كيف سترد إيران على اغتيال أحد قادتها في الحرس الثوري؟

كيف سترد إيران على اغتيال أحد قادتها في الحرس الثوري؟
أثناء اغتيال القيادي في الحرس الثوري صياد خدائي
خاص دنيا الوطن- مدلين خلة
أجمع خبيران ومحللان سياسيان، أن رد طهران على اغتيال ضابط برتبة عقيد في الحرس الثوري الإيراني، سيكون بطرق مختلفة لها علاقة بالاستهداف لمجموعات وشبكات التجسس التي يديرها (موساد) والمعارضين الإيرانيين داخل وخارج إيران، وذلك من خلال عمليات أمنية مشابهة لما قامت به إسرائيل كون أن العملية غير معلنة بشكل رسمي.

وكان الحرس الثوري الإيراني، أعلن أن "العقيد صياد خدائي، تعرض لعملية اغتيال نفّذها شخصان كانا على دراجة نارية في شارع (مجاهدي الإسلام) في شرق طهران.

ووفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، فقد وقعت عملية الاغتيال لدى عودة خدائي إلى منزله، مشيرة إلى أنه أصيب بخمس رصاصات.

ونشرت الوكالة صوراً تظهر شخصاً مضرّجا بالدماء وقد انحنى رأسه الى الأسفل، وهو جالس الى مقعد السائق في سيارة بيضاء اللون، وبدا زجاج النافذة البعيدة عن السائق محطماً.

وهذه العملية هي الثانية خلال عامين، التي تستهدف شخصية إيرانية، في البلاد، بعد عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، بإطلاق نار استهدف موكبته قرب العاصمة، في عملية اتّهمت طهران إسرائيل بتنفيذها.

وبدوره أكد المحلل السياسي، حسن لافي على أن "هناك معركة محتدمة يطلق عليها (معركة ما بين الحروب) تخوضها إسرائيل ضد إيران وإيران ضد إسرائيل، تأتي هذه العملية ضمن هذه المعركة ما بين الحروب التي تعتمد على البعد الأمني والاستخباراتي والعمليات الخاصة والضرب تحت الحزام دون الإعلام بالشكل المباشر".

وقال لافي في حواره مع "دنيا الوطن": "في تقديري أن إيران وتصريحات قادتها وخاصة الرئيس إبراهيم رئيسي بأن الرد سيكون بهذا الاتجاه"، مشيراً إلى أنه سيكون رداً علنياً على غرار ضرب مقر (موساد) في أربيل وستتبناه إيران لأنها في وضع محرج جدا بعد الاغتيال المباشر لقائد كبير في الحرس الثوري الإيراني".

وأضاف: "هناك سيناريو آخر من الممكن أن تكون إيران قد وضعته على قائمة قراراتها يتمثل في أن يكون الرد على المستوى البعيد لزيادة التمركز الإيراني على مناطق ذات بعد استراتيجي لإسرائيل خاصة في سوريا".

وأشار لافي، أنه يرجح أن "رد إيران سيكون رداً مباشراً لا يشترطه العمق الإسرائيلي بل في أماكن وجود (موساد) الإسرائيلي التي تعتبرها ايران مناطق انطلاق الأشخاص الذين قاموا باغتيال القائد في الحرس الإيراني".

وأوضح أنه وبالرغم من سوء العلاقات بين روسيا وإسرائيل إلا أنه لن يكون لروسيا دور في الرد على عملية الاغتيال لأن هذه العملية تحتاج الى ردود بطرق مختلفة لها علاقة من خلال استهداف مجموعات وشبكات التجسس التي يديرها (موساد) والمعارضين الإيرانيين داخل وخارج إيران.

من جانبه قال المحلل السياسي حسن عبده: "إن هناك حرباً غير معلنة بين ايران وإسرائيل معظمها يرتكز على العمليات الأمنية الغير معلنة تتمثل بالتعرض للقطع البحرية الإيرانية في المتوسط وأعالي البحار وكذلك اعتراض إيران للقطع البحرية الإسرائيلية في بحر العرب وغيرها من المناطق الأخرى".

وأضاف في حديثه لـ"دنيا الوطن": "هناك الكثير من العمليات الأمنية التي اتهمت إسرائيل إيران بالوقوف ورائها وكذلك إيران تتهم إسرائيل بعديد العمليات في إيران سواء بشكل مباشر أو غير مباشر".

وأكد على أن "احتمالية أن تقوم إيران من خلال عمليات أمنية مشابهة لما قامت به إسرائيل كون أن العملية غير معلنة بشكل رسمي وحال الإعلان الرسمي فسيكون رد إيران بشكل مباشر على الاحتلال الإسرائيلي، فهي ردت على مركز للموساد في كردستان العراق وقاعدة عين الأسد وعندما يكون الاعتداء معلن من الجهة الأخرى والسيناريو المرجح أن تقوم إيران بعمل أمني ضد الاحتلال الإسرائيلي".

وأشار إلى أن "إيران لها قوة طرفية كبيرة وكثير من الحلفاء أو ما يعرف (محور المقاومة) يمكن عن طريقها تتم عملية الرد بشكل غير معلن، ولكن ما رأيناه من اغتيالات سابقة فإيران لم تعلن عن ردها بشكل مباشر وهذا ما يجعلنا نرجح أنها ستقوم بعمل أمني ضد إسرائيل لن تكون عملية شاملة لأن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن الاغتيال".

التعليقات