جمعة: قراءة الطالع في السنة الجديدة أوهام وكلام فاضي

جمعة: قراءة الطالع في السنة الجديدة أوهام وكلام فاضي
علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء
رام الله - دنيا الوطن
علق الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، على من يقرأون الطالع في السنة الجديدة ويصدقونه قائلاً: "أوهام وكلام فاضي".

وذكر جمعة، خلال حديثٍ عبر فضائية (سي بي سي): "أن من يقرأون الطالع ويصدقون ما سيحدث لهم فى العام الجديد كل هذة أوهام هو يؤكدها لنفسه حتى يصير هو أسيرا لها ولا يستطيع أن يخرج منها ويتعجب".

وأوضح أن الدراما ساهمت فى محاربة هذه العقليات، مثل الفنان الراحل صلاح ذو الفقار الذي قدم عملاً عن هذه الأوهام بأنه يصبح الصباح يقرأ "سيأتيك رزق اليوم" فيموت عمه فيرثه فيعتقد أنها كذلك ثم تبين له فى النهاية أنه "كلام فاضي". 

وأكد أنه يجب على الإنسان أن يسير بالقواعد المنطقية العلمية ولا يسير طبقاً للأوهام، لأن الأوهام ستربي عندنا عقلية الوهم وعقلية الوهم صعبة جداً يستطيع كل أحد أن يتلاعب بها، كذلك فيلم "الكف" للفنان الراحل أيضًا فريد شوقي أن ابنه الأول سيموت عندما يتزوج ومات بالفعل، أما الثاني أرغم على أن يتزوج ولم يمت، فهذا وهم يجب أن نقضي عليه ونصبر لحكم الله تعالى ولا نسلم أنفسنا لأقرب طريق لمثل هذه الأوهام. 

وقال عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف: "إن جميع الأديان السماوية منعت الإنسان من الضرب بالغيب وهو التوقع لما قد يحدث غداً".

وأضاف: " أن الله تعالى وصف نفسه وصفاً لم يصفه لأحد غيره (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ)، منوهاً إلى أن الإنسان عنده شهوة للمعرفة وهذه الشهوة تدفعه في بعض الأحيان للخروج عن الصراط المستقيم".

وأشار إلى أنه لذلك أصبح عندنا أشياء نضرب بها في الغيب، مع العلم أن هذه الأمور كانت موجودة أيضا في قديم الزمن، منوها إلى أن توقعات الأبراج لما يحدث في المستقبل حرام شرعا وتدل على عقلية سطحية وتافهة وغير واقعية وسيحاسب فاعلها أمام الله لأنه سعى إلى تجهيل نفسه والخروج بها من التفكير الصحيح إلى التفكير المعوج.

وتابع: "أن هذا الكلام ضرب من الخرافات وليس هناك علم بهذه الكيفية، لافتا إلى أن القياس يجوز في الأمور والأشياء، ولكن لا يجوز في الأشخاص لأن كل شخص له قصة، ولذلك فالإطلاق على الأشخاص بشكل عام هو تلبيس للحق بالباطل والباطل بالحق".

وأوضح أن تحديد موعد طلوع الشمس وغروبها كل يوم لا يعد ضرباً بالغيب ولكنه علم وحسابات وتأملات.

فيما يتعلق بتحديد صفات مواليد الأبراج، أوضح جمعة أن الصفات العامة لمواليد الأبراج ليست توقعاً للغيب ولا علاقة لها بالنجوم وليست حرام شرعاً.

وأكد على أنه مثال ذلك هو وصف مواليد شهر آذار/ مارس وهو برج الحوت بأنه رومانسي، فهذا لا يعد علماً بالغيب ويأتي بالتأمل والتدبر والاستقراء.

ولفت إلى أن المختصين بهذا الأمر لما تتبعوا ودرسوا هذه الأبراج في الصفات الشخصية العامة فوجدوا أنها ليست مطابقة وبدأول يفرقون بين الذكر والأنثى، فزادت الأبراج من 12 إلى 24 برجا، ثم وجدوا أنها غير منطبقة على الناس ثم بدأوا يفرقون بين الجيد والرديء، فزادت الأبراج من 24 إلى 48، ثم لاحظوا مرة أخرى أنها غير واضحة فبدأوا يفرقون بين مواليد أول الشهر ونصفه وآخره، فزادت الأبراج إلى 144 برجا حتى صار الأمر وكأنه ليس له قيمة.

 

التعليقات