"أمل أبو عاصي".. حكاية موهبة في الشعر منذ الطفولة

"أمل أبو عاصي".. حكاية موهبة في الشعر منذ الطفولة
رام الله - دنيا الوطن
رغد المصري

أذكر يومًا لم أكن فيه شاعرة، وكأنني تعلمت الشعر منذ كنت في رحم أمي، ولعلي كتبت قصائد هناك سألتقي بها ذات يوم، بهذه الكلمات افتتحت حديثها الشاعرة أمل أبو عاصي (37 عاماً)   خريجة قسم اللغة العربية ومن ثم الماجستير.

وُلدت أمل أبو عاصي وعاشت وستموت لكنها صنعت لنفسها أثراً منذ ولادتها حتى هذه اللحظة، وهي أم لأربعة أبناء وتعمل في التدقيق اللغوي وإعداد الدراسات العلمية، وتخريج دورات في كتابة الشعر، وفي فن الإلقاء.

وتتحدث أبو عاصي عن بدايتها، قائلة: "بدأت الكتابة في العشر منذ ان كان عمري ثمانية سنوات كنت أخبئ ما أكتبه عن الجميع، ليكون هديتي لوالدي حين يخرج من سجون الاحتلال".

وتقول أمل: "عرض والدي كتاباتي على الدكتور عبد الخالق الغف، الذي حثني على مواصلة الكتابة، والجامعة كان له الفضل كبير في صقل قلمي، وإثراء كلماتي".

حصلت أمل على جوائز كثيرة، منها جائزة أفضل شاعرة في مهرجان بلقيس الدولي الثالث في الجزائر، ومثلت فلسطين على أرض الجزائر وجائزة مجلس الأدباء والكتاب والمثقفين العرب المرتبة الأولى عن مجال الشعر، وجائزة الفينيق المرتبة الأولى على مستوى الوطن العربي أيضًا، ولقب شاعرة الجامعة الإسلامية، والمرتبة الأولى على مستوى فلسطين في مسابقة وزارة التربية والتعليم العالي.

وتقول أمل: "أما عن التأثر فأعتقد أن الشاعر عليه أن يقرأ للجميع، ثم لا يكتب إلا نفسه، فيكون له نظامه الكتابي الخاص به، والذي يميزه عن أي كاتب آخر، وهو ما أحب أن أسميه (هوية الكلمات)".

وعن الصعوبات التي مرت بها آمل في مشوارها الأدبي: قالت: إن "كل سبيلٍ للنجاح لا بد أن يؤلمنا شوكه، لكن متعة الوصول ولذته تنسينا كل ألم ووجع، أحتفظ بمتاعبي لي، وأهدي نجاحاتي لكم".

وبينت أنه "لم يدعمني أحد مما فعل والدي، ثم زوجي، ولا أنسى فضل أساتذتي في الجامعة الإسلامية، وقرائي الرائعين، وجمهور الأدباء الذين أعتز بهم".

وتابعت ابو عاصي: بأن لها دواوين شعرية وهم ديوان أربعة فصول للضباب ديوان سِفر الوقت رواية عندما يتعرى النهر رواية شيء من لو.

وعن الموضوعات التي تناولتها آمل في كتاباتها عن الوطن، والأسرى، والحرية، والعودة، والحب، والصداقة، واليتم والتشرد فالشاعر يستمد نوره من أي نجمة أراد في السماء الفسيحة، ويقطف زهرته من أي حديقة رغب في الأرض البسيطة واجمل المواضيع التي أعتز بها تلك إذن قسمة ضيزي، كأن يُقال للأم اختاري أي أبنائك أحب إليكِ، وهذا لعمري صعب المنال.

وتنشر آمل كتاباتها على منصة فيسبوك لنشر مقالاتي ونصوصي الشعرية والنثرية، على الرغم من أن فيسوك حذف صفحتي قبل ذلك مرات كثيرة وأبدت عن رأيها بالنقد المحلي حيث أكدت انه متدنٍّ جدًّا، فقد سادت الشللية، والمؤسساتية، على حساب الأدب الحقيقي.

واختتمت ابو عاصي حديثها قائلة، أن يكون كاتب الشعر إنسانا أولا وثانيا وثالثا وعاشرا، وما بينهما أن يكون قارئًا جيدًا، وفاعلًا مؤثرًا وان وقطاع غزة يوجد به الكثير من الأدباء المبدعين الذين أثق أنهم لو أتيحت لهم فرصة التحليق خارج البلد لفاجأوا الجميع بمستواهم.