الكلية متعددة التخصصات تنفتح على محيطها

رام الله - دنيا الوطن
قام طلبة ماستر بزيارة للمتحف الوطني للخزف بأسفي Langage Société et Représentation حيث وجدوا في استقبالهم السيد سعيد شمسي مدير المتحف الذي قدم لهم مختلف التوضيحات والشروحات حول تاريخ الخزف بأسفي.

وهي مناسبة تعرف من خلالها الطلبة على ما يزخر به هذا المتحف الوطني من كنوز خزفية تترجم أهم المراحل التي عرفها الخزف في تاريخ المغرب.

وعن فن الخزف وصناعته في أسفي ، نقتطف هذه الفقرة من كلام سيدي التهامي الوزاني ـ رحمه الله ـ صاحب كتاب : " تل الخزف " يقول: "إن المصنوعات الخزفية التي أنجزها عدد من المعلمين المحليين الكبار في المرحلة الماضية.

و يمكن اعتبارها أنماطا فنية ، لها نوعية متميزة وأسلوب خاص ، تأكد على يدهم ، لأنهم حينما يكسبون ابتكاراتهم الفخارية البسيطة طابعا فنيا، إنما يصدر ذلك عن خبرتهم الجمالية وقدرتهم الإبداعية التي استطاعوا بواسطتها استخدام مواد الطبيعة لأغراض تفوق مكونات المادة نفسها ، وأكبر دليل على ما نقول هو ما حدث في مدينة أسفي حينما استعمل الفنان " بوجمعة العملي " والمعلم " ابن ابراهيم " ، و الخزفي " عبد القادر لغريسي " ، و ما يستعمله حاليا المبدع "مولاي احمد السرغيني " والمعلم " الزيواني " بنجاح كبير ، تقنية الخزف ذي البريق أو اللمع المعدني.

و كان لمدينة أسفي العتيقة ما اختصت به (Téchniques des reflets mètalliques) من فن خزفي عريق ومتميز، يشكل ظاهرة رائعة من تراثها الحضاري والتاريخي ، الأمر الذي جعل هذا الفن يصل إلى الشهرة الدولية.

و يبدو من هذا الكلام أن فن الخزف في أسفي عريق وأصيل أصالة أهل هذه المدينة ، ذلك أن الخزفيين كانوا أكثر تعلقا وتمسكا بأصول فن الخزف ، بل أكثر حرصا على تقنياته التقليدية ، فتركوا بصماتهم على هذه الصناعة وما تتمتع به من جمالية وزخرفة وأشكال وألوان موروثة جيلا عن جيل ، مما جعله ينفرد برسوم وعلامات لها دلالات رمزية تندرج ضمن نوع زخرفي يسمى: "التبوع".