"دلال المغربي وورود ورموز".. صور المرشحات في القوائم الانتخابية تثير جدلاً واسعاً

"دلال المغربي وورود ورموز".. صور المرشحات في القوائم الانتخابية تثير جدلاً واسعاً
خاص دنيا الوطن - آية الملاحي

مع انطلاق الدعاية الانتخابية المحلية في الضفة الغربية، وضعت بعض المرشحات للقوائم الانتخابية صوراً غير صورهن الشخصية، حيث وضعت بعضهن الورود في مواقع الصور المخصصة لها، وأخرى اكتفت بوضع صورة لقبة الصخرة المشرفة، وغيرها وضعت صورة للشهيدة دلال المغربي، وأخرى استخدمت أيقونة تشير لرأس امرأة، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وعقّب فريد طعم الله، المتحدث باسم لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية حول ذلك بقوله: "إن القانون يخلو من أي بند يلزم القوائم الانتخابية بنشر صور المرشحات في البوسترات واليافطات، أو في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي".

وأوضح طعم الله في حديثه لـ "دنيا الوطن"، أن الدعاية تتيح للقائمة الإعلان عن نفسها بالطريقة التي تراها مناسبة، ويُمنح المرشحون الحرية كاملة في نشر أو عدم نشر الصور، مؤكداً أنه لا يمكن للجنة الانتخابات أن تتدخل دون ورود شكوى شخصية مكتوبة من المرشحات اللواتي حجبت صورهن عن الدعاية الانتخابية، لأن ذلك يندرج تحت بند الحرية الشخصية.

وذكر المتحدث باسم لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية: "أن ما تفرضه لجنة الانتخابات هو ورود الاسم صريحا"، مشيراً إلى أن اللجنة ضد إخفاء صورة المرشحة، ولكن لا يمكن أن نقوم بالتدخل دون شكوى طالما القائمة ملتزمة بالضوابط الأخرى.

بدورها، اعتبرت زينب الغنيمي مديرة مركز الأبحاث والاستشارات القانونية للمرأة أن عدم وضع صور شخصية للقوائم المرشحة من النساء واستبدالها بوضع صورة رمزية مكانها بأنه أمر "موسف" و"سيئ" وأنه يتنكر لوجود المرأة كشريكة.

وقالت الغنيمي: "إن عدم وضع صورة للقائمة المرشحة من النساء بغض النظر عن انتمائها الحزبي، يعكس مستوى التخلف والتراجع حول المرأة التي قدمت أكثر من المفروض عليها، ومع ذلك تأخذ أقل مما تستحق".

وبشكل قانوني، أوضحت أنه لا يجوز أن تترشح قائمة بدون أسماء واضحة للنساء ورجال وتعتبر قائمة غير قانونية، لأن المواطن من حقه أن يعرف من الشخص الذي ينتخبه.

وأضافت مديرة مركز الأبحاث والاستشارات القانونية للمرأة: "أنه بالنسبة للقوائم التي لم تضع صور هي من الناحية القانونية تعتبر قوائم قانونية، أما من الناحية السياسية والأخلاقية التي تعكس مفاهيم العدالة المقرة في القانون الأساسي والمساواة بين الجنسين الذي يتضمنه القانون الأساسي، يدل على أنه يوجد تجاهل وتقليل من شأن المرأة ووضعها في خانة أدنى من الرجال".

ولفتت الغنيمي إلى أن وضع صورة لدلال المغربي يجعل من القائمة غير قانونية ويوجد بها تزوير، معتبرةً استخدام صورتها "استخفاف" لناس، كما أنه يدل على تراجع في الثقافة، ويعكس أيضاً عدم الثقة بالنساء و"كأن شكل المرأة هو الذي يعطل الانتخابات أو عدم وضع صور لها فقد يحميها بل العكس يشكل إساءة لها".

من جانبه، انتقد منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة (فتح)، بعدم وجود صورة للمرشحات عن الدعاية الانتخابية في المجالس المحلية في بعض القوائم الانتخابية في الضفة.

وكتب الجاغوب على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك): "إلى متى هذا الاستخفاف بالمرأة؟ كيف لنا أن نمارس الازدواجية بدون مواربة؟ فكيف نضع صورة وردة او صورة امرأة شهيدة او صورة علم فلسطين، ونخفي صورة المرأة المرشحة للهيئة المحلية؟ اليس هذا معيب أن تغيب صور المرشحات عن الدعاية الانتخابية في المجالس المحلية في بعض القوائم الانتخابية؟".

وأضاف: "أن المرأة قيمة وقامة نعتز فيها وهي التي تهز السرير بيمينها وتهز العالم بشمالها"، موجهاً رسالة إلى النساء قائلاً: "من تطمح منكن الدخول الى المجلس البلدي، فهي ملزمة بالظهور في جلساته واتخاذ القرارات ومناقشة أحوال البلدة، إذا الآن لا تضع صورة شخصية لها، كيف سوف تناقش وتتخذ القرارات وتدافع عن موقفها؟".

وتابع الجاغوب "حدثني أحد الأخوة في إحدى المجالس البلدية أنهم كانوا يرسلوا محضر جلسة المجلس البلدي للنساء إلى المنزل للتوقيع عليه، وأحيانا يحضر الجلسة أخوها أو والدها بدلا منها". 

وأكد على ضرورة تفعيل دور الرقابة من قبل وزارة الحكم المحلي على جلسات المجالس البلدية وبدون تنسيق حضور الجلسات؛ للتأكد من ان العضوات يشاركن في اتخاذ القرارات.

من جهته، وصف وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني عبر صفحته الشخصية (فيسبوك)، أن وضع بعض القوائم المشاركة في الانتخابات المحلية لصورة الشهيدة دلال المغربي بدلاً من المرشحات، ووضع قوائم آخرى وردة بدلاً من صورة المرأة المرشحة، وأيضاً وضع رمزاً بلا اسم أو صورة بـ"المهزلة المدعشنة"، مطالباً بتدخل لجنة الانتخابات المركزية لوقف هذا الأمر.

يشار إلى أن عدد الإناث المرشحات في جميع القوائم التي قبلتها لجنة الانتخابات المركزية وصل إلى 1551 مرشحة، بنسبة 25.9% من إجمالي عدد المرشحين، فيما تترأس النساء ثلاث قوائم فقط.

التعليقات