المطران حنا: لا توجد هنالك قوة في هذا العالم قادرة على تصفية قضيتنا الوطنية

المطران حنا: لا توجد هنالك قوة في هذا العالم قادرة على تصفية قضيتنا الوطنية
رام الله - دنيا الوطن
استقبل المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس صباح هذا اليوم وفدًا كنسيًا من ألمانيا.

ورحب حنا بزيارتهم وقد استقبلهم في كنيسة القيامة في القدس القديمة ، وتحدث  في كلمته الترحيبية عن مكانة كنيسة القيامة في الإيمان والتاريخ والتراث المسيحي المشرقي مؤكدًا على أهمية القيامة باعتبارها الركن الاساسي من أركان إيماننا فلا توجد هنالك مسيحية بدون الصليب والقيامة والانتصار على الموت.

وقال حنا إننا "نحن سعداء باستقبالكم في هذا المكان المقدس ومن خلالكم نبعث برسالة المحبة الاخوية إلى كافة الكنائس ومؤمنيها في المانيا وفي سائر ارجاء العالم".

وتابع "ما نطلبه منكم أولاً هو ان تصلوا من أجل كنيستنا وشعبنا ومدينتنا المقدسة فنحن من اولئك الذين يتكلون على الله دوما ونعتقد بأن الله نصير للمستضعفين والمهمشين والمضطهدين في كل مكان".

وأضاف "لقد فقدنا الثقة بسياسيي هذا العالم منذ زمن بعيد ولا نتوقع منهم شيئا فاجنداتهم معروفة ومصالحهم هي التي تسيرهم وللاسف الشديد نراهم يتغنون في بعض الاحيان بحقوق الانسان والحريات ولكنهم يغضون الطرف عما يحدث في فلسطين وخاصة في مدينة القدس".

وأردف "ثقتنا كبيرة بالله أولاً الذي سوف يفتقد شعبه في الوقت المناسب وفي الطريقة المناسبة وثقتنا كبيرة ايضا بكافة المؤمنين المتحلين بالقيم الانسانية والاخلاقية النبيلة والذين لا يخافون من ان يقولوا كلمة الحق حتى وان ازعجت سياسيي هذا العالم".

وقال "نعتقد بأن الكنيسة ومسؤوليها وقياداتها يجب أن يكون عندهم هذا الحس الروحي والانساني والاخلاقي وألا يكونوا متأثرين بأية تيارات او أجندات أو مصالح لا علاقة لها بالقيم المسيحية والأدبيات الإيمانية النبيلة".
وأكد على أن "إيماننا المسيحي يعلمنا ان نكون صادقين مع انفسنا اولا ومع غيرنا اما استعمال اللغة الدبلوماسية المنمقة لارضاء هذه الجهة او تلك فهذا بعيد كل البعد عن ادبياتنا وسلوكياتنا واخلاقياتنا المسيحية".

وأضاف "قولوا كلمة الحق دوما فاذا لم يقل المؤمن كلمة الحق فمن الذي سيقول هذه الكلمة ، كونوا صوتا مناديا بالعدالة مناصرين للمظلومين والمتألمين في كل مكان ولا تصمتوا عندما يجب ان يرفع الصوت عالياً".

وتابع "هنالك مقولة نرددها في المشرق، إذا ما كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، ولكن هذه المقولة لا تنطبق عندما يكون الحديث عن قضايا العدالة والحرية والكرامة الانسانية وفي مقدمتها قضية شعبنا الفلسطيني".

وأكد حنا "نحن قوم نرفض الحروب حيثما كانت وأينما وجدت ولا نؤمن بالعنف ونرفض العنصرية والكراهية بكافة مظاهرها والوانها واشكالها، نحن اناس مسالمون لا عنفيون ولكننا في نفس الوقت لا يمكننا ان نقبل بأن يستمر هذا الظلم الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني ، فثقافتنا اللاعنفية لا تمنعنا من أن ندافع عن شعبنا وأن ننحاز لعدالة قضية هذا الشعب الرازح في ظل الاحتلال والذي قدم التضحيات الجسام والذي يحق له ان يعيش بحرية وسلام في وطنه وفي ارضه المقدسة".

وأضاف "القدس مدينة السلام التي لها مكانتها السامية في الديانات التوحيدية الثلاث ولكنها اليوم ليست مدينة للسلام فقد حولها الاحتلال الى مدينة عنف وكراهية يُعتدى فيها على الفلسطينيين ومقدساتها واوقافهم".

وتابع "اعملوا من أجل أن يعود السلام المغيب الى مدينة السلام وهذا لا يمكن ان يحدث الا من خلال العدالة التي يجب أن تتحقق وإنهاء الاحتلال وعودة الحقوق السليبة لاصحابها لكي ينعم شعبنا الفلسطيني بالحرية الكاملة التي يستحقها والتي في سبيلها قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام" .

ووضع المطران حنا الوفد في صورة ما يحدث في مدينة القدس من استهداف يطال المقدسيين في كافة تفاصيل.