المدهون: الأعمال الفنية والأدبية عن الأسرى تمثل صورة حية وواقعية لمعاناتهم

المدهون: الأعمال الفنية والأدبية عن الأسرى تمثل صورة حية وواقعية لمعاناتهم
رام الله - دنيا الوطن
أكد بهاء الدين المدهون وكيل وزارة الأسرى والمحررين، على أهمية دور الأدباء والمثقفين في إبراز قضية الاسرى ونقل تضحياتهم الى العالم، وضرورة إسناد فعاليات التضامن مع الأسرى ودعمهم بكل الإمكانيات وعدم تركهم لوحدهم في
معركتهم ضد إدارة سجون الاحتلال في ظل استمرار معاناتهم، وتضافر كافة الجهود لتنظيم فعاليات مؤازره للأسرى حتى نيلهم الحرية.

جاء ذلك اليوم الأربعاء 29/12، خلال لقاء منبر الحرية الذي عقدته الوزارة في مقرها بعنوان "دور الأدباء والمثقفين في إسناد قضية الأسرى"، بحضور د. عبد الخالق العف رئيس رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين و أ. سعدى كريم رئيس الدائرة الفنية في حركة حماس، وفنان الكاريكاتير أ. أمية جحا، والأسير المحرر
والأديب أ. وليد الهودلى عبر تقنية الفيديو كونفرنس، وشخصيات من فصائل العمل الوطني وأهالي أسرى وأسرى محررون.

وأوضح المدهون أن الكتابات والروايات للأسرى الفلسطينيين تدل على انتماء أدبائها للقضية الفلسطينية، وهي حراك وطني مميز لأهمية الرواية الفلسطينية وإظهارها على كافة المستويات الوطنية والدولية ليرى العالم ما يعانيه أسرانا.

وأشار إلى أن الكثير من الأدباء الذين ينتمون لقضية الأسرى أثاروا بكتاباتهم هذه القضية وعملوا على تحريك ضمائر وقلوب الملايين حول العالم وأن هناك شعراء وأدباء ومثقفين كتبوا رواياتهم من داخل الأسر أضاءوا بها عتمات السجن.

ومن جهته تحدث د. عبد الخالق العف رئيس رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين عن الأساليب التي سعى الاحتلال لممارستها على الأسرى لتنفيذ مخططاته، وهي سياسة الإفراغ الفكري والثقافي، مشيراً بأن الاحتلال أعلن الحظر التام على الثقافة
الوطنية والإنسانية داخل الأسر ومنع عن الأسير الورقة والقلم والكتاب، فقد كان يعتبر أن امتلاك ورقة وقلمًا من الأمور المرتبطة بالحضارة والثقافة، لهذا لم يسمح الاحتلال بأن يتوجه الأسرى نحو ذلك بل عليهم أن يبقوا تحت القهر والإذلال
وكتم الأنفاس، فكان لابد للأسرى من إيجاد وسيلة للتغلب على مشكلة الورقة والقلم، فعملوا على تهريب أدوات الكتابة ونجحوا في ذلك.

وبدورها، قالت فنان الكاريكاتير أمية جحا، أن قضية الأسرى بقيت وما زالت على قائمة أولويات فنان الكاريكاتير، وأن رسامو الكاريكاتير حملوا على عاتقهم إيصال رسالة واضحة للعالم من خلال الرسومات عن عذابات وتضحيات الأسرى، وكانت
أبرز هذه الفنون تحتوي على صورة الضغط الفني الإعلامي في إسقاط التهم الموجهة للأسرى، ورسومات حول إضرابات الأسرى ومساندتهم، مشيرتاً بأن ريشة الرسومات تكون في أغلب الأحيان أقوى وأعظم من الرصاصة من خلال سرعة الانتشار والتأثير
في الرأي العام على المستوى المحلي والدولي.

وأوضح سعدى كريم رئيس الدائرة الفنية في حركة (حماس) أن الفن قوة ناعمة في المضمون ولكنه رسالة ولغة لها طابع خاص لإظهار مظلومية الأسير الفلسطيني، معتبراً لغة الفن لغة من أكثر اللغات انتشاراً حيث يسلط الضوء على حياة الأسير وذويه وحقوقه وواجبات العالم أجمع اتجاه ما يعانيه الأسير الفلسطيني، داعياً
نشطاء مواقع التواصل بأن يتعاونوا مع عدد من الفنانين لنشر مواد مترجمة للعالم مما يجعل قضية الأسرى حاضرة عربياً ودولياً.

وتحدث الأسير المحرر و الاديب وليد الهودلى عبر تقنية الفيديو كونفرنس عن أدب الأسرى في السجون وكيفية تحويلها إلى منارة للعلم، من خلال العلاقات الإنسانية المتميزة التي تجمع الأسرى وتؤلف بين قلوبهم، ما يسهم في إيجاد جو خصب متميز تنمو فيه إبداعاتهم وتتطور، لتبني طرازًا ذا نكهة فريدة تسجلها اللحظات
التأملية التي يحياها الأسير بعيدًا عن أهله وأحبته، مشيراً بأن مجموع هذه الإبداعات التي ولدت في عتمة الأقبية خرجت من رحم الوجع اليومي الذي يحياه الأسرى الفلسطينيون، والمعاناة النفسية التي كانت نتاجًا لفنون السجان في التعذيب والتنكيل.