ماذا تعرف عن حرب الظل بين إيران وإسرائيل؟

ماذا تعرف عن حرب الظل بين إيران وإسرائيل؟
أرشيفية
خاص دنيا الوطن-روعة عثمان
صرّح مصدر إيراني مطلع لـ (الجزيرة)، يوم الخميس الماضي، عن التقاط إيران صوراً أرضية، وخرائط لمخازن الأسلحة النووية الإسرائيلية، وقد أرسلتها للاحتلال الإسرائيلي عبر دولة أوروبية.

وأشار المصدر إلى أن "إيران قد أكدت أن المخازن والمنشآت ستكون هدفا لها، إذا قرر الاحتلال إشعال حرب معها".

وجدير بالذكر، أن معظم الصور أرضية وليست فضائية، وقد وضعت إشارة حمراء على جدران مواقع الأسلحة الإسرائيلية. وأفاد المصدر، أن إسرائيل غيّرت سابقًا مواقع مخازنها الاستراتيجية، مؤكداً أن الصور تتضمن مواقع المخازن الجديدة.

رسالة إيران لإسرائيل

وفي هذا السياق، يرى الخبير في الشؤون الاستراتيجية، جهاد البدوي، في حديثه لـ "دنيا الوطن"، أن "الكشف عن مواقع المخازن الجديدة للأسلحة النووية التي تمتلكها إسرائيل، يأتي في إطار تحذيري لها، من مغبة الهجوم المباشر على المنشآت النووية الإيرانية. ففي الآونة الأخيرة، صعّد المستوى السياسي والأمني في إسرائيل، من لغة الخطاب التهديدية تجاه إيران، واحتمالية ضربها عسكرياً".

وعن الرسالة التي أرادت إيران إيصالها لإسرائيل، قال البدوي بأنه "بعرض إيران صوراً أرضية لمخازن الأسلحة الإسرائيلية، فقد أرادت أن توصل رسالة مفادها، أنه إن فكرت إسرائيل بمهاجمتها عسكريا، فإن مخزونها النووي الاستراتيجي سيكون قيد الاستهداف المباشر".


حرب الظل

ويرى البدوي أن "قدرة إيران على التجسس على مخازن الأسلحة النووية الإسرائيلية هي استمرار لحرب الظل بين الطرفين، والتي كان آخرها محاولة اغتيال قائد اللواء 110 سلمان الفارسي، التابع للحرس الثوري الإيراني، العميد حسين الماشي بمدينة زهدان، فجر السبت الماضي". وأضاف أن "حرب الظل تجري في الخفاء، بشكل غير مباشر، وتتم عبر تجنيد عملاء أو استخدام أدوات تقنية، كالتي تم استخدامها في تحديد أماكن مخازن الأسلحة النووية".

ويتابع البدوي حديثه، فيقول: "استخدمت إيران حرب الظل داخل إسرائيل، ليس خارجها فحسب. فقبل عدة أشهر، حدث انفجار داخل أحد مصانع الأسلحة في إسرائيل، وكان ذلك رداً على استهداف منشأة نطنز النووية".

وكانت إسرائيل قد أعلنت استهدافها لمنشأة نطنز الإيرانية، في نيسان/أبريل العام الماضي. وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر استخباراتية، قولها: "إن جهاز الموساد يقف وراء حادث موقع إيران النووي".


  تهديدات متبادلة

وكان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، هدد إسرائيل قبل أيام، قائلاً: "إن جيش بلاده على أهبة الاستعداد لاستهداف قلب إسرائيل، في حال أقدمت على فعل أي شيء ضد إيران".

وعن جدية التهديدات الإيرانية، قال البدوي: "نتحدث اليوم عن أمن قومي إيراني، فإن تعرضت إيران لضرر، فبكل تأكيد سيكون ردها بالمثل".

غير أنه أكد بأنه "يستحيل على الإيراني كونه صاحب حضارة، ويفكر بشكل استراتيجي أن يضحي بأوراق قوة له، على الرغم من أن إيران قد هددت سابقاً، بأن لديها القدرة على ضرب إسرائيل بعشرة آلاف صاروخ يومياً، واستهداف كامل بنيتها التحتية".

وأضاف البدوي بأن "التهديدات ليست وليدة اليوم، فقد هددت إيران قديما، باستهداف مفاعل ديمونا الإسرائيلي، كما أن حزب الله، قد هدد غير مرة، باستهداف مصانع المواد الكيماوية، في قلب تل أبيب".


مخابرات إيرانية في قلب تل أبيب

وأكد البدوي أن "المخابرات الإيرانية متغلغلة في قلب تل أبيب، ولعل أبرزها قضية تجسس عامل تنظيف في منزل وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس. فقد أعلنت السلطات الإسرائيلية في تشرين الثاني/أكتوبر العام الماضي، إحباطها عملية التجسس، واعتقالها عامل التنظيف الذي جندته إيران".

 وأردف البدوى بأنه "حين يصل الأمر لمنزل وزير الدفاع الإسرائيلي، فإن الاختراق الحاصل في إسرائيل عميق جدا، ويهدد أمنها القومي. لكن من الطبيعي أن تتعرض الدول للاختراق، فسابقاً تعرّض الاتحاد السوفيتي للاختراق، وكذلك الولايات المتحدة".

القوة العسكرية لإيران قد تضاهي دولاً كبرى

وعن ذلك، قال البدوي: "سبق وأن أجريت بحثاً، عن القوة الإيرانية العسكرية، وقد تبيّن أنها تضاهي القوة الأمريكية والإسرائيلية. وإن أردنا أن نقارنها من حيث القوة التقليدية، فإنها تأتي في المرتبة الأولى في الشرق الأوسط كبنية عسكرية. لكن، في المقابل، إن تحدثنا عن القوة النووية، فإن الأفضلية لإسرائيل، إذ أنها تمتلك ما يقارب 70 رأساً نووياً، في حين أن إيران لا تمتلك أياً منها، وذلك وفقاً لما هو معلن عنه".

 

التعليقات