مركز فلسطين: عشرات الأسرى المحررين استشهدوا بسبب الإهمال الطبي خلال فترة الاعتقال

مركز فلسطين: عشرات الأسرى المحررين استشهدوا بسبب الإهمال الطبي خلال فترة الاعتقال
رام الله - دنيا الوطن
حمَّل مركز فلسطين لدراسات الاسرى الاحتلال الاسرائيلي وإدارة مصلحة السجون المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير المحرر "إيهاب زيد الكيلاني" 40 عاماً من نابلس بعد شهر من الإفراج عنه، بسبب الإهمال الطبي الذي تعرض له في السجون.

وأكد مركز فلسطين أن العشرات من المحررين استشهدوا بعد خروجهم من سجون الاحتلال بأسابيع او شهور بسبب الأمراض الصعبة التي أصيبوا بها   خلال فترة الاعتقال، والإهمال الطبي المتعمد الذي تعرضوا له وعدم تقديم العلاج المناسب لهم من قبل إدارة السجون، وتركهم الأسرى فريسة للأمراض تفتك بهم.

وأوضح مركز فلسطين ان الشهيد "الكيلاني" أسير محرر كان اعتقل عدة مرات وأمضى ما مجموعه 4 سنوات ونصف في سجون الاحتلال معظمها كانت رهنّ الاعتقال الإداريّ، واخر اعتقال له كان في شهر أكتوبر من العام الماضي 2021، وصدر بحقه قرار اعتقال إداري لمدة 6 شهور، وأفرج عنه في شهر نيسان الماضي.

وأشار مركز فلسطين الى ان صحة الكيلاني تراجعت بشكل واضح في الأسابيع الأخيرة من الاعتقال وبدت عليه علامات الإرهاق والتعب، ورفض الاحتلال عرضه على طبيب مختص للكشف عن سبب تراجع وضعه الصحي، او اجراء فحوصات او تحاليل لمعرفة سبب مرضه، وبعد الإفراج عنه بأيام اُكتشفت إصابته بالسّرطان في مرحلة متقدمة، الى ان ارتقى شهيداً بعد شهر فقط من إطلاق سراحه.  

 الباحث "رياض الاشقر " مدير المركز قال ان الاحتلال مسئول بشكل مباشر عن استشهاد المئات من الأسرى بعد التحرر بأيام أو شهور أو سنوات بسبب آثار التعذيب وظروف السجن وسياسة الإهمال الطبي المتبعة في السجون الإسرائيلية، والذين كان آخرهم الأسير المحرر الشهيد  " إيهاب الكيلانى".

واضاف بان هذه السياسة ليست عشوائية انما سياسة ممنهجة مع الاسرى تؤدي الى قتلهم بشكل غير مباشر بعد التحرر حتى لا يتحمل مسئولية وفاتهم خلف القضبان، واعتبر سياسة الإهمال الطبي التي يتبعها الاحتلال المسؤولة الأولى عن وفاة المئات من الاسرى المحررين، حيث يتركهم الاحتلال لسنوات دون علاج او رعاية طبية او فحوصات حقيقية، بحيث تتغلغل الامراض في اجسادهم، وبعد الافراج عنهم بفترات متفاوتة يبدأ ظهور اعراض هذه الامراض بعد ان تكون قد تمكنت منهم بشكل كبير ، ولا يفلح معها العلاج .

وكشف انه خلال العام الماضي ارتقى أسيرين محررين نتيجة الامراض التي عانوا منها خلال فترة الاعتقال وهما الأسير المحرر محمد عايد صلاح الدين"20 عاما من بلدة حزما قضاء القدس بعد 4 شهور فقط من الإفراج عنه نتيجة معاناته من مرض السرطان في النخاع الذي أصيب به خلال اعتقاله في سجون الاحتلال، وقد أمضى عامين في سجون الاحتلال  

وكذلك ارتقى الاسير المحرر "حسين محمد المسالمة" 40 عاماً من بيت لحم، بعد شهر واحد من نقله من الاعتقال بمستشفيات الاحتلال الى مستشفى في الضفة الغربية، وقد أمضي 19 عاماً متواصلة في سجون الاحتلال، أصيب خلالها بمرض السرطان في الدم، حيث ترك فريسة للمرض ينهش في جسده طوال سنوات اعتقاله.

وطالب مركز فلسطين المنظمات الدولية بالتدخل الحقيقي ووضع حد لاستهتار الاحتلال بحياة الأسرى، والعمل الفوري على إطلاق سراح كافة الأسرى المرضى وفى مقدمتهم أصحاب الأمراض الخطيرة، قبل أن ينعدم الأمل في شفائهم نتيجة استمرار اعتقالهم دون علاج أو يلقوا حتفهم داخل السجون.

التعليقات