شاب غزي يتحدى البطالة ويتخذ من خبز الفطير مهنةً له ليعيل عائلته

شاب غزي يتحدى البطالة ويتخذ من خبز الفطير مهنةً له ليعيل عائلته
شذا الكرنز _ غزة
لا تُعد غزة مكاناً للحزن والإحباط وقلة الحيلة والظروف الصعبة، بل فيها من يستطيع تحدى الواقع والانطلاق نحو آفاق رحبة من النجاح والانجاز والمثابرة، رغم قلة فرص العمل وارتفاع البطالة إلى أن هناك من الشباب من يستطيع أن يثبت نفسه.

الشاب أحمد محمود علي "32 عاماً" من محافظة غزة، شمال القطاع، خريج تخصص تصميم ومنتاج، بدأ مهنة خبز الفطير المشلتت ليكون مصدر رزق من أجل أن يعيل عائلته، في ظل ارتفاع نسبة البطالة في المجتمع.

قال علي: "دخلت سنة أولى إبتدائي فى مدرسة أبو عاصي فى معسكر الشاطئ، والمرحلة الإعدادية فى مدرسة غزة الجديدة، والمرحلة الثانوية فى مدرسة شهداء الشاطئ، ودرست المرحلة الجامعية فى جامعة الأزهر كلية العلوم المتوسطة تصميم ومونتاج خريج سنه 2010، وتزوجت فى 2012".

 وبين أنه بدأ العمل منذ الصغر، خصوصاً بعد وفاة والده وهو في السنة الأولى إعدادي، حيث كان أخيه الكبير هو من يصرف على عائلته من لبس مدرسة، وعيد، ومصارف الجامعة، وقد عمل في مصنع معكرونة ومصنع بلاستك ومحاسب وفي معمل أسنان وحداد بدون استثناء حتى سنه 2015.

ويتحدث علي عن بداية تنفيذ عمل الفطير قائلاً:" إنه كان يحصل على بعض المونة من بيت أخيه لخبز الفطير المشلتت، ويذهب إلى الميناء لكي يبيعه، حيث كان الاقبال من المواطنين كبير، وبقي يعمل فى الميناء حتي انتهي موسم الصيف وبدأ موسم الشتاء، إذ لا يأتي المواطنين إلى الميناء، فيذهب إلى الحوارى والشوارف والطرقات.

ولفت إلى أنه في عام 2016، أصبح لديه الخبرة والاتقان في عمله، ما شجعه على أن يفتتح محله الخاص رغم قلة الإمكانيات والأيدي العاملة، مبيناً أن والدته شجعته منذ البداية على انشاء هذا المشروع، بل إنها كانت يومياً تساعده في خبز الفطير المشلتت ليقوم ببيعه لاحقاً.

ويوضح علي، طريقة صناعة الفطير المشلتت بنخل الطحين والقليل من الملح، ومقدار من السكر، ويبدأ بتذويب اللبن مع الماء لوضعهم على الطحين، وعجنهم، وبعدها يبدأ بتقطيع العجين ورقهِ إلى قطع بأحجام مختلفة، ويدهن كل قطعة بالسمنة والزبدة ويضعها في الفرن للخبز.




وأضاف، أنه بعد سنة من افتتاح محله قام صاحب المحل ببيعه، ولكن اصراره وتحديه على الاستمرار في مشروعه ليعوض بعدها بمحل أوسع، وأصبح له زبائن يأتون إليه دائماً من أجل الحصول على الفطير المشلتت، وعن طموحه، تأمل علي أن يطور مشروعه ليستطيع أن يصل إلى جميع محافظات القطاع.