الأسير عبد الناصر عيسى: ثقتنا بالمقاومة عالية لتحريرنا

الأسير عبد الناصر عيسى: ثقتنا بالمقاومة عالية لتحريرنا
رام الله - دنيا الوطن
أكد القائد القسامي الأسير عبد الناصر عيسى، أنهم يعولون على المقاومة الفلسطينية لكسر قيدهم وتحريرهم من سجون
الاحتلال الإسرائيلي.

جاء ذلك في كلمة مسجلة ألقاها في مؤتمر "رواد بيت المقدس" الثاني عشر، اليوم الجمعة، بحضور قادة في حركة حماس يتقدمهم
رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية.

وخاطب عيسى الحاضرين في المؤتمر قائلا: " إن ثقنا بكم وبكل المخلصين الأحرار ثقة عالية، وأنتم سندنا بعد الله"،وتابع "نعلم ونحن داخل الأسر أن همومكم كبيرة، وأنكم تقارعون يوميًا معاول الهدم وتعانون من الملاحقات وتواجهون التحديات والتهديدات المستمرة".

ودعا عيسى، من سكان مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس، بالثبات والتوفيق لقيادة الحركة والمقاومة وعاهد "بأن نبقى صابرين
أوفياء لديننا ومبادئنا وقدسنا رغم كل شي".

وأضاف أن "حريتنا دين في رقابكم والواجب يتوسع فيها من دائرة فلسطين إلى دوائر العالم الإسلامي كله حتى
تحريرنا"، وتابع أن حرية الأسرى رأس أمر قضية الأسرى، ولا يقلل ذلك من باقي الجوانب الاجتماعية والنفسية والإعلامية والقانونية وغيرها.

ووجه عيسى التحية من مواقع الرباط الأولى في أرض الإسراء والمعراج إلى قادة وعلماء ونشطاء الأمة القابضين على دينهم
وحقوقهم.

وأكد على استمرارهم كأسرى في النضال والصمود والثبات وتسجيل آيات العزة والكرامة رغم ألم القيد وقسوة السجان
والحرمان، والمعاناة اليومية التي لا تنقطع.

ولد الأسير عيسى عام ١٩٦٧م، في أسرة اتخذت مقاومة الاحتلال منهجا لا يمكن الانفكاك عنه، رغم الاعتقال والإبعاد، رغم
الإصابة وهدم المسكن، وبدأ مقاومة الاحتلال باكراً، حتى أصبح تواجده في المظاهرات ورشق مركبات الاحتلال بالحجارة، جزءاً من برنامجه اليومي.

وفي عام 1982 وأثناء مشاركته في مسيرة منددة بمجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان، أصيب عيسى برصاصة إسرائيلية استقرت في
فخذه، بعدها بعامين اعتقله الاحتلال لمدة عامين ونصف.

وبعد الانتفاضة الأولى عام 1987، التي أصيب خلالها للمرة الثانية برصاص الاحتلال، انتقل من مقاومة الاحتلال بالحجر والزجاجة الفارعة للرصاص والعبوة الناسفة، فكان من مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية، مطلع تسعينات القرن الماضي.

وبين هذا التنقل بين أدوات النضال الشعبية والعسكرية، التحق بكلية الشريعة في جامعة النجاح في نابلس، فأصبح مسئولاً
للجناح الطلابي لحركة حماس، قبل أن يعتقله الاحتلال للمرة الثالثة والأخيرة يوم التاسع عشر من آب/ أغسطس عام 1995.

وصمد عيسى صمودا أسطوريا، أمام محققي الشاباك الذين كانوا يحاولون افشال عملية استشهادية دبرها الأسير عيسى وأوصل
المتفجرات التي ستستخدم بها.

وما هي إلا أيام، حتى فجر الاستشهادي جبارين حزامه في القدس، وتطاير جنود الاحتلال، وطار معها صواب قادة الاحتلال، فيما حمل الشارع الإسرائيلي قادة الحكومة والشاباك المسؤولية عن الفشل في منع العملية الاستشهادية.

ووجّهت النيابة الإسرائيلية لعيسى عددًا من التهم بعد خضوعه لتحقيق عنيف كاد أن يخرج منه شهيدًا أو معاقًا، من بينها
مشاركته في التخطيط لعمليات فدائية، وتواصله مع الشهيد المهندس يحيى عياش وقائد كتائب القسام محمد ضيف.

وفي نهاية المطاف أصدرت المحكمة الإسرائيلية حكماً بسجن عيسى لمدة مؤبد و20 عاماً، قضى منها عدة سنوات في العزل
الانفرادي.

واصل عبد الناصر عيسى مشواره التعليمي داخل السجن رغم قلة الإمكانات وكثرة العقبات الإسرائيلية، حتى حصل عام 2007 على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة العبرية.

وبعد عامين، نال عيسى شهادة الماجستير في الدراسات الديمقراطية من الجامعة نفسها، وبعد عدة أشهر ألغت مصلحة السجون الإسرائيلية تسجيله للدراسة من جديد في الجامعة نفسها في برنامج الفكر البيولوجي لـ”أسباب وصفت أنها أمنية”.

وفي عام 2014 استطاع عيسى أن يكمل مشواره وينال شهادة ماجستير ثانية في الدراسات الإسرائيلية من جامعة القدس في أبو
ديس ، وبعدها بسنوات قليلة حصل عبد الناصر عيسى على لقب الدكتوراه من خلال مراسلة إحدى الجامعات في الخارج.

ويعد الأسير عيسى صاحب عقلية فذة، ومفكر وذو شخصية كارزمية طاغية، يتقن استشراف المستقبل وقراءة الواقع بصورة يعجز عنها كبار المفكرين الذين يمتلكون كل أدوات المعرفة خارج السجن".

التعليقات