دعوات إسرائيلية يمينية لهدم قبة الصخرة.. هل تتحول لواقع؟

دعوات إسرائيلية يمينية لهدم قبة الصخرة.. هل تتحول لواقع؟
قبة الصخرة
خاص دنيا الوطن- مدلين خلة
قبل أيام من دعوات لاقتحام كبير للمسجد الأقصى المبارك، في 29 من آيار/مايو الجاري، بمناسبة ما يسمى "يوم توحيد القدس"، دعا زعيم منظمة "لاهافا" المتطرفة، بنتسي غوفشتاين، دعا الثلاثاء الماضي المستوطنين، للاشتراك في "مسيرة الأعلام"، السنوية المقررة نهاية مايو/ أيار الجاري داخل البلدة القديمة من القدس، وهدم قبة الصخرة المشرفة داخل المسجد الأقصى المبارك.

وطالب في منشور له عبر قناته في تطبيق (تلغرام) المستوطنين بالمشاركة في "التظاهرة العارمة" بـ 29 آيار/مايو، والذي يوافق "يوم توحيد القدس" لدى الاحتلال.

وسبق أن نشر الحاخام الإسرائيلي المتطرف، يعقوب هيمن عبر حسابه على (فيسبوك)، صورة له وهو بجانب مسجد قبة الصخرة، مع إعلان عن حاجته لمهندس متخصص في هدم المنشآت والمباني لإخراج مبنى القبة خارج ساحة المسجد الأقصى.

وكانت جماعات استيطانية متطرفة قدمت مقترحًا لحكومة الاحتلال يهدف إلى تفكيك مسجد "قبة الصخرة" المشرفة، لإقامة "الهيكل" مكانه، في سابقة خطيرة تهدف لتغيير الواقع في الأقصى.

في حين، حذر نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، الشيخ ناجح بكيرات، من مخاطر وتداعيات الدعوات اليهودية المتطرفة لهدم قبة الصخرة المشرفة داخل المسجد الأقصى المبارك، نهاية آيار/ مايو الجاري.

وقال بكيرات في تصريح لـ "دنيا الوطن": إن "مثل هذه الدعوات تخدم مشروع الدولة اليهودية، وإثبات أن القدس مدينة يهودية، كما تستهدف إزالة الحضور الفلسطيني العربي والإسلامي من المسجد الأقصى، وإنها هوية المدينة المقدسة".

وأشار إلى أن "هذه الدعوات ليست بالجديدة، بل أُطلقت منذ بداية الاحتلال، وتم إصدار أكثر من كتاب لمؤلفين وباحثين إسرائيليين يحث على هدم قبة الصخرة"، من بينها كتاب يسمى (أحلام اليقظة) الذي طرح مؤلفه نقل القبة المشرفة إلى مكان آخر، وأن يتم إقامة عمل معماري يشبه هذا المكان، وأيضا من خطة الرواية التوراتية أن كل أثر إسلامي يجب أن يزول في المدينة وهذا منذ مئة عام.

وأضاف أن بعض المتطرفين اقترحوا وجود مهندسين لنقل قبة الصخرة، وآخرين دعوا لضربها بالصواريخ، وبعضهم من لجأ إلى إجراء حفريات عام 1981، عبر حفر نفق وشفط المياه من بئر سبيل قايتباي، وصولًا إلى سلم البائكة التي تصل للباب الغربي للقبة، وذلك من أجل هدمها.

وأكد أن الاحتلال وجماعاته المتطرفة تريد إنهاء مشهد قبة الصخرة، كونه يعطي حضورًا إسلاميًا عربيًا قويًا لمدينة القدس والمسجد الأقصى، وبالتالي لا يمكن لأي بناء أي يعطي مثل هذا الحضور.

وأشار إلى أن "الجماعات المتطرفة لا تريد أن ترى هذا المشهد في المسجد الأقصى، لذلك نحن أمام استهداف كبير لإزالة الوجود والحضور العربي، وكل من سيأتي للمسجد المبارك، ومحاولة لإنهاء الجذور الإسلامية منه ويثبت بذلك المجسم الذي تم تصميمه بدون وجود مسجد قبة الصخرة فيه".

وأوضح بكيرات أن ذلك يشكل استهدافًا للبشر والحجر والرموز والتاريخ الإسلامي العريق، بغية خلق واقع جديد، تمهيدًا لبناء "الهيكل" مكان المسجد الأقصى.

 وبحسب بكيرات، فإن" الجماعات المتطرفة تشعر بأن الوقت مناسب لتحقيق ذلك، في ظل انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية، وضعف وترهل المحيط العربي والإقليمي".

وأكد أن الاحتلال وجماعاته المتطرفة فوجئوا بحيوية الوعي الفلسطيني والحضور المقدسي، وأنهم لا يستطيعون فعل أي شيء بحق المسجد الأقصى، وأيضًا فشلوا في فرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني، وغيرها من المخططات في تحدي لمشاعر المسلمين والإنسانية بشكل كامل.

وأوضح أن أكاديمية التراث قامت بعديد الحملات والتعريف بشكل كبير جدا وبرامج قمنا من خلالها بالقول ان الرواية التوراتية كاذبة ولا أساس لها من الصحة وأن الصخرة إسلامية بحتة سقط على أبوابها الشهداء فهي من الحضارات العظيمة أدخل عديد الناس في الإسلام.

وبيّن أن قبة الصخرة تعتبر علامة مميزة فلا يمكن أن نرى الصخرة بدون القدس ولا القدس بدون الصخرة ووجود مخطط لهدم قبة الصخرة هو هدم للمسجد الأقصى وضياع تاريخ مدينة كامل.

وشدد أن مثل هذه الدعوات تهدف إلى محاولة التحريض الجمهور الإسرائيلي على اقتحام الأقصى، ومحاولة لإنهاء الوجود المعماري والإنساني والتاريخي للهوية الغربية والإسلامية وتحد لمشاعر المسلمين والعالم في ضرب التراث فهي تعتبر من التراث العالمي الإنساني.

من جانبه  قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي:" إن الدعوات لهدم قبة الصخرة ليست أمر اقعي يمكن تنفيذه وإنما هي قمة التحريض والقرب نحو الهاوية مع علم من دعوا لها بذلك الأمر".

وأضاف الهدمي في حديثه لـ"دنيا الوطن"  الواقع الفلسطيني والمقدسي هذه الأيام متفجر وحساس جداً لمثل هذه الدعوات، مشيراً إلى  إن التأثير يغلب عليه البعد النفسي والإعلامي وحظي بصدى كبير وأثر بالغ ولا اعتقد أنه سيتم تنفيذ هذه الدعوات بالرغم من الإعلان عنها.

وأكد أن مثل هذه الدعوات ستفجر الرأي العام العالمي، فما يتم مشاهدته في مدينة القدس يعبر عن واقع مختلف تماما فالاحتلال يفقد السيطرة على المدينة المقدسة ويخشى من انفجار الوضع فيها.

وبين الهدمي أن مدينة القدس تعيش حالة ثورية عالية وكذلك الوضع في الضفة الغربية لذلك يجب توجيهه في المنحنى الصحيح ومحاولة تصحيح مساراتها، وبالتالي لن يسمح للاحتلال أن تقدم سلطات الاحتلال القيام بمثل هذه التهديدات.

وأشار إلى أن قبة الصخرة كما اعتبرتها منظمة اليونسكو ارث حضاري إنساني وجب العمل على المحافظة عليها وحمايتها بشتى الوسائل والطرق ومن هذه النقطة يمكن تجريم الاحتلال أمام المحاكم الدولية.

التعليقات