ميسرة بارود.. فنان تشكيلي يجسد القضايا الإنسانية بالأبيض والأسود

ميسرة بارود.. فنان تشكيلي يجسد القضايا الإنسانية بالأبيض والأسود
رام الله - دنيا الوطن
عبد الحي الحسيني

نعبر عن الحياة بالفن، الذي يخاطب مشاعرنا وأحاسيسنا، جامعًا بين الحقيقة والخيال، في طياته جمّ من الرسائل والصرخات التي تصدح من أجلها، منه نبدأ حكاية وفيه ننهيها.

ميسرة بارود، 46 عامًا، فنان تشكيلي يجسد القضايا الإنسانية بالأبيض والأسود، من مواليد مدينة غزة، يعمل في مجالي التصميم الداخلي و"الجرافيكي"، ومحاضرًا مهنيًا وتقنيًا في جامعات القطاع، منذ أكثر من 20 عامًا، حاصل على بكالوريوس من كلية الفنون الجميلة في جامعة النجاح الوطنية - نابلس عام 1998 م، والماجستير من كلية الفنون في جامعة حلوان "الزمالك" - مصر عام 2010 م.

يقول بارود، مستذكرًا الماضي، إن حبه للفن لم تظهر ملامحه في الصغر، حيث كان يتواجد مع أستاذ الرسم في المرحلة الابتدائية من باب الاطلاع على اللوحات فقط، ولم يكن يعلم بموهبته، إلى أن شارك في مسابقة رسم أثناء المرحلة الإعدادية، محرزًا قصب السبق، ليكتشف بعد ذلك فنانًا واعدًا بداخله، مطلقًا العنان له، مجسدًا القضايا الإنسانية التي تسود عالمنا بفرشاته وأدواته ولمساته الفنية.

ويضيف: "شاركت في أكثر من 50 معرضًا جماعيًا محليًا ودوليًا، أما المعارض الشخصية، فكانت البداية مع معرض "ريتا والبندقية" عام 2004 م بقرية الحرف والفنون في مدينة غزة، والثاني "فسفور أبيض في ميلاد إيلياء" عام 2009 م بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أثناء دراستي الماجستير في مصر، اشتمل على 1400 لوحة، والثالث "وميض" في الجزائر، وكانت لوحاته ملونة، والرابع "قوارب الملح" في بيت لحم عام 2019 م، والخامس "وجود" أقيم على موقع "أرت سكوب" - أونلاين عام 2021 م ، والسادس "ركام" في نفس العام بالمركز الثقافي الفرنسي في مدينة غزة"، مشيرًا إلى أن أول معرض شارك فيه كان في جمعية الشبان المسيحية عام 1992 م.

ويوضح: "حياتي المهنية في مجال التدريس مبنية على أسس وقواعد صارمة يجب السير عليها، أما كفنان تشكيلي، فأنا قادر على كسر هذه القواعد، باعتبارها فلسفة عمل".

ويختم بارود، وهو يضع لمساته الأخيرة على إحدى لوحاته: "معظم أعمالي أقدمها بالأبيض والأسود، فهذه الثنائية تبرز أبعاد المعاناة الإنسانية بشكل مختلف، فهي أكثر حيادية من الملونة، حيث تنقل الحدث بكافة تفاصيله، فمن خلالها يركز الناظر على مشاهدة الحدث، وليس الألوان"، مضيفًا أن تجاربه اللونية محدودة، فهو لا يستطيع التعبير عن ذاته من خلالها.