خانيونس: الشاب أبو شمالة يبتكر أول "رادار" لقياس سرعة المركبات

خانيونس: الشاب أبو شمالة يبتكر أول "رادار" لقياس سرعة المركبات
رام الله - دنيا الوطن
لميس الأسطل

لا زالت طاقات الشباب في قطاع غزة تتفجر يومًا بعد يوم؛ صامدةً أمام ما يعصف بها من ظروف معيشية عسيرة، وإمكانيات ضئيلة، تهدد طموحاتهم وأحلامهم، لكنهم استطاعوا أن يكونوا نماذجًا يُقتدى بها، فعملوا على تحويل تلك المعاناة إلى بصيص نور يرشدهم في الوصول إلى نهاية النفق، ليكون الشاب بشار أبو شمالة أول مهندس يقوم بابتكار جهاز "رادار"؛ لقياس سرعة المركبات على مستوى فلسطين.

بدأ الشاب أبو شمالة، البالغ من العمر 22 عامًا، من محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، رحلته في عالم البرمجة بالتزامن مع دراسته لتخصص هندسة البرمجيات، بكلية الهندسة التطبيقية والتخطيط العمراني في جامعة فلسطين. 

وأبحر في هذا العلم بعدة مجالات، وكان على رأسها مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أدرك أهميته في قدرته على حل العديد من المشكلات، عبر ربطه بتطبيقات على أرض الواقع، مبتكرًا جهاز "رادار" لقياس سرعة الأجسام المتحركة بصورة عامة، لكنه استطاع تدريب خوارزمية لتحديد المركبات وتمييزها عن غيرها.

يُعرِّف أبو شمالة جهاز الرادار الخاص به على أنه تحويل لكاميرا بدائية الصنع إلى كاميرا متطورة جدًا، قادرة على قياس سرعة المركبات تحديدًا، عن طريق منحها روحًا من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

ويقول: " كنتُ أشاهد احتفاء أحد الدول العربية باستيرادها لعدة رادارات من الصين، فانتابني الفضول حول ماهيَّتها، ما دفعني للبحث أكثر فأكثر، حتى استطعتُ صنع رادارًا مماثلًا للنظام الأوروبي، لكنه فشل؛ لأن الشوارع في قطاع غزة لم تكن تساعد كما الدول الخارجية"، مؤكدًا على أن كل مشكلة واجهته طوَّر منها العديد من الأشياء الجديدة، حتى توصَّل لخوارزمية تخصه من الألف إلى الياء.

ويشدد أبو شمالة على أنه تغذى بهذا العلم من عدة مراجع، جُلّها من شركة "مايكروسوفت"، عن طريق قراءة العديد من الأبحاث العلمية، إضافةً إلى مشاهدته لمقاطع الفيديو الأجنبية عبر منصة "اليوتيوب"، حتى أصبح تدريجيًا يمارس البرمجة، التي لم تعد مجرد علم بالنسبة إليه، موظفًا عشقه لمادتي الفيزياء والرياضيات في خدمة وصناعة الرادار.

ويوضح بأنه عمل على الرادار الخاص به مدة عام كامل، حيث قام بتجربته في شوارع قطاع غزة، لكنه كان يتعرض لمضايقات كثيرة من قبل الآخرين حول عدم أحقيته بالتصوير، ليتوجه لشرطة المرور للحصول على إذن، ليقابلوه بالترحيب ومنحه الموافقة اللازمة.

ويشير أبو شمالة إلى أن قياس الرادار لسرعة المركبات يفيد بالحد منها، وبالتالي التقليل من حوادث السير التي تحدث نتيجة السرعة المفرطة، مما يساهم في حفظ أرواح الناس وعدم إزهاقها، مؤكدًا على أنه يستطيع حفظ صورة المركبات، والإتيان بإعداداتها وبياناتها.

ويكشف أنه لم يرغب في الحديث عن الرادار على الملأ، ولكن مجريات الأحداث من حوله جعلته يصل إلى مرحلة تتطلب إثبات الحقوق، فكان من الممكن أن يكون باسم شخص آخر، فاتخذ خطوة للأمام لإثبات حقه.

ويختتم أبو شمالة حديثه قائلاً: " لا أحد يصل إلى القمة إلا إذا مر بالكثير من العقبات، التي من المفترض ألا يتوقف عندها الإنسان بل يندفع منها إلى الأمام، وكل مشكلة هي حافز لنجاح أكبر، فوصلتُ إلى ما أنا إليه الآن بعد أن اجتزت صعوبات قاهرة ".

وتقدَّم المهندس بشار أبو شمالة بطلب رسمي إلى وزارة الاقتصاد الوطني في قطاع غزة؛ للحصول على براءة اختراع لـ"الرادار" الخاص به، وهو امتياز خاص يتم منحه رسميًا لمن يقدم اختراعًا خلال فترة زمنية محددة، بشرط أن يتم الاطلاع عليه من قبل العامة.