صور.. زوجان يعملان في صناعة المفتول الفلسطيني

صور.. زوجان يعملان في صناعة المفتول الفلسطيني
رام الله - دنيا الوطن
روان صالح 

تتعدد الأسباب التي تدفع المواطنين بغزة، لاختلاق فرص عمل توفر لهم لقمة عيشهم، من خلال مشاريع تشارك فيها المرأة بجانب الرجل، الأمر الذي يدفعهم لافتتاح مشاريع منزلية بسبب البطالة المتفشية والتي وصلت معدلاتها وسط الشباب إلى 61٪، ناهيك عن الحصار الخانق الذي فرضته "إسرائيل" على قطاع غزة منذ عام 2007، إضافة إلى انتشار وباء كورونا قبل عامين مما أوصل الأوضاع الاقتصادية الى طريقٍ ليس له نجاة سوى التعافي التدريجي.

مخيم "جباليا" للاجئين شمال قطاع غزة، حيث الكثافة السكانية الأكبر في العالم، بدأ الشاب سائد وزوجته وايمان مشروعًا صغيراً للأكلات الفلسطينية وخصوصًا طبق المفتول المشهور بأنّه من التراث الفلسطيني العربي، والذي يُعد من الدقيق الأبيض والقمح، بالإضافة للمكونات المختلفة ويضاف إليها اللحوم المطبوخة، ويعتبر المفتول من الأكلات التي تقدم عادةً في المناسبات والعزائم الجماعية، وكما جرت العادة فإنّ إعداد المفتول يتم بكميات كبيرة ويشارك في إعداده النساء من الأقارب والجيران.

سائد وايمان زوجان في الثلاثينات من العمر ولديهما ابنتين "زينة وسمرا"، أسميا مشروعهما الخاص بـ "مفتلونا بدرساوي"، بعد تفكير طويل في إطلاق مشروع يميزهم عن غيرهم مع بداية فترة انتشار وباء كورونا والحجر الصحي، وتعود كلمة "بدرساوي" إلى قرية بيت دراس والتي هجرها أهلها قسرًا وهربوا منها على قطاع غزة عام 48 نتيجة استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي.

ويقول سائد: "انَّ زوجتي إيمان لديها حس مميز في الطبخ، واعتاد الضيوف الثناء على طريقة طبخها والمذاق الفريد الذي يدفعهم للتساؤل حول طريقة الاعداد والبهارات التي تستخدمها، ومن هنا جاءت فكرة مفتولنا بدرساوي، واستثمار مهارة زوجتي في افتتاح مجال للعمل من البيت".

ويضيف "نحن نهتم بالتفاصيل الصغيرة عند تحضيرنا للمفتول، ونهتم بالنظافة والترتيب والتغليف بطريقة تتناسب مع معايير الجودة والنظافة العامة، حتى نلقى رضى الزبون ". ويكمل في قوله: “لا شيء مستحيل وكل المعيقات التي تواجه الانسان هو قادر على التغلب عليها طالما لديه طموح وأحلام" وأنّ أحد الأسباب الرئيسية لنجاحهما هو محبة الناس وثقتهم وتشجيعهم.

وتتطلب صناعة المفتول وقتًا وجهدًا كبيرًا، لكن عائلة تايه تصنعه بحب وتهتم بكل التفاصيل، ونجح الزوجان في تطوير المشروع أكثر وإضافة مأكولات تقليدية أخرى لقائمة الطعام إلى جانب المفتول، وأصبحوا يتكفلون بإعداد وجبات في المناسبات الكبيرة للعائلات الغزية.

وتقول إيمان "حب الناس لمأكولاتي جعلني فخورة بنفسي، وأكثر ما يسعدني عندما يبعثون رسائل امتنان صادقة لمذاق الأكل الجميل والنظافة والترتيب" مضيفةً أنها لن تنسى فتاة علّقت لها بجملة "ذكرتوني بمفتول ستي" وأكملت بأن الهدف الأساسي للمشروع هو العودة لمذاق مفتول الجدّات في الزمن الذي كانوا يعيشون فيه في قراهم قبل الاحتلال والهجرة. 

وتتنافس المعارض الدولية لإبراز المأكولات الفلسطينية التي تعبر عن التراث والتاريخ الكنعاني، بيمنا يحاول الاحتلال سرقة هذه المأكولات ونسبها لهم، كان آخر ما نشره الاحتلال عبر صفحة المتحدث باسم الجيش أفيخاي ادرعي، الذي حاول سرقة طبق المقلوبة والفلافل والنابلسية وقال: "ما أجمل هذه المقلوبة التي نتناولها دوماً في إسرائيل".