برنامج غزة يحقق إنجازاً مهنياً بتنسيب مجموعة من المهنيين بعضوية رابطة البحر الأبيض المتوسط

برنامج غزة يحقق إنجازاً مهنياً بتنسيب مجموعة من المهنيين بعضوية رابطة البحر الأبيض المتوسط
رام الله - دنيا الوطن
نظم برنامج غزة للصحة النفسية احتفالية بمناسبة منح 15
مدرب في مجال السايكوداما العضوية الدولية لرابطة البحر الأبيض المتوسط للسايكوا دراما بعد سنوات طويلة نفذ خلالها البرنامج وبالتعاون مع مجموعة من المدربين والخبراء الدوليين مجموعة من التدريبات طويلة الامد تتعلق بنظريات وتطبيقات هذا الأسلوب العلاجي الفريد من نوعه الذي يستخدم الفنون بشكل فعال في علاج بعض الاضطرابات النفسية.

وحضر الحفل مجموعة من المؤسسات الشريكة خصوصا تلك التي استفادت من تدريبات السايكودراما التي قدمها برنامج غزة على مدار عقدين من الزمان، حيث كانت بداية مشروع السيكودراما في برنامج غزة في العام 2002، من خلال دورات تدريبية تحت اشراف المؤسسة الطبية الدولية السويسرية من خلال د. مايا هيس الطبيبة النفسية ومعالجة السيكودراما للبالغين، و كذلك المدربة و المشرفة في مجال سيكودراما البالغين د. اورسولا هاوزر، بالإضافة الى مجموعة من زملائهم وزميلاتهم
المدربين والمدربات في مجال السيكودراما.

وفي بداية الاحتفالية ألقى الدكتور ياسر أبو جامع مدير عام برنامج غزة للصحة النفسية كلمة استعرض من خلالها تجربته الشخصية مع تدريبات السايكودراما وبداية دمجها ضمن برامج بناء القدرات الخاصة بالبرنامج وتطور هذه المرحلة وصولا إلى
اعتماد مدربين مؤهلين ضمن الرابطة الدولية.

كما تحدثت د. أورسولا عن تجربتها مع برنامج غزة بعد أن قابلت مؤسس برنامج غزة للصحة النفسية الدكتور الراحل إياد السراج رحمه الله الذى "اصر عليها آن ذاك أن نقدم تدريبات السايكو دراما لأخصائيين البرنامج".

واستذكرت د. أورسولا حواراً بينها وبين زميلتها د. مايا من جهة وبين د.إياد من جهة أخرى عندما كان يحاول اقناعهما بأن يقوما بتقديم تدريبات السايكودراما: "أصر علينا أنداك لدرجة أنه خاطبني بصيغة الأمر، وعلى الرغم من أننا امرأتين قويتين الشخصية إلا أن هذا الأمر كان له وقع جميل في نفسينا لأن د.أياد كان بمثابة الأخ الأكبر لنا ولأنه كان شغوف بأن يعلم أبناء شعبه."

كما وألقت الدكتورة مايا هيس كلمة تحدثت فيها عن تجاربها الشخصية مع مجموعات مختلفة من الاخصائيات والأخصائيين الفلسطينيين التي قامت بتدريبهم والإشراف على تطبيقاتهم العملية في تنفيذ منهجية السايكودراما العلاجية، مستعرضة المراحل الأولى للتدريبات التي تبدأ غالبا بتطبيق المنهجية على الذات قبل
تطبيقها على الأخرين. "لقد خضت تجربة فريدة من نوعها مع المهنيين الفلسطينيين.

لقد كان الأخصائي نفسة يعاني من الفقدان – فقدان الأبن والمنزل، فقدان الأعزة، ثم يأتي ليقدم العلاج لمن هو في نفس حالته. لقد كانوا يتألمون كثيراً عندما يستمعون لمعاناة من يقومون بعلاجهم لانها كانت تمس جروحهم. لقد كانوا يقولون
لي: لا نستطيع ان نستمع، لا نستطيع، وكنت أقدم لهم الدعم لكي يستمروا."

وخلال الفعالية قام كلٌ من الأخصائية أمنة فريج، lدربة سايكودراما الاطفال في جمعية الإغاثة الطبية؛ والمرشد النفسي التربوي في وزارة التربية والتعليم العالي محمد أبو مطير، بمشاركة تجربتهم في تدريبات السايكودراما التي استغرقت
سنوات عدة. وقالت السيدة فريج أنها تعلمت الكثير من التقنيات التي ساعدتها على تقديم الدعم النفسي الفعال للفئات التي تتعامل معها وأنها كانت تشعر بسعادة كبيرة عندما ترى أثر وفاعلية عملها في التخفيف من معاناة الأطفال وأسرهم، مضيفة "أن كل الوقت والجهد الذي بدلته في تدريبات السايكودراما الطويلة كان
مثمرا بامتياز".

ومن جانبه تحدث أبو مطير عن تجاربة الشخصية والمهنية مع السايكو دراما قائلاً: "من أقرب الامثلة على موضوع الأثر النفسي للسيكودراما، أتذكر ان طفلي تعرض لكوابيس وأحلام مزعجة متكررة، لكنني استطعت أن اتعامل مع هذه الكوابيس التي كانت تراوده كل ليلة من خلال تقنيات السايكودراما، لقد كانت النتائج مذهلة".

وأضاف أيضا "إن استمرارنا ومثابرتنا على تلقي هذه التدريبات لفترة طويلة جداً هو أكبر دليل على فاعليتها ونجاعتها، فلو لم تكن مفيدة جداً لنا لما كان لدينا كل هذا الجلد لأن نستمر ونكمل حتى حصلنا على عضوية الرابطة الدولية".

وتضمن الحفل فقرة فنية شعبية ادخلت السرور على المحتفلين بهذا الإنجاز العظيم الذي نتج عنه تأهيل أخصائيين من فلسطين في مجال السايكودراما على المستوى الدولي.

وفي ختام الفعالية تم توزيع شهادات وألواح التكريم على المدربين الحاصلين على عضوية رابطة البحر الأبيض الدولية للسايكودراما، وأيضا تكريم المدربتين السويسريتين د. هاوزر ود. هيس.