الوطن
لميس الأسطل

أنغام موسيقية ساحرة، يضبطها الشاب إبراهيم ناصر بخفة يديه على آلة الطبل، بصورة متناغمة صوتيًا وهارمونيًا، مطلقةً ألحانًا مميزة تطرب لها الأذن، وتجذب كل من حولها بطريقة فنية متكاملة؛ للتفاعل معها بين انسجام ورقص وتصفيق.

يُثبِّت ناصر، البالغ من العمر 19 عامًا، القاطن في حي الشيخ زايد شمالي قطاع غزة، آلة الطبل بذراعيه، وينقر وسط سطحها أو طرفه بكلتا يديه، باعثًا فيها روحًا مميزة، لينتج نغمات موسيقية متتابعة، يسير وراءها العازفين بانضباط.

يقول ناصر: "اكتشفت عائلتي موهبتي منذ أن كنت في التاسعة من عمري، حيث كنت أشاهد البعض ممن لديهم القدرة على ضبط الإيقاع، فأعمل على تقليدهم في العزف على آلة الطبل، ما دفعني لتنميتها تدريجيًا عبر التدريب المكثف بصورة مستمرة، حتى باتت هواية تدخل السرور إلى قلبي عند ممارستها".

ويضيف: "طوَّرت من موهبتي حتى أصبحت أنتج معزوفات إسلامية معروفة وأخرى شعبية مفخمة ومرققة، بحسب ما يتناسب مع اللحن بنوعيه الصاخب والهادئ، فامتهنتها كمصدر دخل لي بالعمل مع فرقة "وصال" الشهيرة للمديح النبوي في قطاع غزة".

ويردف ناصر مستذكرًا وفاة والده هذا العام: "كان أبي دومًا من أوائل الداعمين والمشجعين للتطوير من ذاتي، فرحيله عني لم يوقفني، بل زادني إصرارًا على متابعة طريقي وصولًا إلى هدفي المراد".

ويشير إلى امتلاكه مواهب أخرى متعددة بجانب ضبط الإيقاع، كالدبكة الشعبية التي تعتبر جزءًا من الفلكلور الفلسطيني، وتمارَس غالبًا في الأفراح والمهرجانات الشعبية، وفن الخطابة والإلقاء أمام الناس، مؤكدًا على اهتمامه الكبير بالجانب التراثي الذي يعكس ثقافة أرضه وهويتها.

ويدعو ناصر الشباب إلى البحث عن مواهبهم التي يمتلكونها والعمل على تنميتها بالشكل الصحيح، مشيرًا إلى أنّ معرفة الهواية المفضّلة شرطٌ رئيس من شروط الحياة المستقيمة التي يكون الإبداع أحد نواتجها، مؤكدًا على أن كلّ إنسان يُولدُ مبدِعًا بهواية تتناسب مع فكره وشخصيّته؛ لترضي غروره.

ويعتبر الطبل آلة إيقاعية موسيقية قديمة، مصنوعة من الخزف أو الخشب، بسطح جلدي أو بلاستيكي مشدود على طرفها، ويطلق على عازفها "ضابط إيقاع"، وهو أهم عنصر في الفرقة الموسيقية؛ لأنه المسؤول عن إنجاح اللحن الموسيقي، مما يمنح الإمكانية لجميع العازفين في الفرقة للسير ورائها.