المركز الفلسطيني: استشهاد ثلاثة مواطنين فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال

رام الله - دنيا الوطن
قتلت قوات الاحتلال في ساعات مساء أمس ثلاثة مواطنين فلسطينيين، في استخدام مفرط للقوة المسلحة. من بين القتلى طفل توفي متأثرا بجراح من اليوم السابق في مدينة جنين، وامرأة في الخليل، ادعت قوات الاحتلال انها طعنت أحد الجنود بالقرب من المسجد الإبراهيمي، فيما قتل الثالث في استهداف مباشر في بلدة الخضر بمحافظة بيت لحم، بدعوى إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة.

واستناداً لتحقيقات المركز، في حادثة مقتل الطفل، في حوالي الساعة 5:15 مساء يوم الأحد الموافق 10/4/2022، اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي دوار البيادر في المنطقة الصناعية، شمال شرقي مدينة جنين، وفي منطقة الدوار صدم جيب إسرائيلي مقدمة سيارة من نوع ما زادا لون أبيض، فيما يبدو بهدف اعتقال سائقها، غير أن السائق لم يتوقف  واستمر في السير، ودخل الى المنطقة الصناعية.  في تلك اللحظات أطلق جنود الاحتلال بعد أن ترجلوا من الجيب الإسرائيلي النار تجاه المركبة، بهدف ايقافها، فأصيب الطفل محمد حسين محمد عادل زكارنه، 17 عاماً، الذي كان يمر بالمكان بالصدفة، بعيار ناري في البطن، نقل على إثرها بسيارة مدنية الى مستشفى الرازي في مدينة جنين للعلاج، وأجريت له عملية وأدخل الى العناية المكثفة في المستشفى. وفي حوالي الساعة 7:00 صباح اليوم الموافق 11/4/2022، أعلنت الطواقم الطبية، وفاته متأثراً بجراحه.

واستنادًا لتحقيقات المركز وإفادة شاهد عيان، في حادثة مقتل الشاب في بيت لحم، ففي حوالي الساعة 11:00 مساء يوم الاحد، الموافق 102، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم، وداهمت عدة منازل واعتلت أسطح بعضها وتركز عليها قناصة الاحتلال. أطلق أحد الجنود النار تجاه المواطن محمد علي احمد غنيم، 21 عاماً، أثناء تواجده أمام منزله في حارة أبو العسل بمنطقة جبل أبو سود، القريبة من جدار الضم في البلدة، والذي يقابل شارع  “القدس –عتصيون” الاستيطاني، أو ما يطلق عليه شارع رقم 60، جنوبي مدينة بيت لحم.  أسفر ذلك عن إصابته بعيار ناري متفجر اخترق ظهره، سقط إثره أرضاً، ونقله أهالي البلدة بمركبة مدنية الى مستشفى اليمامة في البلدة.  وعقب دقائق من وصوله أعلنت الطواقم الطبية وفاته.

ولاحقًا، ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر تغريدة له على موقع تويتر، أنه وخلال عملية في المنطقة، حدد الجنود مشتبهاً ألقى زجاجات حارقة على مركبات إسرائيلية، كانت تسير على الطريق 60 وعرض الركاب للخطر، وأن القوة فتحت النار وأصابت المشتبه به.

يشار إلى أن المنطقة التي يتواجد بها منزل المواطن غنيم غالباً ما تشهد مواجهات مع جنود الاحتلال.  وفي تاريخ 22/2/2022، قتلت قوات الاحتلال الطفل محمد رزق صلاح 14 عاماً، في إطلاق نار مماثل.

واستناداً للمعلومات التي توفرت لباحث المركز في حادثة مقتل المواطنة في الخليل، ففي حوالي الساعة 5:50 مساء يوم الأحد الموافق 10/4/2022، أطلق أحد أفراد حرس الحدود الإسرائيلي، عيارين ناريين تجاه مواطنة فلسطينية أثناء تواجدها في الساحة الداخلية المغلقة للمسجد الإبراهيمي في الخليل، وأصابها بشكل مباشر، وأدى لسقوطها على الأرض، وبقيت تنزف حتى الساعة 6:30 مساءً، دون أن تقدم لها أية إسعافات. لاحقًا نشرت قوات الاحتلال صورة للمواطنة المذكورة وهي ملقاة على الأرض وفي يدها سكين، وادعت أنها نفذت عملية طعن أدت لإصابة أحد جنود الاحتلال بجروح طفيفة وأنه جرى تحييدها واحتجزت تلك القوات جثمانها. وتبين لاحقاً أن المواطنة هي مها كاظم عوض الزعتري، 26 عاماً، من سكان الخليل. ولم يتوفر شهود عيان على الحادثة.  فيما بعد احتجز جنود الاحتلال سدنة المسجد والمصلين وعددهم حوالي 70 شخصًا داخل المسجد الإبراهيمي، وأفرجت عنهم الساعة 7:00 مساءً.

ومنذ بداية العام، قتلت قوات الاحتلال 25 مواطنًا، بينهم 6 أطفال وامرأتان، في حوادث متفرقة في الضفة الغربية، أغلبهم خلال استخدام مفرط للقوة رافق فض تظاهرات وتجمعات اتسمت بالسلمية.

وكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.