حديث هنية عن "الأذرع الممتدة للمقاومة" يثير التكهنات.. هل تنفذ المقاومة عمليات أسر جديدة؟

حديث هنية عن "الأذرع الممتدة للمقاومة" يثير التكهنات.. هل تنفذ المقاومة عمليات أسر جديدة؟
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن - عماد أبو سيف
أثار تصريح إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) عن أذرع المقاومة الممتدة في كل مكان، التكهنات بشأن إمكانية تنفيذ المقاومة الفلسطينية عمليات أسر جديدة، خاصة في ظل ازدياد معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفشل الجهود المبذولة للتوصل لصفقة تبادل أسرى بين المقاومة والاحتلال.

وقال هنية في مقابلة مع قناة (الجزيرة) الأحد الماضي، إن لدى حركته أربعة أسرى، و"إذا لم تقتنع إسرائيل سنزيد غلتنا عبر أذرعنا في كل مكان"، مضيفاً أننا "سنجبر إسرائيل على صفقة لتبادل الأسرى بينهم أسرى (جلبوع)".

يأتي هذا التصريح بعد أيام قليلة من حديث قيادي في كتائب القسام حول الأسرى، في ختام مناورة "الركن الشديد2" بغزة، والذي قال فيها إن: "المقاومة ستكون لها كلمة في موضوع الأسرى، وستُعاد عمليات أسر جنود الاحتلال ولن يقر لنا قرار حتى نحرر كل الأسرى".

ووفق محللين، فإن هذه التصريحات تحمل العديد من الرسائل والدلالات، منها أن المقاومة الفلسطينية ممتدة في كل مكان، في قطاع غزة، والضفة الغربية، وأراضي الـ48، والخارج، وأن هذه المقاومة الممتدة لن تتوقف عن عمليات أسر جنود إسرائيليين من أجل تحرير كافة الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

حسام الدجني، المحلل السياسي الفلسطيني، يرى أن هذه التصريحات، تأتي في إطار الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، والمجتمع الدولي، للتحرك من أجل إبرام صفقة تبادل، خاصة في ظل استمرار رفض الاحتلال لمطالب المقاومة الفلسطينية.

وأضاف الدجني في حديثٍ خاص لـ"دنيا الوطن"، أن "المقاومة تريد أن تؤكد أيضاً للاحتلال الإسرائيلي، أنه طالما بقي أسير فلسطيني داخل السجون، فإن ذلك يعني أن سياسة أسر الجنود الإسرائيليين ستبقى مستمرة".

وحول عبارة "أذرعنا في كل مكان"، التي قالها إسماعيل هنية، يعتقد المحلل السياسي، أن المقصود بها، هو الضفة الغربية وقطاع غزة، وأراضي الـ48، وليس خارج حدود فلسطين. 

من جانبه، أكد حسن عبده، المحلل السياسي الفلسطيني، أن عمليات أسر جنود إسرائيليين، هي القادرة على تحرير الأسرى من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أثبتته عمليات أسر سابقة نفذتها الفصائل الفلسطينية.

وأشار عبده إلى أن الاحتلال الإسرائيلي غير جاد في إبرام صفقة تبادل، ويريد مقايضة الأسرى من خلال تقديم تسهيلات إقتصادية، وهو ما ترفضه المقاومة الفلسطينية.

ويرى المحلل السياسي أن الاحتلال يخشى عمليات أسر جديدة لجنوده، "وهو ما أكدته معركة (سيف القدس)، حيث لم يلجأ الاحتلال للدخول برياً إلى قطاع غزة"، لافتاً إلى أن المقاومة تنظر لأي هجوم بري باعتباره فرصة لأسر جنود إسرائيليين.

وحول عمل المقاومة خارج فلسطين، أكد عبده أن المقاومة أعلنت في أوقات سابقة، أن عملها يقتصر داخل فلسطين، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن ذلك ممكن أن يتغير في أي لحظة.

من جهته، يرى واصف عريقات، المختص بالشأن العسكري، أن تصريحات إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، حول أذرع المقاومة الممتدة في كل مكان، يحمل أوجه متعددة.

وأوضح عريقات أن من هذه الجوانب، أن هناك امتداد للمقاومة الفلسطينية، في الضفة الغربية، وقطاع غزة، وأراضي 48، والخارج، مشيراً إلى أن  المقاومة تواصل تطورها في مختلف المجالات، ومراكمتها القوة في سبيل إنهاء الاحتلال.

ويتفق المختص بالشأن العسكري مع سابقيه، فهو يرى أن المقاومة ما زالت معنية، بتنفيذ عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي داخل حدود فلسطين، ولن تلجأ في الوقت الحالي للعمل في الخارج.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011، أبرمت المقاومة الفلسطينية، صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، تم بموجبها الإفراج 1027 أسيرًا فلسطينيًّا، منهم 450 أسيرًا من أصحاب الأحكام المؤبدة والعالية، مقابل إفراج المقاومة عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، والذي تم أسره عام 2006.

وتحتفظ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأربعة إسرائيليين، منهم جنديان أُسرا خلال الحرب على قطاع غزة صيف 2014، دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي، وآخران دخلا غزة في ظروف غامضة خلال السنوات الماضية.

التعليقات