كيف تتعامل مع الربو بالطريقة الصحيحة؟

كيف تتعامل مع الربو بالطريقة الصحيحة؟
كشف الطبيب نيروشان ثيروتشيلفام أن وضع ‫خطة للتعامل مع حالات الربو بالتشاور والتنسيق مع الطبيب المختص يعد ‫خطوة في غاية الأهمية بالنسبة للمرضى لتجنب نوبات الربو غير المتوقعة.

و لفت الطبيب إلى أهمية أن يتحلّى المرضى وكذلك الأشخاص الذين يعتنون بهم ‫بمستوى كافٍ من الفهم والوعي حول آلية وضع خطة التعامل مع حالات الربو ‫ومتابعتها، وفق (الجزيرة نت).

‫وقد شدّد مختص طب الرئة في مستشفى كليفلاند كلينك على أهمية أن يفهم مرضى ‫الربو وأولئك الذين يعتنون بهم، ماهية الأعراض المتعلقة بنوبات الربو ‫والخطوات، التي يجب عليهم اتخاذها عندما تزداد الحالة سوءا، مشيرا إلى ‫أهمية التنسيق بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية للتعامل مع الأعراض ‫وعدم السماح لها بالتفاقم.‫

خطة التعامل مع الربو‫

وتساعد خطة التعامل مع الربو في تعزيز جهوزية المرضى في حالة حدوث أية ‫نوبات، فضلا عن تحسين أنماط حياتهم اليومية ويمكن أن تكون هذه الخطة ‫بمثابة أداة مهمة للمرضى وكذلك لمقدمي الرعاية والأطباء للتعامل مع ‫الحالة وأعراضها.

وبالنسبة للآباء وأولياء الأمور، تشكل مثل هذه الخطط ‫موردا إرشاديا مهما للممرضات والمدرّسين للتعامل مع الأطفال الذين ‫يعانون من الربو.

‫‫وتتضمن خطط التعامل مع نوبات الربو عادة معلومات الاتصال وقائمة ‫الأدوية التي يتم تقسيمها إلى ألوان أو "مناطق"، وعادة ما يتم ترميزها ‫بألوان الأخضر والأصفر والأحمر وتساعد هذه المناطق في تحديد الخطوات ‫التي يجب اتخاذها اعتمادا على شدة الأعراض.

ويجب أن تشمل الخطة أيضا ‫معلومات وعناصر أخرى مثل سجل التطعيم الخاص بالمريض، بما في ذلك تواريخ ‫تلقي لقاحي الإنفلونزا و (كوفيد-19).

‫‫وأشار الدكتور ثيروتشيلفام إلى أن المراحل المختلفة لخطة التعامل مع ‫الربو يجب أن توضح الأدوية التي يجب استخدامها والخطوات الإضافية التي ‫يجب اتخاذها بناء على الأعراض كما ينبغي أن تأخذ خطة العمل بعين ‫الاعتبار كل ما يمكن أن يواجه المريض خلال نوبات الربو وما يجب القيام ‫به للتعامل مع الحالة ومعالجة الأعراض.

تجنب المسببات‫
ولفت الدكتور ثيروتشيلفام إلى أن الرعاية الفردية هي أساس التعامل مع ‫حالات الربو، قائلًا: "عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع حالات الربو على ‫وجه الخصوص، فيجب على المريض الحرص على تجنب المسببات والتحلي بمستوى ‫كافٍ من الوعي لمعالجة الأعراض، التي قد تطرأ خلال النوبة المرضية".

‫وأضاف" بكل تأكيد تختلف خطة التعامل مع المرض وفقا لحالة كل مريض، ‫وسيحتاج المرضى للتنسيق مع أطبائهم بشأن الخطط الأفضل بالنسبة لحالاتهم ‫ويجب مناقشة الخطة مع الطبيب خلال الزيارات وتحديثها لمراقبة أية تطورات ‫في الأعراض، فربما يحتاج الطبيب إلى تغيير الأدوية التي يتناولها ‫المريض للسيطرة على نوبة الربو".

‫وحدّد الدكتور ثيروتشيلفام فيما يلي عناصر الخطة النموذجية للتعامل مع ‫حالات الربو، بالإضافة إلى الخطوات الإضافية، التي يجب اتخاذها في حالة ‫إصابة طفل بنوبة ربو.

‫معلومات الاتصال
يجب أن تحتوي خطة التعامل مع حالات الربو على معلومات اتصال مهمة، بما ‫في ذلك اسم المريض ومعلومات الطبيب واسم ورقم هاتف جهة الاتصال في حالات ‫الطوارئ، ويجب أن تتضمن أيضا تاريخ إنشاء خطة العمل، ليتسنى لأي شخص ‫يقوم بمراجعتها معرفة مدى حداثتها.

‫الأعراض والأدوية وفق المناطق‫

يجب أن يتضمن أحد الأقسام في خطة العمل قائمة بالأعراض التي يجب ‫تحديدها وبناءً على ذلك، يقوم الطبيب المختص بكتابة الخطوات المناسبة ‫التي يجب على المريض اتباعها واعتمادا على المسببات والأعراض والخطوات ‫المتخذة سابقا، تحدد كل منطقة في خطة العمل الأدوية والإجراءات التي ‫يجب اتخاذها.

‫وتحدد منطقة "الاستقرار" (Go) الخضراء الأدوية التي يتناولها المريض ‫يوميا للسيطرة على نوبات الربو ويستطيع المريض في المنطقة الخضراء ‫الحصول على قسط جيد من النوم ليلا، والتنفس بمعدل جيد من دون أي سعال أو ‫صوت صفير، فضلا عن العمل واللعب في أثناء النهار وتدرج المنطقة الخضراء ‫أيضا الأدوية التي يجب تناولها في حالة الربو الناجم عن ممارسة ‫الرياضة.

‫بينما تحدد منطقة "الحذر" (Caution) الصفراء الخطوات الإضافية التي يجب ‫على المريض اتخاذها، إلى جانب ضرورة مواصلة تناول جميع الأدوية المحددة ‫في المنطقة الخضراء.

ويتّبع المرضى هذه الخطوات إذا ظهرت عليهم علامات ‫أولية لنزلات البرد أو التعرض لمحفّزات غير معروفة أو شعورهم بأية أعراض ‫مثل السعال أو الصفير الخفيف أو ضيق في الصدر أو سعال في الليل ويجب ‫على المريض -بالإضافة إلى تناول الأدوية المشار إليها في المنطقة ‫الصفراء- الاتصال بالطبيب المختص لتحديثه بشأن الحالة.

‫ويأتي دور منطقة "الخطر" (Danger) الحمراء، وذلك إذا استمرت نوبة الربو ‫في التفاقم حتى بعد تناول المريض الأدوية الموضحة في المنطقتين الخضراء ‫والصفراء ويحدد هذا القسم الأدوية الإضافية، التي يجب على المريض ‫تناولها عندما لا تساعد الأدوية الاعتيادية في السيطرة على الحالة ويكون ‫التنفس صعبا وسريعا أو يعاني المريض من صعوبة في الكلام أو توسع في ‫فتحتي الأنف.

وبالإضافة إلى تناول ‫الأدوية المدرجة في المنطقة الحمراء، يجب على المريض أو الشخص الذي ‫يعتني به الاتصال بالطبيب على الفور، وإذا لم يكن ذلك ممكنا، فيجب ‫الانتقال مباشرة إلى غرفة الطوارئ.

و يشير معدل تدفق الزفير إلى السرعة التي يمكن من خلالها للمريض دفع ‫الهواء خارج الرئتين عندما ينفخ بقوة وبأسرع ما يمكن ويختلف معدل تدفق ‫الزفير بين الأشخاص ويتم تحديده باستخدام مقياس تدفق الزفير ويجب تسجيل ‫أفضل معدل لتدفق الزفير لدى المريض ضمن خطة العمل، بالإضافة إلى معدلات ‫تدفق الزفير لكل منطقة ضمن الخطة.

‫المسببات/ المحفّزات

‫كل شخص لديه مسببات مختلفة يمكن أن تؤدي إلى حدوث نوبة ربو، سواء كان ‫ذلك تغيرا في الطقس أو المواسم، أو أطعمة معينة، أو غبارا، أو تمارين ‫رياضية، أو حتى مسببات أو محفزات عاطفية، ويجب ذكر جميع المسببات في ‫الخطة.

‫قاعدة "4 4 4" للأطفال‫

بالإضافة إلى الخطوات الواردة في خطة العمل، فإن قاعدة "4 4 4" مهمة ‫لمعرفة كيفية التصرف في الأوقات التي يتعرض فيها الأطفال لنوبة ربو ‫نشطة.

وسيساعد هذا الاختصار ولي الأمر أو مربية الأطفال أو المعلم على ‫تذكر التفاصيل لمساعدة الطفل على استخدام جهاز الاستنشاق في أثناء النوبة ‫المرضية.

وعندما يظهر على الطفل أعراض مثل ضيق التنفس أو ضيق الصدر أو ‫صفير عند التنفس أو أية أعراض أخرى مرتبطة بالربو، تكون القاعدة "4 4 4" ‫كما يلي:

1. يجلس الطفل بشكل منتصب.

2. يُعطى 4 نفثات واحدة تلو الأخرى من جهاز الاستنشاق.

3. الانتظار 4 دقائق.

4. إذا لم يطرأ تحسن، يُعطى 4 نفثات أخرى.

ومن خلال وضع خطة إرشادية للتعامل مع حالات الربو ومعرفة قاعدة "4 4 4″، ‫يمكن للمرضى والأشخاص الذين يعتنون بهم أن يكونوا واثقين من أنهم ‫مستعدون للتعامل مع نوبات الربو المحتملة ويجب أن تتوفر نسخ من خطة ‫العمل في المنزل ومكتب الطبيب والمدرسة ومركز الرعاية الخاص بالأطفال.

التعليقات