سيدات يواجهن البطالة بالزراعة في قطاع غزة

رام الله - دنيا الوطن



عبد الحي الحسيني
هنَّ القادرات على التغيير بسواعدهن، لينعمن بحياة كريمة خُلقن من أجلها، متَّحدات ومتحدِّيات أصعب الظروف، آبِيات لحكم الواقع، بمواجهتهن البطالة بالزراعة، من خلال إحياء أرضٍ قاحلة.
خمس سيدات رائدات "أماني وفاتن وزينب وداليا ونادين"، من شرقي محافظة دير البلح وسط قطاع غزة، قررن عدم الاستسلام للواقع المرير، الذي حوَّل آمالهن لآلام وأوهام، والبدء بالزراعة في أرضٍ تعود لعائلة إحداهن، بدعم وتشجيع من آبائهن وذويهن.
تقول أماني بشير: "لم يأخذ قرار تنفيذ المشروع وقتًا كثيرًا، لأن الأرض موجودة ونحن بلا عمل منذ فترة زمنية طويلة، وكان ما ينقصنا هو المعدات الزراعية، إضافة إلى رأس المال، ورغم كافة الظروف شرعنا بالعمل".
وتضيف: "تعلمنا بعض المهارات الزراعية وخلع الأعشاب الضارة من بين المحاصيل، عن طريق الفيديوهات التعليمية عبر الإنترنت".
وتردف بشير: "بدأنا بالزراعة العضوية البسيطة، كالملوخية والفلفل الأخضر والقرنبيط والملفوف، دون اللجوء للكيماويات الزراعية التي من شأنها إلحاق الضرر بها".
وتتابع: "في البداية تلقينا عدة انتقادات من الناس، كون الزراعة مهنة مقتصرة على الرجال في مجتمعنا، لكنها كانت بمثابة حافز لنا يدفعنا نحو الاستمرار".
وتشير بشير: "جداتنا كنَّ يعملنَّ بجانب أجدادنا، في إصلاح وزراعة الأرض"، مؤكدة على أن المرأة نصف المجتمع، ولديها القدرة على التحدي والمواجهة.
وتكمل: "نسعى لاستقطاب النساء للعمل معنا في الزراعة، ليكون لهن عائد مادي، يمكنهن من توفير الاحتياجات الأساسية لعيشة كريمة".
وتؤكد بشير وشريكاتها على أهمية دور المرأة في العمل داخل المجتمع، داعيةً المؤسسات لتحويل مشاريعها الإغاثية المؤقتة لتنموية توفر فرص عمل للنساء، وتمكنهن من تحقيق ذاتهن".
وبحسب آخر تقرير أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن نسبة البطالة في قطاع غزة بلغت 47%، بينما في الضفة الغربية 16%.


