ذكرى محاولة اغتيال صلاح الدين الأيوبي قرب حلب

ذكرى محاولة اغتيال صلاح الدين الأيوبي قرب حلب
رام الله - دنيا الوطن
يصادف اليوم الأحد، الثاني والعشرين من مايو/ آيار لعام 1176 ذكرى محاولة طائفة الحشاشين اغتيال صلاح الدين الأيوبي.

الحشاشين اسم أطلق على طائقة إسماعيلية نزارية، تدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء من نسله، واتخذوا من بلاد فارس والشام معاقل لهم، ثم أسس الحسن بن الصباح الطائفة واتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزاً لنشر دعوته، وذلك في 1040 ميلاديا.

كان الحشاشين يعتمدون على الاغتيالات في تصفية خصومهم ولإضعاف النظم التي يروا أنه يجب إسقاطها، إذ كانوا على عداء شديد مع الخلافة العباسية والفاطمية، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جداً في ذلك الوقت؛ مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد.

الحسن بن الصباح.. المؤسسولد الحسن بن الصباح عام 1037 ميلاديا، وفي فارس، ونشأ في بيئة شيعية ثم انتقلت عائلته إلى «الري» التي كانت مركزا لنشاطات الطائفة الإسماعيلية، فاتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره آنذاك 17 عاما.

وأدى الحسن اليمين أمام مبشر إسماعيلي نائب عن عبد الملك بن عطاش كبير الدعاة الإسماعيليين في غرب إيران والعراق آنذاك، وطلب منه السفر إلى مصر، وذلك كان بعهد المستنصر بالله الفاطمي، وقضى بها 3 سنوات ما بين القاهرة والإسكندرية، اختلف خلالها مع أمير الجيوش بدر الدين الجمالي، فسجنه ثم طرده من مصر وعاد إلى أصفهان.

كانت طائقة الحشاشين على عداوة كبيرة مع العباسيين والفاطميين والسلاجقة والزنكيين والأيوبيين، ما دفع الصباح إلى البحث عن مكان مناسب يحميه فلجأ إلى قلعة أَلموت، وتعني عش النسر، التي كانت حصن منيع فوق صخرة عالية وسط الجبال على ارتفاع 2,100 متر. 

بنى القلعة أحد ملوك الديلم القدماء، وجددها حاكم علوي، وبقيت في ايديهم حتى دخلها الحسن بن الصباح فطرد الحاكم منها، وبقي فيها حتى وفاته، وخلال ذلك اتخذها مركزا لهجماته على القلاع الأخرى ومكانا للتخطيط لاغتيالاته، وقد كانت قلعة استراتيجية مهمة وقائمة على صخرة مدورة تطل على شاه رود، وعن طريقها تمكن حسن الصباح من الاستيلاء على كل منطقة رودبار.

المهدي المنتظر تعد الإمامة من ركائز الحشاشين، فبعد وفاة نزار ابن المستنصر بالله، في السجن بعد انقلاب الوزير بدر الدين الجمالي عليه، ودعوته لإمامة المستعلي الابن الأصغر للمستنصر بالله، واجهت الطائفة مشكلة كبيرة بعد موت نزار، فأدعت أن خط الأئمة انتهى، وأن نزار اختفى ليعود على هيئة المهدي المنتظر، لينصر الطائفة ويصنع لها مجدها الأبدي. 

محاولات اغتيال صلاح الدين الأيوبي وقعت أولى محاولة الحشاشين لاغتيال صلاح الدين في ديسمبر 1174، حينما كان يحاصر حلب، حيث تمكن بعض الحشاشين من التسلل إلى معسكره وقتل الأمير أبو قبيس ولكن نجى صلاح الدين.

وحدثت المحاولة الأخرى في 22 مايو 1176، تنكر عدد من الحشاشين في زي جيش صلاح الدين وتسللوا إلى معسكره في عزز حينما كان يحاصرها، وتمكنوا من قتل العديد من الأمراء ولكن صلاح الدين نفسه لم يصب سوى بجروح بسيطة. 

تخفى أفراد من الحشاشين في زي رهبان مسيحيين، وتمكنوا من خداع كل من قابلوهم حتى وصلوا لخلوة الأسقف في بيت المقدس، واغتالوا كونراد من مونفيراتو، ملك بيت المقدس في 28 أبريل 1192، وكان ذلك في عهد إمام الطائفة سنان بن سلمان بن محمد المعروف برشيد الدين، وكان عراقيا مولدا في قرية بالقرب من البصرة وقد تمكن من الوصول لزعامة الفرقة عام 1162م.

النهاية على يد بيبرس في عام 1265، أمر الظاهر بيبرس بجمع الضرائب والرسوم على الحشاشين، وتحكم في تعيين رؤساء الطائفة وعزلهم، وأصبح الرئيس ممثل لبيبرس يطيعه وينفذ أوامره بعيدا عن أهداف الطائفة، وفي عام 1270 استاء بيبرس من موقف رئيس الحشاشين المسن نجم الدين فخلعه وعين بدله سريم الدين مبارك، واسثنيت مصيف من سلطته وجعلت تحت السيطرة المباشرة لبيبرس ولكن سريم الدين استطاع أن يضم مصيف إلى أملاكه فعزله بيبرس وجاء به سجينا إلى القاهرة حيث مات مسموما.

واستولى بيبرس عام 1271على قلعتي العليقة والرصافة، وسقطت قلعة الخوابي في العام نفسه لتسقط بقيه القلاع عام 1273 لتنتهي بذلك دولة الحشاشين في بلاد الشام.

التعليقات