"الفاشن" في غزة.. بين قيود العادات وشغف الشهرة

خاص دنيا الوطن- مدلين خلة
في ظاهرة جديدة في قطاع غزة.. انتشرت في الآونة الأخيرة ظهور بعض الفتيات اللاتي عرفن أنفسهن "كموديل" لعرض الملابس والاعلانات للشركات التجارية.التقت "دنيا الوطن" بعدد من فتيات "الموديل" كما عبرنَ عن أنفسهن، في محاولة لتوضيح الصورة ومعرفة طبيعة العمل ورؤية المجتمع لهن، وما مدى القبول والرواج لدى الشرائح المختلفة.
وفي حديثها أكدت "الموديل"، سلمى شراب، على أن "نظرة المجتمع تجاه (الفاشن) كانت غير مقبولة إلا أني تخطيتها من خلال القدرات التي أمتلكها والستايل الذي أقوم بعرضه إضافة إلى المكان الذي يتم من خلاله التصوير فالأمر هنا تعدى موضوع عرض الملابس وتم تجنب التركيز على البلوزة أو البنطلون".
وقالت شراب في حوارها مع "دنيا الوطن": "تم إنتاج أشياء يحبها الجميع وترضي كافة شرائح المجتمع دون تمييز فهذا الأمر جعل المجتمع يتقبل وجود فكرة (الفاشن والموديل) الذي لا يعارض القيم السائدة، فضلا عن الخروج من الأماكن التقليدية".
وأضافت" أن تجد ناس تحب وتفهم ما تقديمه، والتجديد في العروض التي تقدم والبعد قدر الإمكان عن التقليدي الذي ملَ الناس من النظر اليه، ودعم للأفكار التي يمكن أن تقدمها سواء للمكان أو اللبس أو عرض واستيعاب للأفكار واحتوائها والدعم المادي والنفسي فهذه صعوبات تواجه (الموديل) في قطاع غزة" بحسب شراب.
وبينت أن "الحرية وترك المجال للإبداع وخلق أفكار جديدة، وعدم اعتبار نفسك كرقم على (السوشيال ميديا) وأن تكون مؤثر يحمل مسؤولية جميعها أسباب تدفع للإبداع والتغيير والتجديد".
وأوضحت أن "العائلة والأصدقاء وحب الناس وحب العمل والدافعية عوامل تدفع (الموديل) للسير في طريق النجاح والتقدم الى الامام، والتعلم من الخطأ وعدم تكراره ومعرفة ما يعجب الجمهور وتوجيه الطاقات نحوه".

وأشارت أن "عمل (الفاشن موديل) يغلب عليه مخالطة الجمهور لذلك وجب على (الموديل) أن تتمتع بروح رياضية لتقبل الانتقادات والتعليقات السلبية وتجنبها قدر الإمكان وعدم الاهتمام لهؤلاء الأشخاص وبذلك ستقل هذه التنمرات والانتقادات".
واعتبرت أن موقع (انستغرام) هو الأفضل لعالم "الفاشن" وذلك لكونه أكثر حرفيه وجودة في مجال "الموديل" والموضة وكذلك عدم فرض قيود محددة عليه، ورواده ممن يفضلون هذا الجانب من المحتويات.

"الفاشن بدأ معي هواية وبعد ذلك دراسة وتم العمل عليه خطوة خطوة وبعدد من الدورات في تصميم الأزياء والعرض للزبائن أصبح عدد المتابعين لي على مواقع التواصل الاجتماعي 36.5ألف متابع أغلبهم من الطبقة الراقية" بهذه العبارة كشفت سالي الترك بداياتها في عالم "الفاشن".
وأكدت في حديثها لـ "دنيا الوطن"، أنه "في بداية المشوار لم يكن هناك (موديل) يظهروا للمجتمع وعرض الملابس لجلب الزبائن لها فما اعرضه هو جزء مما ارتديه فلم يكن الموضوع بغريب، وهناك تأثر واضح وكبير من المتابعين بما أقوم بعرضه واقبال كبير عليه".

وبينت أن "محتواها لا يقتصر على (المودل) فقط وانما تجاوزه للإعلانات ولكن ان تكون تلك الإعلانات للموضة أبتعد بقدر الإمكان عن المنتجات التي قد تضر المتابعين، كمستحضرات التجميل التي لا تنطبق على الجميع بشكل عام".
وأشارت إلى أن "نظرة المجتمع تغيرت بشكل كبير عما كانت سابقا فبمجرد أن تكون في مكان عام أجد المتابعين وحبهم ورغبتهم في التقاط بعض الصور وخاصة الفتيات يجعلني أكثر إصرار على التقدم وتقديم المزيد لهم فحبهم يدفعني نحو الأمام".
وشددت على أن "المودل" يواجه انتقادات كبيرة من الشباب في محاولة للتقليل من شخصيته ومحتواه إلا أن التجاهل والرد بحكمة وقوة شخصية يجعلهم يتراجعون عن ذلك، وربما أحيانا التجاهل مما سيقطع المجال أمام الغير من فعل ذلك.
التعليقات