جامعة سليمان الدولية تنظم دورة دولية "كيف تصبح صحفياً بعصر الإعلام الرقمي"

جامعة سليمان الدولية تنظم دورة دولية "كيف تصبح صحفياً بعصر الإعلام الرقمي"
رام الله - دنيا الوطن
نظمت جامعة سليمان الدولية ممثلة كلية الإعلام ندوة دولية مساء أمس الأول بعنوان: كيف تصبح صحفياً في عصر الإعلام الرقمي، عبر منصة زووم الافتراضية، قدمها أستاذ الإعلام الكاتب الصحفي الدكتور عبد السلام الواحاتي رئيس قسم الصحافة والإعلام الإلكتروني بالجامعة، بحضور كثيف من خبراء وأساتذة الإعلام، وعدد من الصحفيين، ولفيف من الباحثين، وطلاب الإعلام من مختلف الدول العربية، ومن أفريقيا، وتركيا، أقيمت الندوة برعاية الأستاذ الدكتور مصعب الجمل رئيس الجامعة، وبإشراف الأستاذ الدكتور عبد الكريم الوزان عميد كلية الاعلام، وإدارة الأستاذة الدكتورة حنان عبيد رئيس قسم الدراسات العليا بالكلية، واستمرت الندوة ـــ التي تضمنت ورشة تدريبية ــــ لمدة أربع ساعات متواصلة، وحصل خلالها مالا يقل عن مئة مشارك على شهادات حضور معتمدة من جامعة سليمان الدولية، هدفت الندوة التي  تعد من باكورة أعمال مركز تدريب كلية الإعلام إلى تزويد المشاركين بالمهارات والأدوات التي تسهم في مواكبة تكنولوجيا الإعلام وتنمية قدرات الصحفيين والراغبين في الالتحاق بالإعلام الرقمي بما يمكنهم من ممارسة مهنتهم بكفاءة.   

 تناول الدكتور عبد السلام الواحاتي في الندوة والورشة التدريبية أربعة محاور احتوت العديد من الموضوعات ففي المحور الأول: استهله بتعريف الإعلام الرقمي موضحاً بأن الإعلام الرقمي بكل تقنياته وأدواتِه إعلام حيّ، يشترِك فيه المُرسِل والمُستقبِل في الخبر والرأي والحِوار، وله تأثيرات بالِغة على سلوك الناسِ وعاداتهم، وإحداث أنواع من التغيير الاجتماعي إيجابًا وسلبًا، وأشار إلى تعدد مسميات الإعلام الرقمي تبعًا لخصائصه مثل الإعلام التفاعلي، والشبكي، وإعلام الوسائط المتعددة، والتشعبي، والسيبراني، والإلكتروني، والإعلام الجديد، مشيراً إلى أن الإعلام الرقمي ليس تطويراً للإعلام التقليدي بل هو إعلام كوني مستقل بذاته أصبح يستقطب المتابعين لشبكة الانترنت من أنحاء المعمورة، مبيناً أشكال الإعلام الرقمي والفرق بينه وبين الإعلام التقليدي، موضحاً الظواهر التي صاحبت الإعلام الرقمي ومعوقات والتحديات التي تواجهه.

وفي المحور الثاني: الذي ضم ورشة تدريبية ركز الواحاتي على مفهوم وأساسيات التحرير الصحفي الرقمي وكيف تتم عمليات التحرير وطرق وأشكال الكتابة الصحفية الرقمية، وسرد أمثلة عن الأخطاء التي يقع فيها العديد من الصحفيين عند تحرير الخبر أو التقرير والتي يجب تجنبها في اللغة والأسلوب والصياغة، مشيرا إلى استعمال كثير من الإعلاميين الأفعال الضعيفة مبيناً عدد من الأفعال التي تذخر بها اللغة العربية وتؤدي نفس المعني وبجودة تروق للقارئ، مشدداً على ضرورة التخلي عن الحشو الزائد في الجمل التي اعتاد الصحفيون على استعمالها في الإعلام التقليدي وقدم الواحاتي البديل لها في الإعلام الإلكتروني.

موضحاً أن هناك أخطاء جسيمة وقع فيها عدد من الصحفيين أودت بحياتهم أو ساقتهم إلى السجون أو على أقل تقدير غلق الصحيفة، مشيراً إلى الخطأ الذي وقعت فيه جريدة الأخبار المصرية عند نشرها خبر(مصرع السفاح عبد الناصر في باكستان)  دون وضع فاصل بين الخبرين أو التمييز بينهما، وذلك في ستينات القرن الماضي وأدى إلى تأميم الصحافة في مصر على مدى عقدين من الزمن وظهور مهنة الرقيب على الصحافة والإعلام في ذلك الوقت، وشددا المحاضر على أهمية تجنب الوقوع في المشكلات القانونية أثناء التحرير والتأكد من خلوه من جرائم السب والقذف والتشهير.

وفي المحور الثالث: بين الواحاتي مواصفات ومهارات ومهام الصحفي الرقمي، موضحاً أن عدم اختيار المحررين على أساس التخصص والتدريب أضعف مصداقية وسائل الإعلام الرقمي، وهو ما جعل المواطن يلجأ لوسائل التواصل الاجتماعي كاليوتيوب وفيس بوك بما تحويه من تضليل وشائعات، وانتشار ظاهرة المواطن الصحفي.

مبيناً عدداً من مهارات التحرير الصحفي الإلكتروني الرقمي، وأساليب صناعة المحتوى الإعلامي الرقمي، وكيفية البحث عن المعلومات في شبكة الإنترنت، فضلًا عن فهم وإدراك إمكانيات الأدوات التي يستخدمها المحرر في عملية البحث، وطرق حماية الحاسب الالي من الفيروسات والتجسس.

واما المحور الرابع: تناول الواحاتي في الورشة قواعد تحرير الخبر الصحفي الرقمي، ومعايير اختيار الخبر ومصادره ومكوناته، ضارباً أمثلة عن الأخبار الهامة والإنسانية مثل خبر الطفل (ريان) المغربي الي سقط في البئر، فأول من أثار قضيته كانت وسائل الإعلام الرقمي عبر البث المباشر، وركز المحاضر أيضاً على أهمية أيضاً على عنصر الإثارة والصراع في الخبر، موضحاً الفرق بينه وبين التقرير الصحفي ضارباً مثل بتقرير عن مباراة القمة الافريقية لكرة القدم، وسرد  الواحاتي عدداً من أسرار تحرير الخبر الصحفي الرقمي تجعله مميزا يروق للقارئ.

وشدد الواحاتي على ضرورة وضع قوانين وتشريعات إعلامية تنظم عمل الإعلام الرقمي، موضحاً أن الفوضى الإعلامية الرقمية التي نشهدها لا يتم معالجتها بمدونات السلوك ومواثيق الشرف فقط فالأمر يتطلب المواجهة بالقانون أيضاً، مؤكدا في الوقت نفسه الحفاظ على حرية الرأي والتعبير وعدم المساس بها مع حفظ حقوق المواطنين.

ثم بدأت المداخلات من جانب العديد من أساتذة وخبراء الإعلام أثرت الندوة بطرح رؤى ومقترحات قيمة، وأسفرت الندوة عن عدد من التوصيات منها:

ــــ ضرورة وضع تشريعات قانونية تنظم عمل الإعلام الرقمي.

ـــــ تنظيم ندوات تعالج قضية الهوية العربية والوطنية في مواجهة الهوية الرقمية.

ــــ عقد ندوات توعوية عن قضية ادمان الانترنت والحد من سلبياته

ــــــ تنظيم ندوة للتوعية بخطورة المخدرات الرقمية

ـــــ تنظيم ورشة عمل عن صحافة المواطن، وصحافة الموبايل.

ــــــ التأكيد على أهمية التدريب العملي في مجال الإعلام الرقمي.

وفي ختام فعاليات الندوة قدم الواحاتي الشكر لرئيس الجامعة مثمناً الدور الذي يقوم به في خدمة العلم والبحث العلمي والتدريب في مجال الإعلام، فيما قدم العديد من المشاركين الشكر للجامعة ولعميد الكلية وللمحاضر ولمنظمي هذه الندوة، والمسؤول التقني لقاعة الندوة على منصة زووم سليمان الجمل، وطالبوا الجامعة بتكرار مثل هذه الندوات القيمة.

  









التعليقات