نشاط كبير لـ "الزنانة".. جزءٌ من المناورات أم لجمع بنك أهداف جديد بالقطاع؟

نشاط كبير لـ "الزنانة".. جزءٌ من المناورات أم لجمع بنك أهداف جديد بالقطاع؟
خاص دنيا الوطن- شيماء عيد
كثفت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية المعروفة بـ "الزنانة" خلال الأيام الماضية من تواجدها في سماء قطاع غزة بشكل لافت.

ويأتي هذا الانتشار الواسع بالتزامن مع المناورات التي أعلنت إسرائيل عن بدئها على الحدود مع قطاع غزة من ناحية، وتوتر الأوضاع نتيجة الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة للفلسطينيين في القدس والمسجد الأقصى بالتجهيز لمسيرة الأعلام، وتهديدات الاحتلال باغتيال رئيس حركة (حماس) في غزة يحيى السنوار.

وفسّر المحلل السياسي، أيمن الرفاتي، وجود الطائرات في سماء قطاع غزة وفق مسارين، فقال إن "المسار الأول وهو مرتبط بالمناورة العسكرية لجيش الاحتلال الذي يطلق عليها "مركبات النار" على حدود قطاع غزة ومناطق محاذية له، وبالتالي يمكن تفسير أن الطائرات مرتبطة بهذه المناورات والتدريبات الذي يقوم بها جيش الاحتلال للتعامل مع التهديدات القادمة من قطاع غزة ومحاولة مواجهة سيناريوهات تتعلق بتنفيذ المقاومة الفلسطينية لعمليات داخل منطقة غلاف غزة خلاف الفترة المقبلة أو أي مواجهة مقبلة".

وتابع في حديث خاص لـ" دنيا الوطن"، أنه "من ناحية أخرى، استمرار لطائرات هو جزء من حالة الضغط الميداني الذي يمارسه جيش الاحتلال على المقاومة الفلسطينية لتكبيل حركتها على الأرض وتقييد عملها فيما يتعلق في مراكمتها للقوة ونشاطاتها العسكرية على الأرض، لافتًا إلى أن ذلك ليس عاملًا أساسيًا بالنسبة للمقاومة لكن ربما يكون أحد أهدافه الضغط عليها".

وأضاف الرفاتي: "ربما تكون هذه الطائرات تعمل حاليًا على جمع بنك أهداف جديد لها في قطاع غزة، حول نشاطات المقاومة الفلسطينية، أو شخصيات من المقاومة قد تكون سياسية أو عسكرية وذلك ضمن الجهد الأمني والاستخباري الذي يوفر المعلومات للمستوى السياسي الذي يتخذ هذه القرارات".

ويرى أن "وجود الطائرات في سماء غزة لا يعني أن هناك قرار بتنفيذ عملية اغتيال داخل القطاع لأن هذا الأمر مرتبط بالتقديرات الأمنية والعسكرية والسياسية داخل إسرائيل، وأيضًا في ضوء الوضع الداخلي للحكومة الإسرائيلية حالياً وموقف الجيش الذي لا يرغب بالذهاب إلى مواجهة عسكرية تكون المقاومة الفلسطينية مستعدة لها يُعقّد إمكانية اتخاذ مثل هذا القرار فبالتالي يمكن القول أن ما يجري اليوم هو ضغط ميداني من قبل العدو لإيصال رسالة مسبقة  للمقاومة الفلسطينية ومنعها من الذهاب إلى خطوات عسكرية في يوم ال29 من مايو وهو يوم مسيرات الأعلام في مدينة القدس".

من جانبه، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، إياد حمدان، إن "في إطار مناورات ما تسمى " عربات النار"، نلاحظ نشاط على كل المستويات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، تشارك فيها جميع الوحدات في جيش الاحتلال من طيران وبحرية والمشاة والمدفعية، وتعتبر هذه المناورات هي الأطول زمنياً في تاريخ الاحتلال، وتستغرق تقريبًا مدة شهر".

وأكمل أن "هناك ثلاثة أنواع على الأقل من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تشارك في تلك المناورات وتستخدم في نشاط عملياتي فعلياً".

وأوضح حمدان "هناك عدة طائرات من نوع جديد تُسمى "هيرمز 350 و900"، تحلق على انخفاض في أجواء قطاع غزة ومهامها الرصد وتجديد بنك الأهداف وما يحدث على الأرض من نواحي مواقع أمنية عسكرية وما هو جديد".

ونوّه إلى أنه "هناك نوع من الطائرات تستخدم لأغراض التنصت، ومراقبة الأجهزة اللاسلكية وإمكانية اختراقها وغير ذلك، ونوع آخر يستخدم لقضايا لتنفيذ العمليات وتكون مفخخة ويطلق عليها " انتحارية"، ونوع سبورتر تشارك أيضًا في تلك المناورات".

وحذّر خلال الحديث أن "من الممكن أن يستغل الاحتلال ويقتنص أي فرصة لتنفيذ عملية اغتيال أو نشاط عسكري، لأن المناورة تأخذ طابع حقيقي بالنسبة لهم، لا بد من أخذ الحيطة ولحذر في ظل التطورات التي تحدث يوميًا على الأرض".

بدوره، يرى الباحث في الشأن الإسرائيلي، باسم أبو عطايا أن " انتشار طائرات الاستطلاع بالأمس وصباح هذا اليوم كان غريباً، خلال المناورات التي يجريها الاحتلال على حدود قطاع غزة، والتدريب الذي كان سيجري بالأمس على مناطق غلاف غزة"، مشيرًا إلى أن "على ما يبدو أن قوات الاحتلال تستعد لمواجهة قادمة وهي تتحسب منها، بالتالي هي تحاول أن ترسم حدود بنك أهدافها في قطاع غزة من جديد".

وقال أبو عطايا، إن "الاحتلال دائماً كان يدّعي أن لديه بنك أهداف جاهز في قطاع غزة ونتفاجأ بعد كل مواجهة منذ اليوم الأول أو الثاني لهذه المواجهات بنفاذ بنك الأهداف ويبدأ الاحتلال بقصف المواقع المدنية".

وتابع الباحث في الشأن الإسرائيلي، إن "انتشار الطائرات المكثفة الأيام الماضية هو محاولة من الاحتلال لدراسة الوضع بشكل جيد جداً في قطاع غزة لأنه يتحسب من هذه المواجهة ولديه قناعة أن هذه المواجهة قادمة لا محالة"، لافتاً إلى  أن "إلغاء المناورة على حدود قطاع غزة بالأمس هي محاولة لسحب الفتيل والتأكيد على ما هو أهم من المناورات لأنه يدرك أن حتى هذه المناورات في حدود قطاع غزة هي لن تفيد الاحتلال ف أ مواجهة قادة لأنه المقاومة تستطيع أن تصل إلى ما أبعد غلاف غزة وأن المشكلة ليس فقط في حدود غلاف قطاع غزة".

التعليقات