من هي شركة أرامكو التي يستهدفها الحوثيين؟ وهل توقف الرياض تصدير النفط؟

من هي شركة أرامكو التي يستهدفها الحوثيين؟ وهل توقف الرياض تصدير النفط؟
رام الله - دنيا الوطن
تعرضت امبراطورية النفط السعودية شركة أرامكو، لهجوم صاروخي على يد الحوثيين في اليمن، فقد قصفوا محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو في مدينة جدة واستهدفوا أيضاً محطة (المختارة) في جازان ولكنها لم تتضرر، وتعمل 50وحدة إطفاء حريق على إخماد ألسنة اللهب المشتعلة في محطة توزيع المنتجات  النفطية منذ أمس الجمعة.

ورداً على هذا القصف فقد بدأت قوات التحالف العربي بضرب عدة مواقع تابعة للحوثيين في اليمن، ولوحت الرياض بأنها تُخلي مسؤوليتها تجاه نقص إمدادات النفط على مستوى العالم في حال استمر استهداف المنشاءات النفطية بالمملكة.

ولكن السؤال المطروح من هي أرامكو، ولما يستهدفها الحوثيين؟


التسمية:

هي شركة سعودية تأسست عام 1933 تحت اسم كالفورنيا العربية للزيت القياسي بعدما أعطت المملكة امتياز التنقيب عن النفط لشركة أمريكية، ومن ثم أعيدت تسميتها لتكون شركة أرامكو العربية الأمريكية للنفط وتم تأميمها عام 1980 بعد أن استحوذت المملكة على ملكية الشركة بشكل كامل، وتم تعديل اسمها وفق مرسوم ملكي ليصبح (شركة الزيت العربية السعودية – أرامكو السعودية)، لتتولى إدارة جميع استثمارات المملكة في النفط حول العام.

القيمة السوقية:

 تقدر قيمتها السوقية بـما يتراوح بين سبعة إلى 10 تريليون دولار أمريكي، وبهذه القيمة تتفوق على القيم السوقية لمجموعة الشركات (أبل وجوجل وإكسون موبيل)، وهو ما سعى للتأكيد عليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عندما أعلن عن قرار الرياض بطرح ما نسبته 5% من أسهم الشركة للاكتتاب، فقد قال: "القيمة السوقية للشركة سيحددها المستثمرين ولكن من المتوقع أن تتخطى تريليوني دولار".

الاكتتاب:

طرحت أرامكو 1.5% من إجمالي أسهم الشركة للتداول العام، وبهذه النسبة البسيطة من أسهم الشركة فقد اكتسحت أكبر طرح أولي للاكتتاب في التاريخ، وقد وصلت قيمة السهم الواحد في أول تداول له 35ريال سعودي بنحو تسع دولارات، فيما أغلق تداول الخميس 24آذار/ مارس 2022 لسهم أرامكو بقيمة 42.6 ريال سعودي بما يقارب 11دولار أمريكي.


سوق أرامكو:

وفق ما تعلن الشركة على موقعها الرسمي فإن أسواقها النفطية تنتشر في ست أسواق رئيسية في أسيا وهي الهند والصين بما يشمل تايوان، واليابان وكوريا الجنوبية، والفلبين، وتدير سلسلة التوريدات في أوروبا، وتمتد أعمالها في الأميركتين على السياق التالي: توفير السلع والخدمات وتقديم التحليلات الاقتصادية والسياسية، وترتيب أعمال التخزين والنقل والتسليم للنفط الخام الذي تبيعه أرامكو السعودية أو الشركة السعودية للتكرير للمصافي في الولايات المتحدة الأمريكية.

بعد استهداف أرامكو، هل ستعاقب السعودية العالم؟

استبعد مدير شركة (Biginvest) الحسن علي بكر أن يؤثر الاعتداء الحوثي الذي أضر بمحطة توزيع المنتجات البترولية  التابعة لأرامكو على أداء الشركة، مقدراً أن الاستهداف قد أصاب براميل نفطية، وأن هذا الاعتداء لا يؤثر على شركة بضخامة أرامكو معبراً "الاستهداف لا يذكر بالنسبة لأرامكو وهو لم يضرب بنية تحتية وبالتالي لا يؤثر على مستويات الإنتاج".

وأضاف في تصريح لـ "دنيا الوطن": "الاستهدافات من قبل الحوثيين كانت متتالية على السعودية وشكلت تحدي مهم في أسواق النفط عالمياً، ولكن بشكل عملي لم تؤثر على إمدادات النفط، ولذلك كان التأثير منخفض للغاية، ولكن مثل هذه الضربات قد تؤثر سلباً على المدى الطويل في حال استمرارها كونها ستشكل تحدي أمني، أكثر من كونها تمثل تحدي على الإنتاج".

ومن ناحية إمكانية تنفيذ السعودية لتهديداتها بشأن تأثر توريد النفط عالميا إثر استمرار هجمات الحوثيين على المنشأت المدنية النفطية السعودية، فقال بكر: "من المستبعد أن تنفذ السعودية تهديدها بمعاقبة أمريكا بوقف توريد النفط، وذلك لعدة أسباب أهمها أن الجزء الأكبر من صادرات السعودية يتجه نحو دول شرق أسيا، ولكون الأسعار تلعب دوراً مهماً في العرض والطلب، وأن ارتفاع سعر البرميل عن 150 دولار قدر يقود الطلب للانخفاض وبالتالي انهيار أسعار النفط".

وأكد على أن هناك الكثير من الأمور التي تتحكم بهذه العلاقات، فحتى بشأن العقوبات على روسيا إثر حربها مع أوكرانيا فلم تطال العقوبات واردات النفط كونها تمس قطاعاً حيوياً جداً، وبالنسبة للسعودية فهي من الدول التي تفصل الأمور السياسية بعيداً عن الأمور الاقتصادية، وهي بشكل عملي تصدر بشكل أكبر لدول شرق أسيا أكثر من أمريكا.

وكانت قد تصاعدت حدة الأحداث بين واشنطن والرياض بعدما طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن السعودية برفع انتاج النفط لتغذي السوق بالإمدادات بدلاً من النفط الروسي من باب العقوبات على روسيا إثر حربها على أوكرانيا، ولكن هذا الطلب قوبل بالرفض بعد امتعاض السعودية من الموقف الأمريكي تجاه تعديل تصنيف الجيش الإيراني.

التعليقات