اقتحام جماعي للأقصى غدًا.. هل يُنذر بإفشال جهود الوساطات بالتوصل إلى تهدئة؟

اقتحام جماعي للأقصى غدًا.. هل يُنذر بإفشال جهود الوساطات بالتوصل إلى تهدئة؟
أرشيفية
خاص دنيا الوطن- شيماء عيد
تضاربت الأنباء خلال الساعات القليلة الماضية، حول حقيقة توصل الوساطات الأممية والدولية والعربية إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية، وذلك من أجل تهدئة الأوضاع في جميع الأراضي الفلسطينية. 

ووسط تلك الجهود المبذولة، قامت منظمة ما تسمى "هيئة مقر منظمات الهيكل"، بتوجيه دعوة للمستوطنين من أجل تنفيذ اقتحام جماعي للمسجد الأقصى خلال أيام عيد الفصح اليهودي من الأحد حتى الخميس. 
 
من جانبه، يرى المحلل السياسي، مصطفى إبراهيم، أنه " من الواضح هناك تواصل من جهات مصرية ودولية وأكثر من جهة عربية سواء مصر أو قطر والأمم المتحدة، بالإضافة إلى الضغط الدولي الذي يتم على إسرائيل والفصائل الفلسطينية وخاصة حركة (حماس)، بالاعتقاد أن المعركة ستكون في قطاع غزة". 

وقال إبراهيم في حديثٍ لـ"دنيا الوطن"، إن "التصعيد المستمر في القدس، إسرائيل هي المسؤولة عنه، فهي اقتحمت خلال صلاة الفجر، أمس، المسجد الأقصى واعتدت على المعتكفين والمصلين، واعتقلت 500 شخص منهم ومئات الإصابة، فهي المسؤولة عن العدوانية، ويجب ألا يتم الضغط على الفلسطينيين بمحاولات الدفاع عن أنفسهم وقضيتهم سواء في غزة أو الضفة او القدس، او في الداخل". 

ويرى المحلل السياسي، أنّ "الأمور قد تكون ذاهبة إلى التهدئة، وهي ليست بمعنى تهدئة، بل هي خفض التوتر، لأن إسرائيل ما زالت عملياتها العسكرية مستمرة في الضفة الغربية، وجنين، وما زالت قضية الاعتقالات والانتشار الأمني، وما تُسمى بعملية (كاسر الأمواج)، بدليل عدد الشهداء الذين هم نتيجة تلك العملية العسكرية التي قامت بها إسرائيل للرد على العمليات العسكرية الفلسطينية التي جرت في تل أبيب وبني براك وبئر السبع والخضيرة". 

 وأكد إبراهيم على أنّ "يوم غدٍ اختبار لإسرائيل، هل ستحافظ على الوضع القائم كما تقول وكما تدّعي، أم أنه فقط مطلوب من الفلسطينيين وقف التهديد ووقف مقاومتهم". 

وتابع "ما تحاول فعله إسرائيل هو الفصل بين الساحات، بمعنى أن تترك جبهة غزة لوحدها لا تتدخل فيما يجري بالضفة، أو فصل الضفة عن الدس، وهذا لكي تستفرد بالفلسطينيين". 

ويُرجّح إبراهيم أنه "حتى الآن قد تكون هناك مؤشرات لتخفيف الأوضاع لالتزام إسرائيل بعدم تكرار الاعتداءات في القدس لأن هناك مؤشر بالأمس انها أفرجت عن عدد كبير من المعتقلين ربما يكون هذا في سياق لما قد يتم التوصل إليه من تفاهمات برعاية مصرية عربية". 

واستدرك بأن "إسرائيل عندما تطالب الشعب الفلسطيني منذ أشهر بوقف التصعيد، بالإضافة إلى هناك الضغوط الإقليمية والعربية التي تُمارس على السلطة وعلى حماس وفصائل المقاومة بوقف التصعيد، تشعرنا بأننا نحن المسؤولين عن التصعيد، ورأينا في الفترة الأخيرة من هو المسؤول عن التصعيد". 

وشدّد على أن "الرسائل التي يجب أن تصل سواء من السلطة أو من المقاومة أو الدول العربية التي تتدخل في هذا الموضوع، أن إسرائيل باقتحاماتها يوم غدٍ او بعد غد للأقصى، وباستمرار العمليات العسكرية الموجودة في الضفة الغربية، وسياسة الاعتقالات اليومية، والقتل، هي المسؤولة عنه ويجب أن تُوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني". 

أما المحلل السياسي، د. أحمد رفيق عوض، قال إن "هناك جهود للتهدئة، وحركة حماس قالت من جهتها أن لم تصل إلى اتفاق ولكن يبدو أن هناك نوع من التفاهمات غير المكتوبة وبدون ضمانات، إلا ضمانة عربية، مصرية، قطرية أو ربما ضمانة أخرى". 

ويرى عوض أنه في حال كانت هناك جهود تهدئة فإن "الدعوات إلى اقتحام الأقصى لا تصب في مصلحة التهدئة على الإطلاق"، لافتًا إلى أن "هناك معتكفين في المسجد الأقصى، والجو متوتر جدًا، وهناك خشية من أن ينفذ المتطرفون اليهود مسألة ذبح الجدي في المسجد الأقصى، بالإضافة إلى أن يوم أمس كان هناك إهانات شديدة جدًا للفلسطينيين، وكل هذا يشكل خلفية مناسبة جدًا لانفجار الأوضاع من جديد". 

وتابع "كان على الحكومة الإسرائيلية أن تحترم أنها تحتل مدينة مقدسة، ومسؤولية حكومة الاحتلال أن تعمل على منع هؤلاء من اقتحام الأقصى لأنه هذا سيكون سبب مباشر لاندلاع الأمور على الساحة من جديد". 

وختم عوض حديثه "نحن كفلسطينيين ندعو حكومة إسرائيل أن تكبح جماح هؤلاء المتطرفين، لأنهم هؤلاء أيضًا يضرون بالمصلحة الإسرائيلية، ونطالبها بأن تمنع هؤلاء المتطرفين من إشعال المنطقة" مشيرًا إلى أن "هذه المنطقة قد يشعلها متطرف غبي، لأن الوضع حساس جدًا هناك رمضان والأقصى والأعياد وكل شيء من الممكن أن يؤدي إلى انفجار". 

التعليقات