اللاعب الجزائري نورين لـ"دنيا الوطن": عاقبوني مدى الحياة ولو عاد الزمن لن أتردد بالمقاطعة

اللاعب الجزائري نورين لـ"دنيا الوطن": عاقبوني مدى الحياة ولو عاد الزمن لن أتردد بالمقاطعة
خاص دنيا الوطن - رغد داود
أعلن فتحي نورين لاعب الجودو الجزائري عن قرار اعتزاله نهائياً واختياره التدريب في أحد الأندية الجزائرية، بعد رفض الاتحاد الدولي للجودو الطعن الذي قدمه ضد العقوبة التي فرضها بحقه وهي عشر سنوات، إثر انسحابه من أولمبياد طوكيو قبل انطلاق البطولة بعدما أوقعته القرعة في مواجهة محتملة مع منافس إسرائيلي.

وقال فتحي نورين، بطل الجودو الجزائري: "إن قرار الاعتزال جاء بعد إصرار الاتحاد الدولي على فرض العقوبة التي كان قدرها عشر سنوات، وبالنسبة للرياضي فإن العشر سنوات هي مشوار كامل، وهم عاقبوني تقريباً مدى الحياة، ولم يتم إلغاء العقوبة أو تخفيضها، ولأن الرياضي لا يستطيع أن ينتظر عشر سنوات حتى يعود للمنافسة، ربما ينتظر أشهر أو سنة، وإذا انتظر كثيراً سينتهي".

وأضاف نورين في حديثه لـ "دنيا الوطن": "العقوبة غير منطقية وقاسية وظالمة وجائرة، ودليل على مؤامرة صهيونية ولوبي صهيوني يدعم الاتحاد الدولي للضغط على الدول العربية حتى لا يتم مقاطعته، وأنا قاطعت هذا الكيان تضامناً مع إخواننا الفلسطينيين المحاصرين الذين يقتلون وتؤخذ أراضيهم، وإنكاراً للاحتلال الصهيوني الغاصب الذي ينتهك كل حقوق الإنسان".

وأوضح بطل الجودو الجزائري أنه قرر الانسحاب بسرية وذلك بحريته الشخصية دون الإخلال بالميثاق الأولمبي أو بإحداث فوضى في الألعاب، ولكنهم أخذوا تصريحاته وبدأوا بوصفه باللاعب العنصري، الأمر الذي دفعه لكشف وإظهار كل الحقائق أمام الناس الذين لا يعرفون حقيقة كيان الاحتلال وإجرامه.

وأشار اللاعب نورين إلى أن كيان الاحتلال يستغل الرياضة سياسياً حتى ينال اعتراف العالم، وهم يتابعون كل الذين يقاطعونهم ويسلطون عليهم عقوبات حتى لا يجدون من يعارضهم ومن ينكر عليهم، ولهذا عاقبوني بأقصى عقوبة حتى أكون عبرة للرياضيين الذين يجدون أنفسهم أمام موقفهم مثل موقفي.

وتابع: "لو عاد بي الزمن للوراء، وأوقعتني القرعة مع لاعب إسرائيلي فلن أتردد في المقاطعة، وسأقاطع ولو وصلت عليا 100 سنة عقوبة، والعقوبة جاءت له فرصة لمقاطعة الاحتلال، ومعاقبتي سأجعلها رمزاً للمقاطعة حتى يقتدي بي الشباب والجيل الصاعد، وحتى نحيي ضمائر الشباب ويعود الاهتمام بالقضية الفلسطينية، فقد فتحوا على أنفسهم باباً للمقاومة والمقاطعة".

وحول ردود الفعل، ذكر نورين: "لاقيت تضامناً كبيراً، وخاصةً من الشعب الجزائري ومن بعض الدول العربية والإسلامية ومن بعض دول العالم الأحرار، وبعثنا نفس جديد للقضية الفلسطينية الحمد لله وأحيينا الضمائر الغافلة، وكشفنا أمام الناس إرهاب الاحتلال، وإن شاء الله نجد نتيجة في المستقبل ويصبح لدى الناس وعي بالقضية ويهتموا بها كثيراً".

وفي حال جمعت مباراة لاعب جزائري مع إسرائيلي، لفت إلى أن هذا الموقف معروف لدى الجزائريين وكثير من العرب أنهم ينسحبون ويقاطعون، وهذا أمر لا اختلاف عليه وخاصة في الجزائر، ولا إنسان يستطيع أن يشارك مع لاعب إسرائيلي مهما كانت الظروف، وهذا موقف مشرف لي وللدولة الجزائرية.

وعلق اللاعب نورين على تطبيع بعض الدول العربية في الآونة الأخيرة قائلاً: "هذا عار عليهم، وخزي لهم وللأمة العربية المسلمة، فهم لا يمثلون الشعوب ولا يمثلون العروبة ولا الإسلام، وأوجه رسالة للشباب، أن يهتموا في القضية وأن يكونوا على قدر المسؤولية ولا يتهاونوا فيها لأن الشعوب هي من تقرر مصيرها وبإمكانها أن تضغط على حكامها ودولها لأن يسترجعوا الحق لأهله".

ونوّه إلى أنه لا يعتبر القضية قضية فلسطينية بل قضية كل المسلمين والعرب وكل إنسان لديه غيرة ويكره الظلم ويحب الحق، مؤكداً على أنها قضية كل إنسان حر عادل.

التعليقات