العدوان على غزة.. ذكريات قاسية تلاحق المحاصرين

العدوان على غزة.. ذكريات قاسية تلاحق المحاصرين
رام الله - دنيا الوطن
هيا الوادية 

"صوت ارتطام الباب بات يرعبني" عبارة اختصرت فيها أمل عيد أثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يقع تحت الحصار منذ 16 عاماً.

أمل التي تعيش منذ 50 عاماً هي أم لستة من الأطفال، تعمل ربة منزل وزوجة لخياط بالكاد يدبر احتياجات منزله الأساسية ومصاريف الجامعة لابنتيه التوأم. 

في ذكرى العدوان الأخير، تتحدث عن آلام قاسية تلاحقها في نومها ويقظتها، تقول "كلما فكرت بأن الحرب ستعود مجدداً أشعر أني قلبي سيتوقف".

وتضيف "يخيل لي أن منزلنا قصف وفقدت أبنائي، أصرخ وأضرب رأسي بيدي وأحاول إقناع نفسي بأنه كابوس سوف لن يتحقق بالتأكيد".

خوف ورعب وتدمير للأرواح، هكذا يفعل العدوان بالسكان هنا، تجد الأم نفسها في دوامة - وفق وصفها - في محاولة للنجاة من أحداث تذكرها بتفاصيل نزوحها من منزلها الواقع شمالي بلدة بيت لاهيا.

تتابع "ركضت أنا وأطفالي من بين القذائف، كنا نبحث عن ملاذ آمن وكل غزة مستهدفة، صرخنا وبكينا وتعالت أصواتنا ونحن نطالب بالحياة، من دون جدوى".

ليست أمل الوحيدة التي تشعر بأن الحرب تباغتها في ذكراها، ربما هذا الهاجس يلاحق نحو مليوني إنسان وأكثر يعيشون في القطاع.

يقول سامي داوود: "ليست غزة آمنة، يمكن أن تشتعل الأمور بأية لحظة، يمر هذا الشريط بذاكرتي كلما سمعت صوت طائرة تمر فوق رؤوسنا أو سمعت صوت انفجار لسبب ما".

لكن أكثر ما يرهق الأب، هو تأزم صحة طفله الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، ويخشى النوم بمفرده منذ اليوم الأول الذي شاهد فيه نيران صاروخ ضرب منطقتهم شرقي حي الشجاعية في أيار/مايو العام الماضي. 

يزيد "لا ينسى، ولا يريد أن ينسى، أخبرته أنها ألعاب نارية حتى بات يكره الاحتفالات والألعاب وكل ما يتعلق بالإضاءة والنار والأصوات المرتفعة".

وفي محاولة تحدثنا فيها مع الطفل أيهم خضر، ماذا تعرف عن كلمة "الحرب"، أجابنا "في الحرب نركض كثيراً للاحتماء من الصواريخ، وفيها نفقد أحبابنا، وفيها نعيش على كوبونات الإغاثة، وفيها نشاهد الدماء تسيل في كل غزة ولا أحد يكترث بنا من العالم". 

وأسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد 248 فلسطينياً، بينهم 66 طفلاً، و39 سيدة، و17 مسنّاً، و5 أشخاص من ذوي الإعاقة، فضلا عن إصابة 1948 فلسطينياً بجراح مختلفة وفق مكتب الإعلام الحكومي.