التسول في غزة.. مهنة أم حاجة؟

التسول في غزة.. مهنة أم حاجة؟
تعبيرية
رام الله - دنيا الوطن
هيا الوادية -غزة 

الله يرضى عليكِ يا رب يعطيكِ اللي فبالك بس شيكل يا خالتو

ادعية و عبارات كثيرة لا نهاية لها  اسمعها من أطفال وكبار سن حتى أصبحت اشعر ان التسول اصبح مهنة تعطيهم دخلا بشكل يومي وليس للحاجة 

باتت ظاهرة التسول تعد من اخطر الظواهر التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني حيث أصبحت تتزايد بشكل اكبر مقارنة بالسنوات الأخرى مستغلين عواطف افراد المجتمع عن طريق رسم صورة الانكسار والضعف على وجوههم  

اثارني الفضول لمعرفة اجوبتهم حول الأسباب التي دفعتهم لذلك قمت بجولة للعديد من الافراد وطرحت عليهم سؤال "ليش ما بتشتغل بدل ما تمد ايدك للناس" لاحظت تعدد الأسباب التي تدفعهم الى هذه الظاهرة فمنهم من يستغلون أطفالهم ويجبرونهم  للعمل على التسول  ومنهم من يعاني من الفقر والبطالة وقلة الحال ومنهم بغرض اعالة ومساعدة اسرته وأيضاً تعد الحروب والنزاعات سببا أساسياً  لحصول ظاهرة التسول.

كريم  طفل ذو (12 عاماً) من عمره التقيت به على مفترق السرايا الذي يعد من اكثر الأماكن اكتظاظا في قطاع غزة  سالته عن السبب الذي دفع به الى التسول فأجاب "ابويا ما بشتغل كل يوم بقلي لازم باي طريقة ادخل فلوس على البيت " 

يقرر كريم تركه للمدرسة ليخرج في الشوارع والمفترقات لبيع  ورق المحارم وانه يقف على ارجله من الصباح حتى المساء لجمع المال يطرق زجاج السيارات ملحاً على الشراء عن طريق استثارة عواطفهم فمنهم من يستجيب ومنهم من ينتهي بشجار لفظي بينه وبين السائق ويبعده عن الطريق ويعتبر  هذا النوع من أنواع التسول الغير مباشر الذي يتم عن طريق استعطاف الناس وترجيهم

هذا هو الحال في قطاع غزة فمع بزوغ الفجر ينطلق الأطفال متسارعين للتسول وجمع الأموال منهم من وقع ضحية الظروف الاقتصادية الصعبة و الفقر والبطالة ومنهم من وقع لقساوة اب لا يعرف معنى الابوة.

هؤلاء الأطفال سلبت منهم طفولتهم وبراءتهم واضاعت مستقبلهم وهم بعيدون عن الدراسة فهذا يؤثر على مستقبلهم ونفسيتهم الاجتماعية بطريقة سيئة جدا 

يجيب معالجة هذه المشكلة ومحاربة هذه الظاهرة لان هذه الظاهرة باتت تنتشر بشكل كبير 

-على وزارة التربية الزام الطفل ان يلتحق بالمدرسة وتشجيعهم على الابتعاد عن سلوكيات الشارع 

-على وزارة العمل والشؤون الاجتماعية رفع دخل الفرد والحد من الفوارق في الدخل بين الافراد 

-على الجهات المختصة توفير ضمان لكل من هو عاجز عن العمل بسبب مرض او إعاقة او تقدم في السن